أخصائي ترميم يكشف عن المكان الذي كان السبب في كشف مقابر كوم الشقافة بالإسكندرية (صور)
كشف أحمد حازم أخصائي ترميم، عن المكان الذي كان السبب في الكشف عن مقابر كوم الشقافة الأثرية الشهيرة في منطقة كرموز بالإسكندرية، حيث تحكي القصة عن عربة يجرها حمار كان السبب في هذا الكشف الهام.
وأشار حازم في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إلى أن المصادفة لعبت دورها في هذا الكشف قبل مائة وعشرين عامًا، حيث تسبب سير العربة التي كانت على ما يبدو محملة بالبضائع ويجرها حمار، فوق سقف أحد قبوات المقبرة، إلى سقوط القبة وانكشاف فتحة في الأرض، والتي بدأ العلماء في تتبعها، وكانت النتيجة هذا الكشف المذهل.
وقاد أحمد، كاميرا الفجر، عبر أروقة مقابر كوم الشقافة، حتى أسفل المكان الذي سقطت فيه عجلة العربة التي كان يجرها حمار، ويبدوا أنها كانت تنقل البضائع من مكان لآخر.
وبالمشاهدة نلاحظ أن السقف بالفعل بقه بقعة مفقودة، وتم إكمالها بالآجر، وأشار حازم، إلى أنه كان يوجد أسفل الفتحة قطعة صخر كدليل عليها وذلك قبل سحب المياه الجوفية من المقابر، والتي كانت دائمًأ وأبدًا غارقة فيها.
ومقابر منطقة كوم الشقافة هي أثر فريد يعاني من المياه الجوفية، التي توصل الخبراء بالتحليل إلى أنها خليط من مياه ترعة المحمودية وفواقد مياه الأمطار والشرب، وفي منتصف التسعينات بدأت المرحلة الأولى لمحاولة خفض منسوب تلك المياه إلى أن المشروع لم يتم.
وفي نوفمبر عام ٢٠١٧ بدأت وزارة الآثار مشروعًا طموحًا بالتعاون مع هيئة المعونة الأمريكية لخفض منسوب المياه في مقابر كوم الشقافة، وجاءت الخطة بإنشاء ستة آبار عميقة عبر خطوط طرد، ومبنى تحكم، ومولد كهربائي وإنشاء مخرج للمياه في ترعة المحمودية، بعد ركيب طلمبات سحب أتوماتيكي على عمق 35 متر.
وكوم الشقافة عبارة عن منطقة تفع بحي كرموز غرب الإسكندرية، وكرموز نسبة للاسم اليوناني القديم "لوقوس كيرامايكوس"، ووكوم الشقافة نسبة لكثرة البقايا الفخارية وكسرات الخزف والشقف التي كانت تتراكم في هذا المكان.
وتقع كوم الشقافة في المنطقة التي كانت فيها قرية راكوتيس، وهي قرية رومانية، جاء اسمها تيمنًا بالاسم المصري القديم، "را جاديت" كما هو مذكور في نقش هيروغليفي من عهد بطليموس الأول.
والمقابر ترجع أهميتها نظرًا لاتساعها، وكثرة زخارفها، وتعقيد تخطيطها، كما أنها من أوضح الأمثلة علي اختلاط الفن المصري القديم، بالفن الرماني بالإسكندرية، وأروع نماذج العمارة الجنازية فيها.
والجبانة من نوع الكاتا كومب، وهو نوع من المقابر انتشر في القرون الثلاثة الأولى الميلادية، وجبانة الكاتا كومب هي الجبانة الرئيسية في منطقة كوم الشقافة، وحملت المقابر هذا الاسم نظرًا للتشابه في التخطيط بينهما وبين مقابر الكاتا كومب المسيحية في روما، واسم كاتا كومب اصطلاح يطلق على المقابر المحفورة تحت سطح الأرض، وعثر على المقبرة بطريق الصدفة يوم 28 سبتمبر 1900، بالرغم من أن التنقيب قد بدأ في هذه المنطقة منذ عام 1892م.