"الحب وحده لا يكفي".. هكذا تستمر حياتك الزوجية

الاحترام المتبادل هو الأساس لتحقيق حياة زوجية هادئة، وهو أساس التفاهم والود، والاحترام يتمثل في تصرفات حياتية كثيرة، مثل: احترام رأي الآخر، واحترام مشاعره وعدم الاستهزاء بها، واحترام رغباته وهواياته، وعدم التحدث بطريقة سلبية عنه أمام الآخرين..إلخ.

يشعر أحيانًا بعض الأزواج بالغيرة من ثنائي آخر من أصدقائهم أو أقاربهم، الذين لديهم ظروف مادية أو اجتماعية أفضل منهم، وهذا يدفعهم للمقارنة والشعور بالنقص، وهذه النظرة ستولد حالة من عدم الرضا على الحياة، وقد تهدد العلاقة الزوجية وسعادة الزوجين. ولكن الأفضل هو الرضا والقناعة بما لدينا، لأن كل شخص في هذه الحياة له رزقه الذي منحه الله له من سعادة أو مال أو صحة أو أبناء أو حب الآخرين.

لا أحد يستطيع الاستغناء عن النصائح التي يوجهها له الآخرين، وخاصةً إن كانت صادرة من الآباء ولهما كل الاحترام، ولكن هذا لا يعني إعطاءهم الحق في التدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياة الزوجين. حيث إنه يجب أن يتوافر بين الزوجين جزءًا من الخصوصية لا يتجاوزه أحدًا مهما كان، وهذه الخصوصية يجب أن تُطبق بشكل أخص عند وجود مشكلة بينهما، فتدخل الأهل قد يزيد من حدتها ولا يعمل على تهدئة الأحوال بينهما بل قد يحدث العكس. لذلك يجب محاولة الحد من تدخل الأهل قدر المستطاع في شؤون الحياة الزوجية.

من الغباء الاعتقاد بأن السعادة الزوجية تتحقق دون وجود مشكلات أو مشاجرات، فهذا مستحيل في ظل الاختلاف الطبيعي بين البشر وطرق تفكيرهم المتباينة. ولذلك فهي لا تأتي بمحض الصدفة، بل هي نتاج قدرة تحمل كل من الزوج والزوجة على تخطي العقبات التي يواجهونها في حياتهما معًا. وهي أيضًا محاولة تقبل كل شخص لعيوب الآخر والرغبة في الاستمرار معه دون محاولة تغييرها.

لا يحب الرجل المرأة المهملة وغير المعتنية بنفسها وملابسها، وهناك الكثير من الزوجات يقعن في خطأ إهمال العناية بأنفسهن بعد الزواج، لكن هذا الأمر إذا لم يلتفت له الرجل في البداية، فمع الوقت سينفر منكِ وسينظر إلى النساء الجميلات التي يعتنين بأنفسهن ويبرزن جمالهن، فالرجل يحب المرأة الأنيقة التي تهتم بنفسها وبنظافتها، وتحرص على التجديد من مظهرها من وقت لآخر. فإذا اجتمعت فيكِ صفات الجمال الخارجي وجمال الأخلاق والطباع، فستستمر حياتكِ الزوجية مدى العمر في سعادة.

الزواج هو مشاركة في كل شيء وفي كل وقت، وأحد أهم ركائز الزواج السعيد هو التفاهم والمشاركة بين الزوجين في كل شيء، حيث يجب على الزوجين تقاسم الأعباء والمسؤوليات في المنزل ورعاية الأبناء والمشاركة في اتخاذ القرارات. والتفاهم هو مفتاح استمرار الحياة الزوجية، فتفاهم الطرفين في كل أمور الحياة، وحتى في أوقات الخلافات، هو ما يجعل الحياة بينهما تستمر لأنهما اعتادا على المناقشة والتفاهم وتقبل كل منهما لرأي الآخر، حتى يصلا إلى أفضل النتائج والحلول.

إن أحد أهم أسرار الزواج السعيد والمستمر هو الاستعداد من قبل الطرفين لتقديم التنازلات والتضحية لكن بالطريقة الصحيحة وبالمسامحة الفعلية، فمن يفعلون ذلك يتفهمون تمامًا أن استمرار الزواج مرهون بتقديم بعض التنازلات أحيانًا حتى لو كانوا على حق، فهذه المبادرة ستقرب كثيرًا بين الزوجين وتلقي تقديرًا كبيرًا لدى الآخر، ومن المتوقع أن تمحي كل المشاكل بسرعة كبيرة.

يحب الرجل المرأة المتجددة التي تفاجئه دائمًا بالمفاجآت السعيدة، وتجعله لا يشعر بأجواء الروتينية في الحياة، فلا بُد في الحياة من بعض المرح والجنون وقضاء لحظات رومانسية دافئة والابتعاد عن جو الحزن والنكد، ولو كل فترة. ودائمًا الزوجة هي من تسعى لهذا، لذلك لابد أن تتحلى بروح المرح والسعادة أمام زوجها وأن تشجعه على أن يخرجا عن المألوف ويجربا كل ما هو جديد ومناسب لهما في هذه الحياة، وبهذا سوف تتملك قلب زوجها مدى الحياة.