فبركة وأكاذيب.. كيف حاول "الإخوان" استغلال حريق قطار محطة مصر؟

وفي الوقت الذي شهدت القاهرة، اندلاع حريق بقطار في محطة مصر بمنطقة رمسيس، صباح اليوم الأربعاء، بدأت الخلايا التابعة لجماعة الإخوان في بث سمومها وكأنما فرصة ذهبية قدمت لهم على طبق من فضة، ليحاولوا إحياء مخططاتهم بنشر الفرقة وخلخلة أمن واستقرار الوطن، ولكن مع تكرار اعتماد الجماعة على خلاياها الإلكترونية النائمة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تحول الأمر إلى مخطط تقليدي أصبح الشعب المصري أكثر وعيًا به ودراية بألاعيب تلك الخلايا الإلكترونية التي تغذي جماعتها بالفبركة والأكاذيب بحثًا عن العقول الشابة التي يسهل عليها استقطابها بهذه الخدع.

ولأن الأكاذيب أصبحت سلاحًا معتادًا لجماعة الإخوان للتحريض بها ضد مؤسسات الدولة المصرية، حرفوا فيلمًا مشبوهًا زيفوا خلاله كلمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاحه عدد من المشروعات التنموية بقنا عام 2017م، فتطرق خلالها إلى تهالك السكك الحديدية وكيف يمكن معالجة الأمر، فما كان من خلايا الجماعة الإرهابية إلا أن فبركوا مقطع الفيديو واقتطعوا منه بعض الجمل لتصبح كلمة الرئيس "السيسي" وكأنه يرفض تنمية السكك الحديدية ويطالب بوضع استثمارات تنميتها في البنك والحصول على فائدة الودائع.

وظهر "السيسي" خلال الكلمة المفبركة لجماعة الإخوان وهو يقول: "تقولي هصرف 10 مليار عشان أكهرب وأعمل ميكنة.. الـ 10 مليار لو حطتهم في البنك لو خدت فايدة عليهم 10 في المية يعني مليار جنيه ولو بالوضع الجديد يبقا 2 مليار جنيه.. لما مرفق يبقا عاوزله أكتر من 100 مليار جنيه لرفع كفاءته طب الكلام دا هندفعه منين الدولة متقدرش تدفع".

وبالرغم من أن الكلمة كانت في مناسبة تعود إلى قبل عامين، إلا أن الإخوان فبركوها محاولين ربطها بحادث حريق قطار محطة مصر الذي وقع صباح اليوم الأربعاء ليسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، في محالة لإثارة غضب الشعب المصري بأكذوبة أن "السيسي" يبرر بهذه الكلمات كارثة القطار.

فبدأ المنتمون للجماعة الداعمة للإرهاب في نشر مقطع الفيديو المحرف على نطاق واسع من خلال السوشيال ميديا لينجرف مستخدموا السوشيال ميديا غير الواعين خلف هذه المقاطع المحرفة في اندفاع قبل التحقق من صحتها فما كان منهم إلا أن ساهموا في نشر هذه المقاطع بجهل ناجم عن قلة إدراكهم للواقع وعلقوا عليه بانتقادات هوجاء مثل: "السيسي عن تطوير السكك الحديد في مؤتمر سابق: تقولي هنصرف ١٠ مليار عشان تطوير السكك الحديد والميكنة وجرارات القطار.. الـ١٠ مليار دول لو حطيتهم في البنك هاخد عليهم فايدة مليار جنيه.. منطق السيسي يبرر كارثة محطه مصر".

بينما علق آخرون على المقطع المفبرك دون إعطاء فرصة للتحقق من صدقه: "مستصعب تدفع 10 مليار في تطوير السكك الحديد ومنع الكوارث اللي بتحصل دي !!! لكن سهل اوي انك تدفع أضعافهم عشان تبني جامع او كنيسه في قلب الصحراء عشان تتباهي.. سهل عندك تدفع اضعافهم علي قصور الرياسه.. سهل بالنسبالك انك تاخد قرض بأضعاف اضعافهم عشان تعمل قطار بالكهرباء للاغنياء في عاصمتهم.. سهل جدا انك تدفع اضعافهم علي طيارات خاصه عشان تحضر مؤتمرات ونكون اضحوكه العالم.. ربنا يتقبل هؤلاء الضحايا من الشهداء ويصبر أهلهم ويشفي المصابين وينتقم من المفسدين".

وامتد الأمر إلى حد أن تحاول قناة الجزيرة إثارة الفتنة والوقيعة بنشر الفيديو المفبرك بما يخالف القواعد المهنية للإعلام كعادتها، وعلقت عليه بأنه تصريح سابق للرئيس السيسي عن عدم جدوى تطوير السكة الحديدية بمصر.

ولكن الحقيقة المنافية لهذه التعليقات، كانت أن الرئيس "السيسي" في تلك المناسبة يوضح للحاضرين عبر كلمته وجود بدائل وهمية قد تحقق رفاهية مؤقتة من خلال وضع الاستثمارات في البنوك بدلًا من ضخها في الخدمات، ليؤكد أن الدولة لا تقوم بهذه الخدع بل تكافح لإنقاذ المرفق المتداعي.

وقال "السيسي" خلال كلمته في مقطع الفيديو الأصلي: "لو بنكلم على كهربة إشارات فقط ورفع كفاءة خطوط غير إننا نشتري جرارات وعربيات للخط هو دخل السكة الحديد كام في السنة؟.. كلامي دايما هيبقا مش مريح بس دي الحقيقة ودي اللي خلتنا دايما مستوانا كده إن الحقايق مبنواجهاش كما ينبغي".

وتابع: "تقولي أنا هصرف 10 مليار عشان أكهرب وأعمل ميكنة الـ 10 مليار لو خدت عليهم فايدة 10 في المية يعني مليار جنيه ولو بالوضع الجديد يبقا 2 مليار جنيه.. لما مرفق يبقا عاوزله أكتر من 100 مليار جنيه لرفع كفاءته.. وهنا بيكلم عالصعيد فقط ووجه بحري طب الكلام دا هنسده منين هندفع القرض منين الدولة متقدرش تدفع".

وأضاف الرئيس "السيسي": "أنا هكلم عالوقت اللي انا فيه بس المشكلة ان كل واحد فينا بيكلم مبيقولش الحاجة دي بتكلف كام وهنجيبها منين وبنسيب الناس تتفرج علينا ولما نيجي نقوله هزود التذكرة عليك يقولك أنا غلبان مش قادر.. صحيح أنا كمان غلبان مش قادر.. أعملك سكة حديد آمنة ونبني بلدنا ونطلع قدام ولا هنفضل في مكانا كده خايفين من بعض؟ عاوزين البلد تتصلح وتبقى دولة مواطنيها بيحسوا إننا بنعمل تنمية حقيقية ونهتم بيه بجد.. ما إحنا ممكن نسيب الكلام دا كله وكل شوية يبقا فيه حادثة وناس تموت وخدمة تبقى مش مظبوطة.. إنتوا عاوزين أنهي واحدة فيهم.. أنا بجري على دا.. وأقول وأشرح كتير عشان نبقا كلنا عارفين الحكاية إيه.. حكايتنا أهي.. والله العظيم أنا صادق معاكوا في كل كلمة بقولها ودماغي مع زمايلي في كل حاجة من اللي بتتعمل دي.. من فضلكم قولوا للناس اشرحوا للناس واربطوا الموضوع ببعضه.. لما تيجي تقولي هعمل وهعمل طب دا كويس منين بقا لازم أقولك منين ولازم أقولك تعالى معايا مفيش خدمات ف العالم بالتكلفة اللي احنا بنعملها دي".

وقال "السيسي" حينها خلال كلمته: "هتبتدي الدايرة تتقفل علينا، نعمل الخدمة ولاناخد تمنها، ولا منعملهاش وتفضل مرافق الدولة تنهار مرفق ورا مرفق؟، لأ إحنا لازم نقول ونشرح الميكنة والكهربة اللي بتتعمل في الخطوط ورفع كفاءة شبكة القطارات هدفها أمان وتنمية"، مضيفًا: "عاوز أقول لكل المصريين إن بناء الأمم والدول مش بالأمر اليسير، دا فيه جهد ومعاناة علشان يتعمل.. غير كده هبقى بضحك عليكم".

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تحاول الجماعة فيها استغلال الأحداث الجارية في المجتمع المصري لصالحها ولكنها كالعادة تفشل في ذلك بعدما تنكشف أكاذيبها، فعبر الخلايا الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان حاولت القيادات قبل أيام معدودة استقطاب العقول المغيبة لها بكسب تعاطفهم من خلال شعارات وعبارات وهمية حول براءة 9 شباب نفذ فيهم حكم الإعدام بتهمة اغتيال النائب العام السابق الشهيد هشام بركات، فنشروا صورًا ومقاطع فيديو تبرز أحدهم كفيفًا في الوقت الذي يعمل فيه على تدريب قوات التنظيم لتنكشف فضيحتهم بعدما صرح أحد المنشقين عن الجماعة أن الكفيف هو معلم للعقيدة في صفوف التنظيم لا أكثر.

سلسلة الأخطاء التي كشفت الستار عن مخططات جماعة الإخوان لاستغلال الأحداث الجارية بأسوأ الصور غير المشروعة، لا تعد سوى وصمة عار على جبينهم بما يمثل دليلًا حقيقيًا على عجزهم عن قلب النظام وإثارة الوقيعة والفتنة بين أبناء الوطن الواحد.