جولة جديدة لـ"اعرف بلدك" بمدينة البلاط الأثرية بالوادي الجديد (صور)
واصل عدد من الأثريين اليوم الثلاثاء، رحلاتهم التدريبية في محافظة الوادي الجديد، ويأتي البرنامج التدريبي بالتعاون بين إدارة التدريب والنشر العلمي في الإدارة العامة لمنافذ الآثار، ووزارة الشباب والرياضة، ضمن فعاليات مبادرة "اعرف بلدك" لزيارة الأماكن الأثرية والتاريخية في مصر.
وزار الأثريون مدينة بلاط الأثرية الإسلامية، والتي ترجع إلي العصر العثماني، وكان في استقبالهم كامل أحمد بيومي مدير عام آثار الوادي الجديد، وكشف لهم أن المدينة تقع فوق ربوة مرتفعة، وشوارعها مسقوفة من خشب الدوم والنخيل، ومقسمة إلى شوارع للعائلات تحمل على بواباتها نقوش على الخشب تحدد اسم العائلة وتاريخ البناء وآيات القرآن الكريم.
كما زار الأثريون أيضًا مدينة بلاط المصرية القديمة، وكان في استقبالهم أحمد الطيب كبير مفتشين بلاط، والذي كشف لهم تاريخ المدينة وآثارها، والتي تقع على بعد كيلو متر واحد من قرية بلاط الإسلامية، حيث توجد بها 6 مصاطب عليها بعض البنايات لمقابر رومانية ومقابر من الأسرة السادسة المصرية القديمة منذ عام 2420 ق.م، وتوجد بها مقبرة حاكم المنطقة.
وواصل الأثريون جولتهم بين معالم الوادي الجديد، حيث زاروا وادي الجمال، والذي تنتشر به كما قالت ليلي فرماوي مدير عام التدريب والنشر العلمي مجموعة من الصخور التي تشكلت عبر السنوات بفعل الطبيعة والظروف الجوية، وجاء أغلبها علي شكل سفينة الصحراء "الجمل"، وتأخذ أشكال ما بين جالسة ونائمة، والمنطقة تعد من أشهر معالم الوادي الجديد.
ومحافظ الوادي الجديد من أكبر محافظات الجمهورية، ويرجع تسميتها إلى إعلان الرئيس جمال عبد الناصر عام 1958م، عن البدء في إنشاء واد مواز لوادي النيل يخترق الصحراء الغربية لتعميرها وزراعتها على مياه العيون والآبار بهدف تخفيف التكدس السكاني في وادي النيل، وكانت تسمى قبل ذلك محافظة الجنوب.
في يوم 3 أكتوبر سنة 1959 وصلت أول قافلة لتعمير والاستصلاح بالوادي الجديد وتم اعتبار ذلك اليوم عيدًا قوميًا تحتفل به المحافظة كل عام، وفي العام 1961 أنشئت محافظة الوادي الجديد ضمن التقسيم الإداري لمحافظات الجمهورية وكانت تتكون من مركزيين إداريين هما مركز الخارجة ومركز الداخلة، وفي 1992 تحولت الفرافرة إلى مركز إداري ليصبح للمحافظة ثلاث مراكز إدارية أما الآن فقد تحول مركز باريس ومركز بلاط إلى مركزين إداري أيضا وبالتالي أصبح للمحافظة خمسة مراكز إدارية.
والواحات تعتبر من أبرز معالم الوادي الجديد، وعرفت الواحات في مصر منذ أقدم العصور فواحة الخارجة سميت بـ"الواحة العظمي" حيث كانت تشغل منخفضا كبير في الصحراء وعاصمتها هيبس والتي اشتق اسمها من كلمة هبت ومعناها المحراث.
وكانت الواحات الداخلة تسمي كنمت وعاصمتها (دس- دس) أي (اقطع- اقطع) بمعني قطع الأرض وشقها لزراعتها وعرفت الفرافرة باسم (تا- احت) أي أرض البقر.
عاش في المنطقة إنسان عصور ما قبل التاريخ منذ حوالي 5000 سنه ق.م. وترك آثاره في ربوع الواحات منها جبل الطير بالخارجة ودرب الغبارى بطريق الخارجة - الداخلة وفي العوينات جنوب الواحات، وفي العصور المصرية القديمة كانت الواحات تمثل أهمية قصوى لكونها خط الدفاع الأول عن مصر القديمة لتعرضها لهجمات النوبيين من الجنوب والليبيين من الغرب، وكان قدماء المصريين يهتمون بهدوء المنطقة واستقرارها وتظهر آثارهم في عدة مناطق بالخارجة والداخلة، وعندما غزا قمبيز الفارسي مصر العام 525 ق.م.
وأهان معبودها الإلة آمون واختفى جيشه المكون من 50000 مقاتل في بحر الرمال العظيم جاء خلفه دارا الأول فحاول إرضاء المصريين حتى يتمركز حكمه ويرضى عنه كهنة الإله آمون فبدأ في ترميم ونقش بعض المعابد ومنها معبد هيبس.
البطالمة دورهم الكبير في ازدهار الزراعية بالواحات واستغلال اقتصادياتها وتظهر آثارهم على طول درب الواحات بطريق باريس.وعندما بدأ اضطهاد الرومان لأقباط مصر حضر إلى الواحات كثير من الأقباط الفارين بدينهم وعقيدتهم وعاشوا فيها بزراعة الأراضي حاصدين لخيراتها. وتعد جبانة البجوات بشمال الخارجة أبرز دليل لهذا العهد.
وجاء دور الرومان الذين استغلوا الواحات فظهروا وشقوا القنوات واستغلوها في الزراعات الكبيرة وازدهرت التجارة على طريق درب الأربعين الموصل بين مصر والسودان عبر الواحات، وكان شريانا للتجارة، وتظهر معابدهم على طول هذا الدرب وأهمها معبد الغويطة وعند الزيان معبد دوش.