"القمة العربية الأوروبية".. تحديات مشتركة وفرص استثمارية وآمال لمكافحة الإرهاب
بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية، عقدت "القمة العربية الأوروبية" بشرم الشيخ، تحت شعار "الاستثمار في الاستقرار"، لبحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية، ومن المنتظر أن تحول تلك القمة المنطقة العربية من منطقة نزاعات وقلاقل إلى منطقة استقرار وازدهار وتنمية، من خلال مكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات المشتركة وذلك ما أكده الحضور الرفيع في القمة.
حرص عربي أوروبي لتعزيز الحوار ورؤية مصرية لمكافحة الإرهاب
وحول الحوار بين العرب وأوروبا، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته الافتتاحية، أن انعقاد القمة الأولى ومستوى الحضور الرفيع، هو خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين، العربية والأوروبية، يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما كما يعكس الاهتمام والحرص المتبادل، لدى الطرفين العربي والأوروبي، على تعزيز الحوار والتنسيق فيما بينهما بصورة جماعية، تدعيما لقنوات التواصل القائمة بالفعل على المستوى الثنائي، وأملاً في الوصول لرؤية وتصور مشترك، لكيفية التعامل مع الأخطار والتحديات المتصاعدة، التي باتت تهدد دولنا ومنطقتنا على اتساعها، وبعدما صار التغلب على تلك التحديات بجهود فردية، أمرا يصعب تحقيقه.
وأوضح الرئيس السيسي أن مصر طرحت رؤية شاملة، للقضاء على خطر الإرهاب وآثاره السلبية على التمتع بحقوق الإنسان، خاصة الحق في الحياة، وغيرها من الحقوق الراسخة، واستطاعت بالحوار والتعاون أن تربط بين هذه الرؤية والموقف الأوروبي، القائم على أهمية احترام حقوق الإنسان خلال محاربة الإرهاب، وهو ما لا نختلف عليه بل نمارسه على أرض الواقع.
رئيس المجلس الأوروبي: سنواجه التحديات المشتركة
أما عن التعاون في مواجهة التحديات المشتركة، فقال رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، إنها المرة الأولى التي تجتمع فيها القيادات الأوروبية بهذا الشكل الذي عليه في القمة "العربية الأوروبية"، متابعًا:"وذلك للاعتراف بأن تعاوننا يشكل أهمية أكثر مما كانت عليه من قبل، قربنا الجغرافي وتكافلنا أمر يتطلب منا أن نواجه التحديات المشتركة سويًا".
وأضاف "توسك"، خلال مشاركته بالقمة العربية الأوروبية: "علينا اغتنام الفرصة من أجل أن نكون أقرب في التعاون، كون قربنا الجغرافي واقعًا وضرورة، هناك طريقتان للتعامل أم التعاون أو النزاع.. ونحن نختار التعاون"، مؤ أنه علينا تمويل التعليم وتخفيف البطالة وتشجيع الاستثمار وتعزيز التجارة، من أجل تعزيز التعاون المشترك.
وأشار "توسك"، إلى أن التغير المناخي هو تهديد لنا جميعًا، وعلينا التعامل معًا من أجل مواجهة هذا التهديد، مؤكدًا أن الشباب لهم دور كبير فى هذا الصدد، وتعزيز الحوار البيني، حتى لا يكونوا خاضعين للتطرف الذي تخلقه الشعبوية، متابعًا: "أحيى كل من تحمل مسئولية وساعد اللاجئين.. علينا أن نعمل سويًا من أجل وضع نموذج لمواجهة تجار البشر الذين".
فيدريكا موجريني: نتشارك مع العرب نفس المخاوف المتعلقة بالإرهاب
ومن جانبها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجريني، إن الاتحاد الأوروبي يتشارك مع الدول العربية نفس المخاوف حول محاربة الإرهاب.
وأضافت، أن الدول العربية وأوروبا لديهم العديد من التشابه متعلقة بالتاريخ والثقافة والسلام وإحلال الأمن والذي يجب أن يكون مرتبطًا بقانون حقوق الإنسان أيضًا، وأنه خلال القمة العربية الأوروبية سيحاول الجميع إلى الوصول لحلول وتقريب وجهات النظر حول عدد من القضايا ومنها الأزمة اليمنية والليبية والأزمة السورية، بالإضافة إلى آلية دفع مفاوضات السلام بالقضية الفلسطينية.
وأشارت، إلى أنها تأمل أن تركز تلك القمة على القضايا الهامة التي تشغل المنطقة، بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي مع الدول العربية.
ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي والدول العربية يمكنهم العمل معا لإيجاد فرص العمل للشباب العربي سواء في بلادهم أو في قارة أوروبا، مشيرة إلى أن أغلب هذا الشباب تحت سن الـ25 عامًا، وإذا لم يتم توفير فرص عمل لهم ستحدث مشكلة كبيرة.
الملك سلمان يتمنى أن تسهم القمة في تعزيز المصالح المشتركة
قال الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إنه يطيب له أن يتقدم بالشكر والتقدير لفخامة أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسى على القمة العربية الأوروبية، متمنيا له النجاح والتوفيق، ومشيدا بالعلاقات التاريخية بين العالم العربي والاتحاد الأوروبى، فى أبعادها المختلفة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.
وأضاف الملك سلمان، خلال كلمته بالقمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ، أنه يتمنى أن تسهم القمة في تعزيز جميع المجالات لتحقيق المصالح المشتركة، مضيفا أن القضية الفلسطينية هى القضية الأولى للدول العربية، مؤكدا على موقف المملكة الثابت تجاه كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
