من مناطق الحوثيين رحلة الحصول على جواز السفر مشقة وتكلفة ومخاطر كثيرة

يواجه المواطنون في المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي تحديات ومصاعب كثيرة في مختلف جوانب الحياة. 

وامتد الأثر الذي ليطال جميع ما يتصل بمصالح المواطنين من بعيد أو قريب،  ووصل الأمر إلى الصعوبات المتصلة بالوصول إلى مناطق تحت سيطرة الشرعية بهدف الحصول على جواز السفر لأداء العمرة. 

وإلى وقت قريب، كانت مصلحة الجوازات الواقعة في مناطق الحوثيين تصدر الجوازات للمواطنين غير أن الحكومة الشرعية أصدرت قرارا تضمن بأن الجوازات الصادرة من بعد العام 2016 ومن مناطق الحوثيين ليست معتمدة في المطارات أو المنافذ ولن يتم الاعتراف بها في الدول الخارجية.

وتصاعدت هذه المعاناة مع صدور قرارات تمنع الحصول على الجواز إلا بحضور الشخص نفسه بعد أن كانت بعض المكاتب الواقعة بمناطق الحوثيين تتكفل بإصدار الجوازات للمواطنين مقابل ما يقارب "80" ألفا قرابة 150 دولار أمريكي - الدولار الواحد  يزيد عن "585" ريالا. 

سفر محفوف بالمخاطر

وعن بعض الصعوبات التي تواجه المواطن بمناطق الحوثيين أثناء محاولته إصدار جواز هو المتاعب في السفر إلى مناطق الشرعية، يقول لــ"الفجر" نصر ناجي، "احتجت إصدار جواز سفر من مناطق الشرعية للذهاب إلى العمرة، لكني واجهت مصاعب مرتبطة بالسفر والتنقل كم محافظة غير محررة إلى محافظة غير محررة. 

وأضاف،"أنا أسكن في صنعاء وأقرب منطقة محررة تصدر فيها الجوازات هي محافظة تعز اليمنية، لكن الوصول لمدينة تعز محفوف بالمخاطر". 

وأشار إلى أنه "اضطر أن يسافر صوب مدينة تعز لكن النقاط الحوثية المنتشرة على طول الطريق بين صنعاء وإب وتعز، كانت تبحث عن أي شيء لمحاولة اعتقاله أو اختطافه، كما تفتش عن الهوية والهاتف وجميع ما فيه من صور او مراسلات شخصية". 

ويضيف نصر، أن "عناصر الحوثي كانوا يسألونه عن هدف سفره لتعز فيجيب انه لزيارة قريبه المريض خوفا من أن تجد المليشيا مبررا لاعادته من حيث أتى في حالة أخبرهم أنه يرغب في إصدار جواز من مدينة تعز". 

ويستكمل نصر قصته، قائلا: "حين وصلت إلى منطقة الحوبان، توجهت إلى السيارات رباعية الدفع بهدف الوصول عبرها إلى المدينة إلا أننا سلكنا الطرق الوعرة لمسافة تزيد عن 100 كيلو ولمدة أربع ساعات متواصلة فيها من المشقة والعناء الكثير". 

ارتفاع التكلفة 

من جانبه، يقول مصطفى مختار،لــ "الفجر"،" كنت قد سمعت بمخاطر السفر من صنعاء إلى تعز ففضلت السفر إلى العاصمة المؤقتة عدن، بهدف الحصول على جواز السفر، لكن تكلفة المواصلات مرتفعة من صنعاء إلى عدن خصوصا مع تغير مسارها في الضالع بسبب الاشتباكات الجارية بين القوات الحكومية من جهة ومليشيا الحوثي من جهة أخرى". 

ويتابع مصطفى "اضطررت أن اصطحب العائلة معي (زوجتي)، والسفر معها عبر سيارة بمبلغ" 160 ألفا أي ما يقارب 300 دولار  " - الدولار الأمريكي يساوي" 585-" ذهابا وإيابا من مدينة يريم إلى عدن والعودة، فضلا عن تكاليف الرحلة من سكن وطعام وشراب ورسوم إصدار الجواز والانتظار في الفندق لحين الانتهاء منه".

بعد المسافة والتعثر

من جهته، أفاد لــ "الفجر"، المواطن سلطان أكرم، بأنه رأى بأن ينتقل إلى محافظة حضرموت عبر رحلة طويلة من صنعاء إلا أن المسافة كانت مرهقة له ولعائلته". 

وبين،  "حين وصلت لحضرموت توجهت لمصلحة الجوازات لكني تفاجأت بالازدحام الشديد ما دفع بالمصلحة إخباره بأن يضع طلبه ويأتي بعد نحو أسبوع ليكمل معاملته ما ضاعف من تكاليف الرحلة من أجل الحصول على جواز للسفر إلى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة ". 

وذكر أنه "لم يجد غير الانتظار حتى وصل دوره وحصل على الجواز لكن بعد التعثر والتكلفة الكبيرة للبقاء أسبوعا كاملا في المكلا عاصمة حضرموت".

وفي أواخر يناير الماضي، أكدت مصلحة الجوازات الواقعة في مناطق الشرعية بأن  الانقلابيين قاموا بتزوير تعميم على أساس أنه صادر من رئاسة المصلحة الشرعية وذلك للتلاعب بالمواطنين، حيث حاولت إعادة الحياة إلى الفروع الواقعة تحت سيطرتها". 

وتابعت  "لذا نرجوا من الجميع التنبه إلى أن جميع الجوازات الصادرة من صنعاء ومناطق سيطرة الانقلابيين من بعد العام 2016  غير مقبولة في المنافذ والمطارات ومكاتب الطيران والدول الشقيقة والصديقة. 

وشددت أنه" يجب قطع وتجديد جوازاتكم عبر فروع الحكومة الشرعية المتوزعه على عدداً من المحافظات منها العاصمة المؤقته عدن ومأرب وشبوة وتعز والمهرة وسيئون والقنصليات".