الرقابة اللبنانية تحجب رسما يهاجم خامنئي
حجبت الرقابة اللبنانية رسما كاريكاتيريا في مجلة "كورييه إنترناسيونال" الفرنسية (Courrier international) إذ اختفى كاريكاتير يتناول شخصية خامنئي من صفحات مجلة فرنسية دولية، إثر دخولها لبنان قبل أيام.
واختفى الرسم من المجلة من الصفحتين 24 و25 من عددها الأخير الذي نشر ملفًا عن الذكرى الـ40 للثورة في إيران، ويظهر الكاريكاتير خامنئي غاضبًا، تتطاير الشرارة من عمامته ليصيب المدنيين المتظاهرين.
لكن في العدد الذي وُزّع في لبنان، كان الكاريكاتير محجوبًا بشريط لاصق رصاصي اللون، ومن دون أي توضيح رسمي لحجب عمل الرسام الإيطالي، ماركو دي أنجليس، الذي نُشر في الأساس في "لاريبوبليكا" الإيطالية العام الفائت.
وأثار حجب رسم خامنئي استياء لبنانيون، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات عبّر فيها جزء كبير من اللبنانيين عن امتعاضهم لما اعتبروه مسا بحرية الرأي والتعبير وحرية النشر، كذلك انتهاك حق الوصول للمعلومة.
وفي الوقت الذي منع الأمن العام اللبناني نشر الكاريكاتير الخاص بالمرشد الإيراني، قام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بدور الصحف عبر نشر الرسم احتجاجا على ما اعتبروه تسييسا لعمل الرقابة وتقييدا للحريات.
وقد أعاد الإعلامي اللبناني نديم قطيش نشر الصورة عبر حساباته الخاصة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي قائلا: "تحديًا للرقابة ودفاعًا عن الحرية أعيد نشر كاريكاتير منع في مجلة كورييه إنترناشيونال".
كذلك الأمر بالنسبة للإعلامية ديما صادق التي كتبت على صفحاتها "هذا الكاريكاتير منعت الرقابة نشره في لبنان. اوكي وهاي نحنا نشرناه".
الصحافية اللبنانية نسرين حاطوم بدورها انتقدت الحجب وشبهته بالرقابة التي يمارسها الأهل على أولادهم.
وكتب الصحافي عمر حرقوص: "منع في لبنان الكاريكاتير الممنوع الذي مرّ مقص الرقيب عليه لأنه يرسم قائد جمهورية صديقة لبيروت… أعداد سابقة للمجلة رسمت كاريكاتيريا ترامب وماكرون وشيراك وغيرهم من رؤساء دول صديقة للبنان ولم يمروا على مقص الرقيب… لا للرقابة نعم لحرية النشر".
ونقلت "لوريون لوجور" اللبنانية الناطقة باللغة الفرنسية، عن المتحدث باسم الأمن العام، اللواء نبيل حنون، قوله إن هذه الخطوة اتخذت لأن الرسم يقوض شخصية دينية عالية تدعم عددًا كبيرًا من اللبنانيين"، مشيرا إلى أن ترك الرسم يؤدي إلى تقويض العلاقات اللبنانية – الإيرانية.