السعودية ومصر.. علاقات استراتيجية وصمام أمان للمنطقة
تتميز العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر، بخصوصية كبيرة، فهي علاقات استراتيجية راسخة ومتجذرة عبر التاريخ صنعتها وحدة المصير والعمل المشترك.
واليوم تستضيف مصر، وعلى مدار يومين فعاليات القمة العربية الأوروبية بمشاركة سعودية رفيعة المستوى، وذلك بمركز مؤتمرات مدينة شرم الشيخ، تأكيدًا على عمق العلاقات بين البلدين.
ويشكل البلدان صمام الأمان للأمن القومي العربي في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهه خاصة تزايد أدوار أطراف دولية وإقليمية تسعى للعبث بالمنطقة العربية وأمنها.
ويؤكد المراقبون، أن العلاقات القوية والصلبة بين مصر والسعودية تمثل حجر الزاوية في مواجهة المخاطر والتهديدات المتزايدة أمام الدول العربية.
وعلى مر التاريخ، وقفت المملكة إلى جوار مصر، في الشدة والرخاء، لعل من أبرز هذه المواقف الموقف المشرف للمملكة في حرب أكتوبر 1973 حينما قادت المملكة فرض حظر للبترول على الدول الداعمة لإسرائيل وهو ما كان له أثره البالغ في دعم الموقف المصري، وكذلك الموقف السعودي الداعم بعد ثورة 30 يونيو، سواء في المجال الاقتصادي أو في المجال السياسي، ودور المملكة في مواجهة الموقف الدولي السلبي من الأوضاع في مصر بعد الثورة، وفى المقابل فإن أي تهديد يواجه المملكة هو تهديد لمصر، حيث أعلن الرئيس السيسي أكثر من مرة أن أمن الخليج هو خط أحمر، وأن مصر دائما بجوار الأشقاء في المملكة ودول الخليج.
مصر والسعودية تشكلان محور الاعتدال وتمثلان الإسلام الوسطى في مواجهة أفكار التشدد والتطرف الغريبة على الإسلام والتي وتسعى إلى نشر ثقافة الكراهية والتدمير، والبلدان عضوان في التحالف الإسلامي للحرب على الإرهاب الذي تقوده السعودية، كما أن البلدين يشكلان محور التنمية والتقدم بما يمتلكانه من قوة اقتصادية وموارد بشرية هائلة، ورؤى 2030 في كلا البلدين والتي ترتكز على تنويع الاقتصاد وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في إحداث نهضة اقتصادية شاملة وتحقيق التنمية المستدامة.
وهناك العديد من المشروعات العملاقة في البلدين التي تفتح آفاقًا جديدة في التعاون الاقتصادي المشترك بينهما مثل مشروع نيوم في البحر الأحمر.
وكذلك هناك محور التنمية في قناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرها من المشروعات العملاقة التي تتضمن فرصًا استثمارية وتنموية واعدة، وتفتح آفاق التعاون والاستثمار بين البلدين لمستويات وآفاق رحبة، تعود بالخير على البلدين والشعبين الشقيقين.
ويمكن القول إن التعاون الاقتصادي السعودي المصري، يمثل قاطرة التنمية في المنطقة العربية وتحويلها من منطقة تموج بالصراعات والحروب والفقر، إلى شرق أوسط جديد وصفه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأوروبا الجديدة وذلك على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار التي شهدتها المملكة مؤخرًا، وذلك من خلال نظرية المركز والأطراف، فالبلدان يشكلان المركز والثقل الاقتصادي الذي يمكن أن تنضم إليه دول عربية أخرى بما يقود المنطقة العربية إلى حقبة جديدة من الازدهار الاقتصادي والتقدم.
وختامًا نؤكد أن الشراكة الإستراتيجية السعودية المصرية، راسخة وقوية وستظل كذلك دائمًا، فهي صمام الأمان للعالم العربي في ظل التحديات الكبيرة والعواصف الشديدة التي تهب على المنطقة.