مي سمير تكتب: مسئول مخابرات أمريكى يكشف مساعدات الرئيس التركى لشبكة منظمات متخصصة برعاية الإرهابيين

مقالات الرأي



أدلة دعم أردوغان للتنظيمات الإرهابية من شرق آسيا إلى شمال أمريكا


تعمل المنظمات التركية، المرتبطة بعلاقات وثيقة بحكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، على إقامة شراكة مع الإرهابيين العالميين والجماعات الإسلامية وتقديم المساعدات لهم، وفقا لتحقيق أجرته مؤسسة «مشروع التحقيق حول الإرهاب».

وهى منظمة غير حكومية أمريكية أسسها ستيفن إيمرسون، الخبير الدولى المعروف فى مجال الإرهاب والأمن القومى، والذى عمل كمستشار فى شئون الجماعات الإرهابية فى البيت الأبيض، ومجلس الأمن القومى، ومكتب التحقيقات الفيدرالية، ووزارة العدل، والكونجرس، ووكالات الاستخبارات الأمريكية، وله كتاب شهير صدر فى عام 2002 بعنوان «الجهاد الأمريكي: الإرهابيون الذين يعيشون بيننا».


1- من شرق آسيا إلى أمريكا

تحت عنوان «المنظمات التركية المرتبطة بالحكومة تدعم الجهاديين والإرهابيين العالميين»، نشر «المشروع» تقريرا حول دور المنظمات التركية القريبة من أردوغان فى دعم جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية من شرق آسيا إلى شمال أمريكا، وبجانب دعم تركيا القوى للإخوان تقدم أيضاً دعماً كبيراً للجماعة الإسلامية، التى تعد الامتداد الأيديولوجى للإخوان.

وحسب التقرير، تم تسليط الضوء على دور الإخوان والجماعة الإسلامية فى تعزيز أجندة حزب العدالة والتنمية، الحاكم فى تركيا، من قبل ياسين أتكاى، أحد كبار مساعدى أردوغان فى مقابلة لتليفزيون الهلال الموالى لأنقرة، العام الماضى، حيث قال إن الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان «وكلاء سلطة ناعمة» ساعدوا على تعزيز دور تركيا كقائد للخلافة العالمية.

ومن وجهة النظر التركية فإن دعم الأنشطة الإرهابية للجماعة الإسلامية وتنظيم الإخوان يساعد فى توسيع النفوذ التركى فى مختلف أنحاء العالم.

أسس أبوالأعلى المودودى، الجماعة الإسلامية عام 1941، فى لاهور الباكستانية عندما كانت جزءاً من الهند البريطانية، ومقابل الدعم التركى، تحرص الجماعة الإسلامية على تقديم فروض الولاء والطاعة للرئيس التركى لضمان استمرار الدعم.

ويعتبر اتحاد المنظمات الأهلية فى العالم الإسلامى «UNIW» الوكالة الرئيسية التى تستخدمها الحكومة التركية لرعاية وتنسيق أنشطة الجماعة الإسلامية والإخوان فى مختلف أنحاء العالم، حسب ما توصل إليه التحقيق الذى أجراه موقع «مشروع التحقيق حول الإرهاب».

وتأسست منظمة «UNIW» التى تتخذ من اسطنبول مقراً لها عام 2005 بمباركة حزب العدالة والتنمية، وتضم 340 منظمة غير حكومية من 65 دولة.

على غرار اتحاد المنظمات الأهلية فى العالم الإسلامى، تأسست منظمة «يد المساعدة» فى عام 2005، وتعد إحدي المنظمات التابعة لـ الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية ICNA، وهى منظمة تابعة للجماعة الإسلامية ومقرها نيويورك الولايات المتحدة.

وترتبط منظمة يد المساعدة بعلاقات واسعة مع كيانات تم تعيينها منظمات إرهابية فى الولايات المتحدة الأمريكية بما فى ذلك مؤسسة «فلاح إنسانيت» «FIF»، وحزب المجاهدين «HM» والذى يتزعمه سيد صلاح الدين، الذى شن العديد من الهجمات الإرهابية، بما فى ذلك هجوم بـ المتفجرات فى أبريل 2014 فى ولاية جامو وكشمير الهندية الذى أسفر عن إصابة 17 شخصاً.

كما تشارك المنظمات التى تديرها الحكومة التركية فى تجمعات ومؤتمرات بالتعاون مع الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية «ICNA» والجمعية الأمريكية المسلمة «MAS».

وتأسست الجمعية الأمريكية المسلمة فى عام 1993 كذراع للإخوان فى الولايات المتحدة، فى الواقع، يقول موقع اتحاد المنظمات الأهلية فى العالم الإسلامى الإلكترونى، إنه نظم مؤتمر «ICNA-MAS» لعام 2018 فى الربيع الماضى فى بالتيمور، حسب الموقع فإن هذه المنظمات تعمل كمنصة لدفع أجندة تركيا الإسلامية.


2- شبكة المنظمات التركية

لا يقتصر الأمر على اتحاد المنظمات الأهلية فى العالم الإسلامى، فلدى الحكومة التركية شبكة من المنظمات لدعم الإرهاب الإخوانى فى مختلف أنحاء العالم. البداية مع منظمة «MÜSIAD» موصياد التى تأسست عام 1990 من قبل رجال أعمال لهم علاقات مع نجم الدين أربكان، الأب الروحى لأردوغان، والتى تعمل على تقديم الدعم المالى للتنظيمات الإرهابية من خلال شبكة من الأعمال المالية والتجارية، ويترأسها السورى غازى مسيرلى، الذى يشغل أيضاً منصب أمين صندوق أوروبا الاستئمانى، وهو ذراع لاتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا «FIOE» والمنظمة الإخوانية الأشهر فى أوروبا.

وتضم الموصياد محفظة عقارية وتستخدم جزءاً من الدخل لتمويل مشاريع «FIOE»، وجميع الأمناء فى الموصياد، بمن فيهم إبراهيم الزيات، هم قادة فى جماعة الإخوان المسلمين الأوروبية.

كما يعتمد النظام التركى على جمعية الحكمة للعلوم والصداقة التى تأسست فى عام 2003 وهى المنظمة التركية العضو فى اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا، ويترأسها جمال كريم، وهو فلسطينى يعيش فى تركيا منذ 29 عاماً ويحمل جواز سفر تركى، وتلعب الجمعية دوراً فى التنسيق بين النظام التركى والمنظمات الإخوانية فى أوروبا.

وداخل تركيا، تلعب مؤسسة المنظمات التطوعية التركية «TGTV» دوراً فى تنسيق العلاقة بين النظام التركى والإخوان الهاربين هناك، وهى مجموعة مظلة تأسست فى عام 1994 لتعزيز العلاقات بين المنظمات الإسلامية غير الحكومية فى تركيا. وتحتوى المنظمة بشكل خاص أعضاء جماعة الإخوان، كما يستخدم النظام التركى هذه المنظمة كحلقة وصل بين نظام أردوغان والتنظيمات الإرهابية فى سوريا، وزاد نشاطها فى مرحلة ما بعد اشتعال الحرب الأهلية السورية.