أحمد الليموني يكتب: الانطوائي والست حلاوتهم والبطل هلال وأبواليزيد
الابتعاد عن التعامل مع البشر يخلق الكثير من المشاكل، حتى وإن كان السبب هو النفور من الأشخاص بسبب سوء معاملة أو موقف قديم جعل الانطوانية والعيش بمفردك سبيلك للحياة وأصبحت عرضة لكل الأفكار الهدامة والانتقامية من المجتمع أو الأفراد.
كل الروايات عن الانتحاري الحسن العبدالله، تؤكد أنه "انطوائي" يعيش وحيدًا ليس لديه أصدقاء أو أقارب يودهم أو يودونه، ويمارس حياته بشكل منفصل عن الواقع والمجتمع، دائم التريض بـ"دراجته" في محيط مسكنه، لديه المال والعلم، ولكن ليس لديه عقل كي يفكر فيما يفعل وكيف استغل من قِبل أعداء الإنسانية، وتم ملئ رأسه بالأفكار العدائية للبشرية والحياة، ونسي أو تناسى "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا".
وتمكنت تلك الأفكار وتغيب عقله ويبدأ يعيث في الأرض فسادًا وتخريبًا وتدميرًا، هل ما فعله حقق أمانيه ونال الجنة كما يزعم كلا وألف كلا، الارتماء في حضن الإرهاب ومموليه لن يكون السبيل لنيل تلك الشهادة المزيفة ولو كانت بالفعل لماذا من يمول ذلك الإرهاب أن يقدم نفسه كقربان ويفجر نفسه أو يقوم بعملية انتحارية مثلًا ولكن هدفه هو تدمير العقول وتخريب الأوطان واحتلالها بطرق مختلفة من خلال استغلال شبابها، يا معشر الشباب استقيموا يرحمكم الله، لا تركنوا لتلك الأفكار ولا مروجيها ولا مموليها أحبوا الحياة عيشوا من أجل "مَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" عمروا الأرض بالحب والأمن والسلام.
أما عن "الست حلاوتهم" المصرية البريئة الذي ينطبق عليها مثل "لا بيا ولا عليا" كانت تسير في طريقها مطمئنة آمنة ولم يكن في مخيلتها أن تكون في ذلك الموقف، رغم عدم علاقتها بالحدث لا من قريب ولا من بعيد ولكنها مثلت مصر البلد الذي يبحث عن آمنه وأمن مواطنيه يرى ذلك التحول النوعي والخطير في تلك العمليات الإرهابية فبعد أن الاستهداف يطال أماكن دور العبادة أو الأقوال والتمركزات الأمنية، وقوات الجيش والشرطة، أصبح التخطيط هو استهداف الأماكن السكنية واختيار أماكن تكتظ بالسكان وطبيعتها، والغرض من ذلك هو بث روح الفرقة والتشكيك بين المواطنين، بعد فشل كل محاولة للانقسام المستخدمة تارة باسم الطائفية وأخرى بسبب الآراء وغيرها، ولكن لن تنجح تلك الأفكار والدعوات بفضل الوعي المتأصل لدى الشعب المصري وفي جذوره.
وعن البطل أمين الشرطة محمود أبواليزيد والمقدم رامي هلال، فدورهم بفضل الله أنهى كارثة محققة كانت ستقع في منطقة قريبة من منطقة سياحية ملئية بالزوار من الداخل والخارج وفي توقيت يهب عليها كل مريدوا الطرق الصوفية باعتباره موسم، فدورهم البطولي بالانقضاض على "المنتحر" والتضحية بحياتهم من أجل الآخرين سيسطر اسمهم بحرف من ذهب في التاريخ، بالفعل ما قاما به ومعهم زملائهم، تحقق بعد مجهود وتعب حقيقي للوصول إلى ذلك المنزل المليئ بمتفجرات تكاد أن تنسف المنطقة برمتها، فتحية لهم على دورهم البطولي وجعلهم الله مع الشهداء والأبرار.
رغم أنه من المعتاد أن يشكو المواطنين من أمناء الشرطة ومن تصرفاتهم، ولكن ما شوهد خلال الجنازة يؤكد حب الأهالي، وكل ما ذكر عنه في المنطقة وقت الحادث أنه "طيب القلب وخدوم" وكل من يحكي عنه يكسو وجه القهر والآسى على الفراق.