"سميكة باشا" أنقذ 3 قطع أثرية من الدمار وحولها لنواة للمتحف القبطي (صور)
كشفت هيام رشدي أمينة آثار بالمتحف القبطي، عن أول قطع أثرية قام مرقس سميكة باشا، باقتنائهم وجعلهم نواة للمتحف القبطي في القاهرة.
وأشارت رشدي في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إلى أن القطع عبارة عن ثلاثة صناديق فضية كانت مخصصة لحفظ الكتاب المقدس، وتاج عمود، وثلاثة مخطوطات تخص إنشاء المتحف القبطي، وهذه القطع بشكل عام تمثل نواة المتحف القبطي.
وعن الثلاثة صناديق الخاصة بالكتاب المقدس قالت رشدي، إنها مقتنيات خاصة بالكنسية، ويحرم إعادة استخدامها في أي شأن آخر حسب التقليد الكنسي، حيث يتم صهر الصندوق وإعادة تصنيعه مرة أخرى، لكي يتم استخدامه لنفس الغرض وهو حفظ الكتاب المقدس.
وأضافت رشدي أنه صادف وجود مرقص سميكة باشا أثناء استعداد الكنيسة لصهر الصناديق الثلاثة، وقد استأذن سميكة البابا كرولس الخامس، في أن يتم تخصيص هذه الصناديق الثلاث كمقتنيات أثرية لتكن نواة للمتحف القبطي، وقد وافق البابا على ذلك، وهو ما يعد بقديرًا من رجال الكنيسة لدور الثقاة والمقتنيات التراثية وأهميتها.
وعن المخطوطات فهي عبارة عن كتابات ومخاطبات من مرقص سميكة باشا، بشرح المتحف القبطي وتخطيطه، ومحتوياته ومقتنياته التي من المفترض أن بعرضها.
يذكر أن المتحف القبطي يقع في مصر القديمة داخل حدود حصن بابلون والذي توجد بقاياه خلف مبنى المتحف؛ وقد بدأ تشييده أيام الفرس ولكن حدثت عليه العديد من الإضافات في عهد الإمبراطوريين الرومانيين أغسطس وتراجان ثم أضاف إليه من جاء بعدهم من أباطرة الرومان.
لعب العالم الفرنسي (ماسبيرو) دورًا هامة في نشأة المتحف إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطي وتخصيص قاعة لها في المتحف المصري، بعد ذلك طالب مرقس سميكة باشا عام 1893م بأن تضم مجموعة الآثار القبطية إلى اهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون.
وقد جاهد هذا الرجل طويلًا حتى تمكن من إقامة المبنى الحالي للمتحف الذي افتتح عام 1910 وعين هو أول مدير له. أما أول دليل للمتحف فتم نشره عام 1930.
يعد هذا المتحف أكبر متحف في العالم لآثار مصر من المرحلة القبطية وهو يضم الأقسام الآتية، وهي قسم الأحجار والرسوم الجصية، وقسم تطور الكتابة القبطية والمخطوطات، وقسم الأقمشة والمنسوجات، وقسم العاج والأيقونات، وقسم الأخشاب، وقسم المعادن، وقسم الفخار والزجاج.
يبلغ عدد المقتنيات بالمتحف القبطي حوالي 16000 مقتنى وقد رتبت مقتنيات المتحف تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضا علميا روعي فيه الترتيب الزمني قدر الإمكان ونذكر من أهم مقتينات المتحف:
شاهد قبر من الحجر الجيري يظهر التداخل بين علامتي الصليب والعنخ (نهاية القرن 4م)، قطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية (القرن 6م)، نقش علي مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح (القرن 7م)، تاج عمود من الحجر الجيري مزين بشكل عناقيد العنب (القرن 7م)، مسرجة من البرونز لها مقبض علي شكل الهلال والصليب (القرن 13م).
يضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الاثاث الخشبية والأبواب المطعمة. وجدير بالملاحظة أنه يضم الباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة، والألواح يمكن تمييزها حيث قاموا بتركيبها في العصر الفاطمي أثناء القرن الحادي عشر والثاني عشر.
المجموعة تستقر في الجناح الجديد الذي يظهر مختلف الأنواع والطرز والموضوعات، مثل التصميمات الهندسية، لفائف نبات الاكانتس وأوراق العنب، وافريزات مزدانة بأرانب، طواويس، طيور، والانشطة الريفية، مرورا بالتراث الهيللينستى والقبطي حتى الصيغ الفنية الإسلامية في مصر. ويضم المتحف القبطي مخطوطات للكتاب المقدس تعود لآلاف السنين وهو عبارة عن تحفة معماري.
بنى المتحف القبطي ليسد ثغرة في التاريخ والفن المصري. المجموعة الكبيرة من التحف والتي أغلبها ذات شأن كبير من الأهمية للفن القبطي في العالم.
لقد شيد المتحف على أرض "وقف" تابعة للكنيسة القبطية التي قدمها عن طيب خاطر تحت تصرف مؤسسه قداسة المتنيح كيرلس الخامس، (توفى عام 1927 ميلادية وأعقبه أنبا يؤنس التاسع عشر في 1929 ميلادية)
يقع المتحف القبطي في مكان غاية الأهمية من الناحية التاريخية فهو يقع داخل أسوار حصن بابليون الشهير الذي يعتبر من أشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية في مصر، وتبلغ مساحته الكلية شاملة الحديقة والحصن حوالي 8000 م، وقد تم تطويره بجناحيه القديم والجديد والكنيسة المعلقة وتم افتتاحه بعد ذلك عام 1984.