ننشر القرار الملكي للملك "فؤاد الأول" بإنشاء المتحف القبطي (صور)
كشف المتحف القبطي عن مجموعة نادرة من المقتنيات التي تعتبر نواة المتحف الأولى، ومنها مرسوم الملك فؤاد الأول الملكي بإنشاء المتحف.
وجاء المرسوم معنون بكلمة
ملحق "ط"
العدد الحادي عشر من الوقائع المصرية
مرسوم بقانون رقم 14 لسنة 1931م
نحن فؤاد الأول ملك مصر
بعد الإطلاع على أمرنا رقم 70 لسنة 1930
ونظرًا لأن المتحف القبطي الملحق بكنيسة العذراء للأقباط الأرثوذكس بمصر القديمة، إنما يعتبر معهدًا قوميًا، ومن أجل ذلك يجب رعايته وتنظيمه لضمان تقدمه ونجاحه.
وبناء على ما عرضه علينا وزير المعارف العمومية وموافقة رأي مجلس الوزراء
رسمنا بما هو آت
مادة 1 - يلحق بأملاك الدولة العامة "المتحف القبطي" التابع لكنيسة العذراء بمصر القديمة للأقباط الأرثوذكس المعرفوة "بالمعلقة" مع جميع الأشياء الموجودة حالًا بالمتحف والتي ستوجد به في المستقبل. وذلك دون المساس بما للكنائس من حق الوقف على المتحف والأشياء المذكورة.
ولا يجوز التصرف بطريق الهبة أو البيع أو البدل أو بأي طريق آخر في المتحف والأشياء المذكورة، والتي تظل دائمًا معرضًا للجمهور.
وتوالت مواد القرار التي تجعل من المتحف هيئة تابعة للدولة وتحديدًا لوزارة المعارف العمومية.
ومن ناحيتها قالت هيام رشدي أمينة آثار بالمتحف القبطي، في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إن المتحف قام بتنظيم متحف مؤقت تم عرض فيه مخاطبات مرقس سميكة باشا ومجهوداته لإنشاء المتحف والتي توجت بمرسوم ملكي من ملك مصر في هذه الآونة الملك فؤاد الأول.
يذكر أن المتحف القبطي يقع في مصر القديمة داخل حدود حصن بابلون والذي توجد بقاياه خلف مبنى المتحف؛ وقد بدأ تشييده أيام الفرس ولكن حدثت عليه العديد من الإضافات في عهد الإمبراطوريين الرومانيين أغسطس وتراجان ثم أضاف إليه من جاء بعدهم من أباطرة الرومان.
لعب العالم الفرنسي (ماسبيرو) دورًا هامة في نشأة المتحف إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطي وتخصيص قاعة لها في المتحف المصري.
بعد ذلك طالب مرقس سميكة باشا عام 1893م بأن تضم مجموعة الآثار القبطية إلى اهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون.
وقد جاهد هذا الرجل طويلًا حتى تمكن من إقامة المبنى الحالي للمتحف الذي افتتح عام 1910 وعين هو أول مدير له. أما أول دليل للمتحف فتم نشره عام 1930.
يعد هذا المتحف أكبر متحف في العالم لآثار مصر من المرحلة القبطية وهو يضم الأقسام الآتية، وهي قسم الأحجار والرسوم الجصية، وقسم تطور الكتابة القبطية والمخطوطات، وقسم الأقمشة والمنسوجات، وقسم العاج والأيقونات، وقسم الأخشاب، وقسم المعادن، وقسم الفخار والزجاج.
يبلغ عدد المقتنيات بالمتحف القبطي حوالي 16000 مقتنى وقد رتبت مقتنيات المتحف تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضا علميا روعي فيه الترتيب الزمني قدر الإمكان ونذكر من أهم مقتينات المتحف:
شاهد قبر من الحجر الجيري يظهر التداخل بين علامتي الصليب والعنخ (نهاية القرن 4م)، قطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية (القرن 6م)، نقش علي مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح (القرن 7م)، تاج عمود من الحجر الجيري مزين بشكل عناقيد العنب (القرن 7م)، مسرجة من البرونز لها مقبض علي شكل الهلال والصليب (القرن 13م).
يضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الاثاث الخشبية والأبواب المطعمة. وجدير بالملاحظة أنه يضم الباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة.
الألواح يمكن تمييزها حيث قاموا بتركيبها في العصر الفاطمي أثناء القرن الحادي عشر والثاني عشر.
المجموعة تستقر في الجناح الجديد الذي يظهر مختلف الأنواع والطرز والموضوعات، مثل التصميمات الهندسية، لفائف نبات الاكانتس وأوراق العنب، وافريزات مزدانة بأرانب، طواويس، طيور، والانشطة الريفية، مرورا بالتراث الهيللينستى والقبطي حتى الصيغ الفنية الإسلامية في مصر. ويضم المتحف القبطي مخطوطات للكتاب المقدس تعود لآلاف السنين وهو عبارة عن تحفة معماري.
بنى المتحف القبطي ليسد ثغرة في التاريخ والفن المصري. المجموعة الكبيرة من التحف والتي أغلبها ذات شأن كبير من الأهمية للفن القبطي في العالم.
لقد شيد المتحف على أرض "وقف" تابعة للكنيسة القبطية التي قدمها عن طيب خاطر تحت تصرف مؤسسه قداسة المتنيح كيرلس الخامس، (توفى عام 1927 ميلادية وأعقبه أنبا يؤنس التاسع عشر في 1929 ميلادية)
يقع المتحف القبطي في مكان غاية الأهمية من الناحية التاريخية فهو يقع داخل أسوار حصن بابليون الشهير الذي يعتبر من أشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية في مصر، وتبلغ مساحته الكلية شاملة الحديقة والحصن حوالي 8000 م، وقد تم تطويره بجناحيه القديم والجديد والكنيسة المعلقة وتم افتتاحه بعد ذلك عام 1984.