عادل غنيم يقترح تشكيل لجنة من الأثريين لإنقاذ تراث مصر
قدم عادل غنيم الخبير الأثري والمدير العام السابق لآثار القاهرة والجيزة، مقترح بتشكيل لجنة تضم أساتذة آثار وتاريخ وهندسة من الجامعات، بحيث تكون مهمة اللجنة المحافظة على التراث بحق، دون التصديق على رأي اتخذ مسبقًا، خاصة فيما يتعلق بتسجيل المنشآت الأثرية.
وأشاد غنيم بجهود الدكتور خالد العناني وزير الآثار لصالح آثار مصر، لافتًا إلى أن مقترحه سيجنب الوزارة الكثير من اللغط والجدل، وذلك تعقيبًا على هدم وكالة العنبريين، حيث نصت المادة الأولى بقانون حماية الآثار وتعديلاته نصًا واضحًا، يجعل الوزاره مسئولة عن التراث المصرى الثابت والمنقول، حيث تضمنت عبارة "يعد أثرًا" ولم تتضمن يسجل أثرًا، وهناك فارق كبير بين المعنيين، أي أنه ليس بالضرورة أن يكون المبنى مسجلًا كي نقوم بحمايته.
وقال غنيم إن أعضاء اللجنة يجب أن يكون منهم بعض الحكماء من الآثاريين القدامى المشهود لهم من خارج الخدمة، حتى يكونوا بعيدًا عن الضغوط، وكذلك بعض الشخصيات العامة المطلعة والمهتمة بالتراث المصري من تخصصات مختلفة، ترتبط بخدمة الآثار بمشاركة التنسيق الحضارى والمحافظة الموجود بها الأثر.
وتابع غنيم أن العمل بهذه اللجنة سيكون دون مقابل، تطوعيًا بحتًا حبا في التراث المصري، ومهمة اللجنة ستكون القيام بحصر كافة المبانى ذات الطراز المعماري المتميز التي ينطبق عليها صفات الأثر ولم تسجل أثرًا، علمًا بأن هناك بقطاع الآثار الإسلامية حصر بالفعل، ويمكن استكماله عن طريق إدارة المسح الأثرى بالمناطق على مستوى الجمهورية وكذلك عن طريق جهاز التنسيق الحضاري.
وأضاف غنيم أن اللجنة ستقوم بعمل تقييم للمبانى التراثية، قبل أن يبت بشأنها قرارات إدارية من المحليات وكذلك التراث المنقول، وإعادة النظر فى تسجيل بعض المبانى التراثية والتي لم يتم تسجيلها حال رأت اللجنة المقترحة صلاحيتها للتسجيل، والعرض على اللجنة الدائمة لاتخاذ القرار اللازم في هذا الشأن.
يذكر أن عددًا من ردود الأفعال قد ثارت بعد إجراءات هدم وكالة العنبريين وهي العقار رقم 88 سابقًا وحاليًا 84، والغير مسجلة على قائمة الآثار الإسلامية قد بدأت منذ أول أمس.
وأفادت وزارة الآثار في بيان لها أن المبنى عبارة عن أنقاض، وليس به أي معالم أو زخارف أو طراز أثري باق، وقد جرت منازعات كثيرة ما بين المحليات، وشاغلي بعض المحلات الباقية.
ووكالة العنبريين، ترجع للقرن التاسع عشر، حيث بنى المبنى السلطان قلاوون كي يكون سجنًا، ثم حوله العثمانيين لوكالة لصانعي العطور، ومن هنا جاء اسمها "وكالة العنبريين".
وشارع المعز لدين الله الفاطمي أو الشارع الأعظم أو قصبة القاهرة أو قصبة القاهرة الكبرى، هو شارع يمثل قلب مدينة القاهرة القديمة والذي تم تطويره لكي يكون متحفًا مفتوحًا للعمارة والآثار الإسلامية.
ومع نشأة مدينة القاهرة خلال عهد الدولة الفاطمية في مصر نشأ شارع المعز فكان تخطيط المدينة يخترقه شارع رئيس يمتد من باب زويلة جنوبًا وحتى باب الفتوح شمالًا في موازاة الخليج، وأطلق عليه الشارع الأعظم وفي مرحلة لاحقة قصبة القاهرة.
قسم الشارع المدينة إلى قسمين شبه متساويين وكان المركز السياسي والروحي للمدينة، مع التحول الذي عرفته القاهرة أوائل القرن السابع الهجري - الثالث عشر الميلادي خلال عهد الدولة المملوكية مع بدء هجوم التتر على المشرق والعراق نزح كثير من المشارقة إلى مصر، فعمرت الأماكن خارج أسوار القاهرة، وأحاطت الأحياء الناشئة بسور القاهرة الفاطمي.
وزخر الشارع الأعظم بسلسلة من المنشآت الدينية والتعليمية والطبية والتجارية والسكنية، بحيث أصبح القسم الأكبر من الآثار الإسلامية لمصر مركزًا داخل حدود القاهرة المملوكية، وتجمعت الأنشطة الاقتصادية في هذا العصر حول الشارع الأعظم وعلى امتداده خارج باب زويلة تجاه الصليبة والقلعة، وامتدت قصبة القاهرة خارج أسوارها الفاطمية من أول الحسينية شمالًا خارج باب الفتوح وحتى المشهد النفيسي جنوبًا خارج باب زويلة.