ننشر صور لأعمال الترميمات الجارية في المتحف المصري بالتحرير
التقطت عدسة بوابة الفجر الإخبارية صباح اليوم عدد من الصور التي توضح الأعمال الجارية في المتحف المصري بالتحرير، والتي هي عبارة عن إعادة تجهيز وتأهيل المتحف، والذي يشرف عليه عدد من كبار خبراء المتاحف سواء في مصر أو في العالم.
وأظهرت الصور أعمال الترميمات الجارية في الجدران، حيث يقوم عدد من المرممين بأعمالهم، في حين قامت إدارة المتحف بتغطية القطع الأثرية، كي لا يصيبها أي مخلفات متساقطة من أعمال الترميم.
ومن ناحيتها قالت إلهام صلاح، رئيسة قطاع المتاحف في وزارة الآثار، إن استراتيجية تطوير المتحف المصري تشمل جوانبه المادية والغير مادية، حيث سيتم تطوير مدخل المتحف، وتطوير عرض القاعات بالمدخل بالدور الأرضي، وهي قاعات أرقام: 43، 48، 47، 46، 51، 49 و50، وكذلك تطوير كافة الجوانب المتحفية من حيث العرض المتحفي، وترميم للقطع الأثرية التي هي في حاجة إلى ترميم، وتطوير بطاقات الشرح، والتأمين، والإضاءة، والأرضيات والدهانات.
وأضافت أنه تم وضع الخطة الرئيسية للمتحف بما تتضمنه من رؤية المتحف ورسالته المستقبلية، وإدارة المجموعة المتحفية، والتواصل المجتمعي والتربية المتحفية، وتطوير قسم الأرشيف، والمكتبة، وإعادة عرض كنوز المقابر الملكية التي تم اكتشافها في تانيس بالشرقية.
وقالت صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصرى، إنه تم تنظيم اجتماعات مصغرة بين الفريقين المصري والأجنبي تم خلالها تنظيم ورش عمل لكل فريق للتحرك داخل المتحف لرؤية المجموعات التي ترتبط بالفترات التاريخية الخاصة بالمرحلة الأولي لخطة التطوير.
وأضافت أنه تم البدء في عمل قوائم القطع التى سوف تعرض بالمتحف بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل مع المهندسين الأجانب والمصريين المسئولين عن عملية تطوير المتحف المصري وعملية نقل القطع إلى المتاحف الأخرى مثل المتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية.
واختتمت اللجنة اجتماعها بتنظيم اجتماع للمهندسين الأجانب والمصريين مع الإدارات المختصة بالإنشاءات والكهرباء بالمتحف لمناقشة جميع متطلبات المتحف من مرافق وتقوية شبكات الكهرباء والأرضية وأماكن الموظفين، وصيانة الواجهة والحديقة.
والمتحف المصري في التحرير هو أحد أكبر وأشهر المتاحف العالمية، ويقع في قلب العاصمة المصرية "القاهرة" بالجهة الشمالية لميدان التحرير.
يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1835 وكان موقعه حينها في حديقة الأزبكية، وكان يضم عددًا كبيرًا من الآثار المتنوعة، ثم نقل بمحتوياته إلى قاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين، حتى فكر عالم المصريات الفرنسي أوجوست مارييت الذي كان يعمل بمتحف اللوفر في افتتاح متحفًا يعرض فيه مجموعة من الآثار على شاطئ النيل عند بولاق.
وعندما تعرضت هذه الآثار لخطر الفيضان تم نقلها إلى ملحق خاص بقصر الخديوي إسماعيل بالجيزة، ثم جاء عالم المصريات جاستون ماسبيرو وافتتح عام 1902 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني مبنى المتحف الجديد في موقعه الحالي في قلب القاهرة.
يعتبر المتحف المصري من أوائل المتاحف في العالم التي أسست لتكون متحف عام على عكس المتاحف التي سبقته، ويضم المتحف أكثر من 150 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي عثر عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894، ويضم المتحف الآن أعظم مجموعة أثرية في العالم تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم.
بدأت قصة المتحف عندما أبدى القناصل الأجانب المعتمدون في مصر إعجابهم بالفن المصري القديم، وعملوا على جمع الآثار المصرية، وإرسالها إلى المدن الأوروبية الرئيسية، وبذلك بدأت تزدهر تجارة الآثار المصرية التي أصبحت بعد ذلك موضة أوروبية.
وكانت الهدايا من تلك القطع النادرة خلال القرن التاسع عشر منتشرة بين الطبقة الأرستقراطية، وكانت التوابيت من بين أهم القطع الأكثر طلبًا.
لم يفهم المصريون في بداية الأمر الدوافع التي جعلت الأوروبيين يهتمون بالأحجار الموجودة في أراضيهم، فيما كان الدافع الأهم وراء تنقيب المصريين عن الآثار في المعابد والمقابر هي الشائعات التي كانت تروج إلى أن ببعض هذه المناطق كنوزًا خفية.
وضع تصميم المتحف المعماري الفرنسي مارسيل دورنون عام 1897 ليقام بالمنقطة الشمالية لميدان التحرير «الإسماعيلية سابقًا» على امتداد ثكنات الجيش البريطاني بالقاهرة عند قصر النيل، واحتفل بوضع حجر الأساس في 1 أبريل 1897 في حضور الخديوي عباس حلمي الثاني ورئيس مجلس النظار «الوزراء» وكل أعضاء وزارته، وتم الانتهاء من المشروع علي يد الألماني هرمان جرابو.
في نوفمبر 1903 عينت مصلحة الآثار المهندس المعماري الإيطالي إليساندرو بارازنتي الذي تسلم مفاتيح المتحف منذ التاسع من مارس 1902 ونقل المجموعات الأثرية من قصر الخديوي إسماعيل بالجيزة إلى المتحف الجديد وهي العملية التي استُخدم خلالها خمسة آلاف عربة خشبية، أما الآثار الضخمة فقد تم نقلها على قطارين سيرًا ذهابًا وعودة نحو تسع عشرة مرة بين الجيزة وقصر النيل.
وقد حملت الشحنة الأولى نحو ثمانية وأربعين تابوتًا حجريًا، تزن ما يزيد على ألف طن إجمالًا. إلا أن عملية النقل قد شابتها الفوضى بعض الوقت. وتم الانتهاء من عمليات النقل في 13 يوليو 1902، كما تم نقل ضريح مارييت إلى حديقة المتحف، تلبيةً لوصيته التي عبر فيها عن رغبته في أن يستقر جثمانه بحديقة المتحف مع الآثار التي قضى وقتا طويلًا في تجميعها خلال حياته.