من كان يقف وراء محاولة الانقلاب على ترامب وعزله من الرئاسة؟
كشف مسؤول كبير سابق في مكتب التحقيقات
الفدرالي الأمريكي "إف بي آي"، أن الرجل الثاني في وزارة العدل الأمريكية
بحث في 2017 إمكانية عزل الرئيس دونالد ترامب مستندا للدستور.
غير أن هذه القضية كان قد سبق الكلام عنها
في سبتمبر العام الماضي، بعد أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا مستشهدة بمصادر لم
تسمها بأن نائب وزير العدل الأمريكي رود روزنستاين، أشار إلى إمكانية التنصت سرًا على
ترمب.
كما ذكرت الصحيفة أن روزنستاين ناقش كذلك
تعيين أعضاء في الحكومة لتفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور الأميركي، الذي
ينص على عزل الرئيس "لعدم الأهلية" للمنصب.
ورغم أن نائب وزير العدل كان قد نفى كل
شيء وقتها وأن الأمر لا يعدو كونه مجرد مزحة، إلا أن تطورات الأحداث الآن تضع روزنستاين
مجددًا في الواجهة، بوصفه مهندس "الانقلاب" على الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقالت شبكة "سي ان ان" نقلًا
عن مسؤول في وزارة العدل إن الرجل سيغادر منصبه منتصف مارس المقبل، رغم الإشارة إلى
أن هذه المغادرة ليست ذات علاقة مباشرة بقضية "الانقلاب".
ويبقى السؤال: ما هي حقيقة هذا الرجل وحكايته؟
وما هو الدور الذي قام به؟
ما جرى في مايو 2017
عودة إلى تقرير سبتمبر 2018 بنيويورك تايمز،
فقد كان الكلام حول مقترحات تتعلق بفضح الاضطراب والخلل داخل البيت الأبيض، وأن الرئيس
ترامب لا يملك الكفاءة لإدارة المنصب الأرفع في الولايات المتحدة.
ومن هنا فقد جاء مقترح نائب وزير العدل
بالتصنت على الرئيس، وتسجيل المكالمات كذلك، وبدأ المخطط في مايو 2017 مع مسؤولين بوزارة
العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ذلك وفق رواية النيويورك تايمز.
ومن ثم امتد النقاش إلى تفعيل المادة الدستورية
التي تمكن من العزل والتي تجيز عملية الإقالة عبر نائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة
بإعلان "عدم كفاءة" الرئيس لتولي مهامه.
الانتخابات الرئاسية.. روسيا.. وخطة العزل
الآن فهي المرة الأولى التي يتكلم فيها
أحد علانية عن حقيقة هذه الخطة، حيث يؤكدها الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الأميركي
آندرو مكايب في حديثه بقناة "سي بي أس"، وأن وزارة العدل الأمريكية سعت عبر
ثاني أكبر رجل فيها "رود روزنستاين" عام 2017 إلى عزل الرئيس ترامب.
وقال مكايب إن مناقشة التعديل 25
"بدأت حين سألني رود عنها وناقشني فيها في سبيل أن نفكر في أعداد الوزراء الذين
سيدعمون تفعيلها".
ويربط مكايب القصة بسياق معين وهو عملية
إقالة الرئيس ترامب لجيمس كومي، المدير التنفيذي السابق لـ"أف بي آي" الذي
كان يدير التحقيق حول علاقات مزعومة بين ترامب وروسيا إبان الحملة الرئاسية في
2016.
وقد جرت الإقالة في الشهر نفسه مايو
2017 حيث يجري الحديث عن خطة "الانقلاب".
القلق يساور روزنستاين بعد فقدان كومي
عند إقالة كومي فقد شعر روزنستاين بالقلق
الشديد، ذلك لأنه كانت له علاقة بالتحقيق الروسي، إذ كان المسؤول البارز في وزارة العدل
يشرف على تحقيق المستشار الخاص روبرت مولر في التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية.
كان لدى روزنستاين شعور بأن الرصاصة الثانية
سوف تصوب إليه، من ترمب الذي كان ينتقد مرارًا التحقيقات في التدخل الروسي المحتمل.
وإزاء الشكوك والقلق فقد عمل روزنستاين
على إثارة خطة العزل، حيث كان يشعر بالشك في نوايا ترامب وربما قدراته.
ترمب يعيد الكرة إلى كومي
لكن هل يعني ذلك أنه كان المسؤول الأول
عن هذه الخطة، أم ثمة أيادٍ خفية أخرى كانت هي المحرك الخفي؟ فقد أشار ترمب بوضوح في
تغريدة غاضبة بعد التطورات الأخيرة إلى كومي.
كتب ترمب أن "مكايب لم يكن ليدخل الحمام
حتى دون موافقة جيمس كومي"، في إشارة إلى تورط مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي
الأمريكي (إف.بي.آي) السابق أيضًا في مؤامرة الانقلاب.
وإلى أن تتضح الصورة وأمام غضب ترامب الجارف،
فإنه ينتظر سوف ما يفضي عنه وعد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي يتولى رئاسة
اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، الذي قال إنه سوف يستخدم صلاحيات الكونجرس للتحقيق
لكشف "الجهة التي تقول الحقيقة" بحسب تصريحه لـ"سي بي أس" وقد
شكك في كلام مكابي، نقلًا عن قناة العربية.