"بن سلمان" يجري جولة مكوكية في آسيا..وخبراء يكشفون كواليس الزيارة (تقرير)
يبدأ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، زيارة مكوكية إلى آسيا، حيث غادر بناء على توجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز، لزيارة دول، باكستان والهند، وجمهورية الصين، لبحث العلاقات الثنائية، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ملامح الزيارة إلى باكستان
وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية، أن ولي العهد السعودي، سيلتقي رئيس الوزراء عمران خان؛ وقائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا؛ إضافة إلى عدد من المسؤولين الآخرين.
قيمة كبيرة
من جانبه وصف رئيس وزراء إقليم البنجاب الباكستاني، عثمان بوزدار، زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان، بالقيمة الكبيرة لدى الباكستانيين، مشيرا إلى أن هذه الزيارة بعثت السعادة لدى الشعب الباكستاني، قائلا " الزيارة لن تعزز فقط العلاقات السعودية الباكستانية، لكن هناك استثمارات أيضاً، وهو ما سيدعم باكستان لتصبح قوية اقتصادياً".
حفاوة بالغة
واستقبلت الحكومة الباكستانية خبر زيارة الأمير محمد بن سلمان، بحفاوة بالغة، ومهو ما انعكس على الشارع الباكستاني الذي رفع صور ولي العهد السعودي، وتزينت شوارع العاصمة إسلام أباد بصور القيادتين السعودية والباكستانية وأعلام البلدين والعبارات الترحيبية باللغات العربية والإنجليزية والأوردية.
يومين في الهند
من جهتها أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الهندية، أن الأمير محمد بن سلمان، سيبدأ زيارة رسمية، تستمر يومين، تبدأ يوم الثلاثاء المقبل، على رأس وفد رفيع المستوى، يضم وزراء وعدداً من كبار المسؤولين ورجال الأعمال.
رؤية المملكة 2030 والهند
وعلّقت صحيفة فايننشيال إكسبريس الهندية، على زيارة الأمير محمد بن سلمان، موضحة أنه ينظر إلى الهند، وهي صديق تقليدي للمملكة، على أنها واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم وقوة صاعدة، وهو ما يمكن أن يجعلها من الخيارات الرئيسية للمساهمة في رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد خلال الأعوام القليلة الماضية.
وأكدت الصحيفة أن الهند تبدو حريصة على المساهمة في النمو السعودي، خاصة بعد أن قطعت المملكة شوطًا كبيرًا على كافة المستويات لتمهيد الطريق نحو تحقيق أهداف رؤية 2030.
البحث عن شركاء
ولفتت الصحيفة إلى أن الهند تبحث عن شركاء دوليين لجلب الاستثمارات وإعادة تنشيط الاقتصاد، مشيرة إلى أنها ترى السعودية كبلد يمكنه المساهمة في نموها، مبينة أن هناك مصالح مشتركة، أدت إلى تقارب الهند والمملكة في السنوات القليلة الماضية مع زيادة كبيرة في الاجتماعات الثنائية رفيعة المستوى.
دعم وتطوير العلاقات مع الصين
وأفصحت الخارجية الصينية، عن مكنون زيارة ولي العهد، موضحة أنه سيزورها الأربعاء المقبل، وسيلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ؛ ونائب رئيس الوزراء هان تشينغ.
وأوضحت أن الزيارة ترمي إلى دعم التطوير الكبير في العلاقات الصينية السعودية، وتوثيق التعاون بشأن مشروع الحزام والطريق الصيني، بحسب تصريحاتها.
مرحلة جديدة من التعاون
وقال السفير الصيني لدى السعودية، لي هوا شين؛ إن ولي العهد السعودي، سيحضر انعقاد اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة في بداية الزيارة، لطرح عشرات المشاريع الحيوية والاتفاقيات في المجالات كافة، مشيرا إلى أن سيتم توقيع جزء من تلك الاتفاقيات، بحضور ولي العهد، على أن يتم توقيع بقية الاتفاقيات في وقت لاحق.
اتفاقيات مختلفة
وأضاف لي هوا شين، أنه سيتمخض عن تلك الزيارة، العديد من الاتفاقيات، في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية، والأكاديمية والثقافية، موضحا أن هذه الزيارة، تعني لبلاده الكثير وأنها ستكون حلقة جديدة من حلقات التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي والأكاديمي على أعلى مستوى بين البلدين.
اجتماع رفيع المستوى
وكشف السفير الصيني أن الجانبان، سيعقدان اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى، التي عقد اجتماعها الأول في بكين، وتشكلت في أثناء زيارة الرئيس الصيني للمملكة في يناير عام 2016.
وسيستعرض الاجتماع العلاقات الثنائية خلال العام الماضي، ويرسم توجيهات وتخطيطات جديدة، في سبيل تطوير هذه العلاقات بشكل إستراتيجي، يعزز العمل الثنائي المشترك للعمل بها خلال الأعوام المقبلة.
استعادة زخم العلاقات
ويرى محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، أنّ الجولة الآسيوية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تأتي في توقيت هام، لا سيما زيارته إلى جمهورية باكستان التي تعد من أقرب الحلفاء إلى المملكة.
وأضاف "حامد" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن زيارة ولي العهد السعودي لباكستان تهدف كذلك إلى تطويق النفوذ الإيراني، واستعادة زخم العلاقات بين البلدين بقوة، لا سيما في هذا التوقيت الذي يشهد تباينا في المواقف الباكستانية إزاء العديد من الأزمات في المنطقة كالأزمة الخليجية.
وبيّن الباحث في العلاقات الدولية، أن المملكة تريد التأكيد مرة أخرى بزيارة الأمير محمد بن سلمان، على قوة علاقاتها مع باكستان، وأنها تأتي أولا في ميزان العلاقات بين الجانبين.
وأكد أيضا على أهمية زيارته للصين والهند، مبينا أن الزيارات ستشهد العديد من الاتفاقيات الثنئاية، ومذكرات تفاهم، تهدف إلى تعميق الشراكة الاقتصادية والعسكرية.
توقيت مهم
كما يرى الصحفي، محمد صبح، أن باكستان مكوناً أساسياً لجغرافيا العالم الإسلامي في جناحه الشرقي، وهو ما يجعلها على مرمى حجر جغرافياً من شبه الجزيرة العربية ومرتبطة بها في قضايا الأمن المائي.
وأضاف في مقال له بجريدة "سبق" السعودية أن العوامل الاستراتيجية لديها تأثير قوي في تعميق التحالف والشراكة بين السعودية وباكستان، مبينا أن هناك توأمة حقيقية بين الدولتين في فضاء العالم الإسلامي الذي يضم عشرات الدول.
وذكر أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان، تندرج في سياق التحالف التاريخي بين السعودية وباكستان، وهي امتداد للعلاقات التاريخية بين الدولتين، وتعزز تعميق التقارب والتفاهم المشترك بينهما، غير أن توقيت الزيارة يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للبلدين من طبيعة الملفات المطروحة.