100 صورة تسجل "مصر في عيون الاستراليين"... صور عمرها أكثر من مائة عام
التقطت كاميرا الفجر عدد من الصور التي توثق لمعرض بعنوان "صور مصرية من استراليا"، وهو يسجل "مصر في عيون الجنود الاستراليين" قبل مائة عام عند مجيئهم لمصر كجنود ضمن الجيش الاسترالي المشارك في الحرب العالمية الثانية.
وسجلت عدسات الجنود الاستراليين عدد من الصور التوثيقية الهامة لمختلف المعالم المصرية، والأحداث التي مرت بهم في مصر، فنجد عشرات الصور للقرية المصرية، والسواقي، والأهرامات، والمرأة المصرية، والجيش الاسترالي، وأحياء القاهرة، وكوبري قصر النيل، وغيرها من المعالم التي اختاروا أن يسجلوا باعتبارها الأبرز في رحلتهم إلى مصر
والصور تأتي ضمن معرض مؤقت بقصر الأمير طاز الأثري، والمستمر حتى 28 فبراير الجاري، على أن ينتقل إلى متحف الفنون الجميلة في الإسكندرية، وذلك في الفترة من 5-14 مارس المقبل.
يذكر أن قصر الأمير طاز الأثري، استضاف معرضًا للصور التاريخية بعنوان "صور مصرية من استراليا"، والذي أعدته "آن ماري ويليس" أستاذ زائر بجامعة أديلايد بأستراليا، وبالشراكة مع الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية برئاسة الدكتور محمد زينهم.
والمعرض به أكثر من 100 صورة لأنحاء مصر منذ ما يزيد عن 100 عام، وقد شهد المعرض عدد من أساتذة الفنون والآثار والسفراء وكان في مقدمتهم جلين مايلز سفير استراليا بالقاهرة، والدكتور جمال مصطفي رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة الآثار، والدكتور أسامة أبو الخير مدير عام مركز ترميم المتحف المصري الكبير، والدكتور عيسى زيدان مدير عام النقل والتغليف والترميم الأولى بالمتحف.
والمعرض عبارة عن صور فوتوغرافية تُظهر مصر كما صورتها عيون الزائرين الاستراليين منذ 100 عام، وهي مجموعة مختارة من آلاف الصور عن مصر ضمن مجموعات الصور الاسترالية العامة.
ومن ناحيتها قالت آن ماري ويليس إن من التقطوا تلك الصور ليسوا سائحين، بل رجال ونساء عملوا في الخدمة الاسترالية أثناء الحرب العالمية الثانية، وبعضهم كانوا مصورين من ذوي الخبرة، لكن معظمهم هواة، وكانت مصر مكان التدريب والانتظار بالنسبة لهم، وكانت هذه الصور تذكارات شخصية لهم، وأصبحت بمرور الوقت لحظات من التاريخ، مكان للمشاهد والأصوات والخبرات الجديدة.
ويقع قصر الأمير طاز في القاهرة القديمة بمنطقة الخليفة بالقلعة، أنشأه صاحبه الأمير سيف الدين طاز بن قطغاج، أحد الأمراء البارزين في عصر دولة المماليك البحرية، وكان أحد الأمراء ممن بيدهم الحل والعقد في الدولة في ذلك الوقت.
بلغ قصر الأمير طاز في الربع الأخير من القرن الـ 19 وعندما من العمر خمسمائة عام رأت الحكومة الخديوية أن تحيل القصر إلي الاستيداع وقررت تحويله إلي مدرسة للبنات بإيعاز من علي باشا مبارك.
ولكن لم تمض سوي عشرات قليلة من السنين إلا وأخلت وزارة التربية والتعليم القصر ليس من أجل ترميمه والحفاظ عليه بعد أن ظهرت عليه آثار الشيخوخة بشكل واضح ولكنها أخلته لتحويله إلى مخزن.
ولأن القصر كبير ومتسع ويقع في قلب القاهرة فقد كان مؤهلا من وجهة نظر الوزارة أن يكون المخزن الرئيسي لمئات الألوف من الكتب الدراسية وعشرات العربات التي تم تكهينها ومئات الأطنان من الخردة بمختلف أنواعها.
ولأن الناس علي دين ملوكهم فلم يستشعر سكان المنطقة حرجا في استعمال القصر كمقبرة للحيوانات النافقة.
لم يحتمل القصر كل هذا الهوان وهو الذي شهد وشاهد مئات السنين من العز والنعيم فانطوي علي نفسه بعد أن داهمته الأمراض والعلل وتمايلت الكثير من جدرانه وانهارت العديد من غرفه.
وقامت وزارة الثقافة ببدء مشروع ترميم القصر بعد إهماله لفترات طويلة وهرول الجميع إلي موقع القصر المنهار وتمت عملية الإنقاذ ووقف العالم مبهورا وهو يري الحياة تعود إلي القصر الذي تم ترميمه بكفاءة لا يمكن وصفها.
ولم يكتف المصريون بالإنقاذ والترميم ولكن المفاجأة الأكبر كانت في الاكتشافات الأثرية المهمة التي واكبت ذلك وأدت إلي إزاحة الستار عن المزيد من خبايا القصر، والعمل الذي تم إنجازه ورائع بكل المقاييس.