النصب الإلكتروني .. حيل متعددة للايقاع بالضحايا

تكنولوجى

النصب الإلكتروني
النصب الإلكتروني .. حيل متعددة للايقاع بالضحايا


ربحت مليون دولار في سحب عشوائي لإحدى الشركات..رجاء إرسال بيانات حسابك البنكي لتحويل المبلغ إليك خلال 48 ساعة رسالة سوف تشعرك بالبهجة إذا صادفتها في بريدك الإلكتروني ، ستفكر في الرد عليها مقنعا نفسك بأن الحظ حالفك ،وما عليك إلا أن ترسل بيانات حسابك حتى تصبح مليونيرا ، مهما كانت عقلانيتك ستحاول إيجاد مبررات للتعامل مع الرسالة ..لكن إحترس فهي وسيلة لإستدراجك لا لتحقيق حلمك بل للإستيلاء على أموالك عن طريق مافيا النصب الإلكتروني التي تتحصل على معلومات عن ضحاياها لتسهيل خداعهم وهو ما انتشر مؤخرا وحذرت منه القيادة العامة لشرطة دبي عبر مواقع تواصلها الاجتماعي ببث رسائل توعوية بشكل يومي للجمهور للحيلولة دون الوقوع ضحية للنصب الالكتروني الذي تتطور حيله وتتنوع باستمرار، مؤكدة انها تلقت العديد من البلاغات المستمرة من اشخاص لم ينصاعوا للتحذيرات.

طرق عديدة

وتتخذ عمليات النصب الالكتروني صورا عدة ،فهناك من يرسل استغاثة من بلد ما بسبب المرض أو العجز أو وجود أطفال محتجزين مقابل فدية وطلب مساعدة، و أساليب اخرى تناسب الطامعين في الحصول على الأموال دون تعب عبر الربح السريع حيث تتداول يوميا الملايين من الرسائل الالكترونية التي يتم ارسالها بطريقة عشوائية تحمل خبرا سارا وبشرى بالفوز بمبلغ لا يقل عن 6 أصفار بالعملة الأجنبية، و تنجح هذه الرسائل في استقطاب آلاف الضحايا يوميا الذين لا يرون ضررا في إرسال مبلغ 5 آلاف دولار لفك الوديعة والحصول عليها وما يلبث الشخص أن يرسل أول مبلغ حتى تتوالى الحجج لطلب المزيد دون فائدة.

ولم يقتصر الامر على المعلومات الشخصية بل يتعدى ذلك فبعض أساليب النصب والاحتيال تلجأ إلى مجال المال والأعمال مثل عرض طريقة للربح السريع أو المضاربة في الأسهم او عمولات نتيجة تخليص بضائع بملايين الدراهم ، أو شراء الذهب بأسعار رخيصة من احدى الدول الافريقية وغيرها من الاساليب التي تهدف الى الحصول على اي مبالغ نقدية من الضحية.

وقائع احتيال

وتروي إحدى المواطنات محاولة النصب عليها قائلة :عندما فتحت البريد الالكتروني الخاص بي وبدأت اقرأ ما كتب لم اصدق عيني فمحتوى الرسالة يشير إلى أن صديقتي منذ الصغر تعرضت للسرقة في احدى الدول الاوروبية وانها تستنجد بي لإرسال مبلغ لها لتعود إلى أرض الوطن، استدركت قواي سريعا وبدأت في قراءة الرسالة مرة اخرى واستشعرت الفخ الذي نصب لي، فصديقتي لا تعرف الانجليزية ببراعة كما انها لم تسافر إلى الخارج من قبل، ولكن عندما رفعت سماعة الهاتف لاتصل بها وجدت هاتفها مغلقا، ووقتها خطرت لي فكرة بالرد على الإيميل واستدراج المرسل لمعرفة من هو وكيف حصل على ايميلي واسمي واسم صديقتي بالكامل.

وأضافت : لم يتأخر الرد كثيرا حيث تم ارسال رقم حساب لاحد البنوك واسم الشخص المرسل اليه على انه احد معارف صديقتي، وهنا تيقنت انني استهدفت في عملية نصب الكتروني مبطنة بمعلومات صحيحة عني وعن صديقتي لا يصعب الحصول عليها في ظل تبادل المعلومات والصور على الانترنت.

وفي واقعة اخرى حدثت لاحد الموظفين اتصل به صديقه ليخبره بانه استلم بريدا إلكترونيا من ايميله الرسمي المزيل باسمه ومنصبه وارقام هواتفه يستغيث فيه من تعرض للسرقة وطلب المساعدة، حيث قام على الفور بالتأكد من المعلومة التي تبين أنها فخ جديد مزيل بمعلومات صحيحة مئة في المئة.

200 جريمة

وأكد اللواء خميس مطر المزينة نائب القائد العام لشرطة دبي أن مواقع التواصل الاجتماعي فرصة ذهبية للمحتالين للحصول على المعلومات الشخصية ، لافتا إلى أن الجرائم الإلكترونية أصبحت تقود مؤشر الجرائم الجديدة والمستحدثة في دبي و الإمارات في السنوات الأخيرة، و أعدادها ترتفع بمعدل سنوي مطرد يصل إلى نحو 200 جريمة وذلك منذ العام 2008 الذي سجلت فيه شرطة دبي 278 بلاغاً وصلت في العام 2012 إلى 772 بلاغاً، بينما كشفت سجلات البلاغات عن 81 بلاغاً خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، الأمر الذي ينبئ بمحافظة الزيادة على معدلها إن لم تتجاوزه .

وأشار المزينة إلى ان بعض الاشخاص الطامعين ينساقون وراء الربح السريع ويتجاوبون مع المحتالين بغرض الحصول على أموال بطريقة غير مشروعة، ومن ثم يكتشف انه وقع ضحية عملية نصب واحتيال، منوها بأن المحتالين يرسلون يوميا ملايين الرسائل العشوائية لمستخدمي الانترنت على امل اصطياد اكبر قدر ممكن.

وأضاف : هناك أنماط اختراق متعددة يتم من خلالها الدخول إلى الحسابات المصرفية الشخصية للأفراد عن طريق اختراق البرمجيات الخاصة بصيانة الأجهزة أو برمجيات حماية المعلومات نفسها أو عن طريق اختراق البريد الإلكتروني الشخصي للأفراد للوصول إلى بياناتهم المصرفية الشخصية، موضحاً أن العديد من نظم المعلومات في الدوائر الحكومية تتعرض لمحاولات الاختراق والقرصنة من قبل أفراد ومجموعات منظمة أحيانا. ولفت المزينة إلى أن دوائر حكومة دبي تمتلك أنظمة حماية تتمتع بقدرة عالية على رصد محاولات الاختراق وعددها وأماكنها.

ثغرة أساسية

ومن جانبه أكد العميد خليل ابراهيم المنصوري مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي أن البريد الإلكتروني هو الثغرة الأساسية في اختراق بعض الأنظمة والحسابات الإلكترونية، مشيرا إلى أن البعض ينشئ مواقع وهمية لوظائف على سبيل المثال ومن خلال تواصل الأشخاص مع ذلك الموقع يتم التوصل لحساب البريد الإلكتروني والرقم السري، والبدء في سحب الصور والملفات المهمة، وإذا استخدم هذا الحساب في تحويلات مالية يتم السطو على الحساب البنكي الخاص به .

وأضاف المنصوري أن التسول الالكتروني يتخذ صورا عدة منها ارسال بعض التقارير الطبية التي غالبا ما تكون باللغة الانجليزية او طلب مساعدة بسبب التعرض لحادث او للسرقة في احدى الدول وعدم القدرة على الرجوع مرة اخرى، مشددا على ان اي مبالغ يتم تحويلها خارج الدولة يصعب التوصل لصاحبها خاصة وان تلك العصابات تشكل مافيا منظمة يصعب تتبعها.



مبروك ورثت 5 ملايين دولار

لم تتوقف رسائل النصب الالكتروني على الانترنت بل تشمل الرسائل النصية القصيرة، ففي احدى البلاغات المقدمة لشرطة دبي أكد المبلغ تلقيه رسالة نصية قصيرة تفيد انه ورث عن احد فاعلي الخير 5 ملايين دولار وأن المبلغ جاهز وسيتم تسليمه في دبي عن طريق أحد المحامين إلا أن الأمر يتطلب إرسال مبلغ 3 الاف دولار سعر فك الوديعة بالاضافة إلى 3 الاف دولار اخرى مصاريف السفر للقدوم إلى دبي.

وأشار مقدم البلاغ إلى تجاهله الرسالة، إلا ان زوجته أكدت له انه سعيد الحظ و ربما يكون الأمر صحيحا واقنعته بإرسال المبلغ إلى المحامي المجهول والانتظار حتى حضوره إلى دبي وتسلم المبلغ منه، وعقب ذلك طلب المحامي مبلغا آخر بحجة أن هناك ضرائب على الوديعة يجب دفعها متوقعا مزيدا من التجاوب في المرة الثانية. وأفاد المبلغ انه رفض إرسال مبالغ اخرى وقام بفتح بلاغ في مركز الشرطة نادما على ارسال 3 الاف دولار كانت ضمن مدخراته التي ضاعت في غمضة عين نتيجة الطمع.