مؤتمر وارسو..العالم يحارب إرهاب "طهران" من بولندا (تقرير)
يشهد العالم هبّة نوعية في إجراءات وقرارات محاربة إرهاب طهران الذي استشرى في المنطقة والعالم، حيث تحشّد الولايات المتحدة الأمريكية دول العالم، بهدف اتخاذ موقف قوي يستطيعون من خلاله التصدي أمام هذا السيل الجارف من النشاطات الإرهابية الإيرانية.
مؤتمر وارسو..آخر النشاطات
و احتضنت العاصمة البولندية على مدار يومين، مؤتمر وارسو، الذي حظي بمشاركة كبيرة من دول عربية وأجنبية، لبحث تضافر الجهود الإقليمية والدولية، لإرساء الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط ووقف التمدد الإيرانى.
إيران أكبر تهديد
وأكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أن المشاركين في مؤتمر وارسو اتفقوا على أن إيران تشكل أكبر تهديد، في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن النظام الإيراني أكبر ممول للإرهاب في العالم، ويمثل أكبر تهديد للسلم والأمن في الشرق الأوسط.
الانسحاب من الاتفاق النووي
وشدد " بنس" أن يقوم الحلفاء الأوروبيين بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، قائلا: "إنّ النظام في طهران يواصل سعيه للحصول على أسلحة دمار، ولن نسمح له بذلك".
الحوثي وإيران
وأوضح نائب الرئيس الأميركي أن ميليشيات الحوثي في اليمن تنشر الفوضى في المنطقة، باستخدام الصواريخ الإيرانية، مؤكدا أن النظام الإيراني يسلح الميليشيات في المنطقة ويقمع حرية شعبه.
أكبر تهديد على السلام
من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إيران تشكل أكبر تهديد على السلام والأمن في الشرق الأوسط، قائلا: "إنّ التهديد الرئيسي للسلام والأمن في الشرق الأوسط هو إيران والنظام الإيراني".
التصدي لتمدد طهران
من جهته أكد وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة ستعمل على تطوير خطة بالتعاون مع العديد من الدول لوضع تصور حول كيفية وقف تمدد نفوذ إيران فى المنطقة، موضحا أن الولايات المتحدة تدعم الشعب الإيرانى وتريد له النجاح.
حزب الله أقوى
ولفت "بومبيو" إلى أن حزب الله الذى تدعمه إيران أصبح اليوم أقوى مما كان عليه قبل سنوات، مؤكدا أن مؤتمر وارسو يشكل خطوة إيجابية من أجل تنظيم الوضع فى الشرق الأوسط.
مظاهرات عارمة
وبالتزامن مع جلسات المؤتمر، شهدت الشوارع البولندية تجمعات ضخمة، للمقاومة الإيرانية، دعا فيها الإيرانيون إلى تغيير النظام الإيراني، وحثوا المجتمع الدولي على الاعتراف بحق الشعب في الإطاحة بنظام الملالي الحاكم في إيران، وإقامة الديمقراطية، فيما شدد المتظاهرون الغرب إلى فرض عقوبات على النظام، وإدراج الحرس الثوري الإيراني، ووزارة المخابرات، على لائحة الإرهابيين في الاتحاد الأوروبي.
وطالب المتظاهرون بضرورة الاعتراف بالحق المؤكد للشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، لإسقاط الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، وإحالة ملف مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988 وسجل حقوق الإنسان الخاص بنظام الملالي إلى مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى تنفيذ جميع الإجراءات الضرورية لطرد قوات النظام الإيراني، والقوات العاملة بالنيابة، من سوريا والعراق واليمن ولبنان وأفغانستان، وطرد بعثة النظام الإيراني من الأمم المتحدة.
إسقاط النظام الفاشي
وتضمنت المظاهرات رسالة مصورة لمريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أكدت فيها ضرورة الاعتراف بحق مقاومة الشعب الإيراني، وإسقاط النظام الفاشي الديني ونيل الحرية، فيما أكد رودي جولياني، الحاكم السابق لمدينة نيويورك، أن إيران هي الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، قائلا: "لا ينبغي لنا أن نتعامل مع نظام يدعم الإرهاب".
لماذا وارسو؟
أحمد قبال، المتخصص في الشأن الإيراني، يرى أن القرار الأمريكي بعقد مؤتمر للشرق الأوسط في العاصمة البولندية وارسو، يثير العديد من التساؤلات، لا سيما أنه من المعروف أن بولندا ليس لديها اهتمام كبير بقضايا الشرق الأوسط، موضحا أن وارسو عضواً فاعلاً في حلف شمال الأطلسي، ويُرجح أن يكون هناك تقارب بين المواقف الأمريكية البولندية أثناء المؤتمر.
وأضاف "قبال" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إلى أن البولنديين يأملون في إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية كاملة في بلادهم، ومن ثم فإنّ اختيار وارسو لعقد مؤتمر الشرق الأوسط يعد قراراً دبلوماسياً رائعاً بالنسبة للبولنديين.
تنسيق أوسع وأشمل
وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يمهد لتقارب وتنسيق عربي أوسع وأشمل مع بعض الدول العربية، التي تدخل ضمن مظلة تحالف عربي إسرائيلي مزمع، لمواجهة النفوذ والتغلغل الإيراني في المنطقة، وهو التحالف الذي تتطلع إليه إسرائيل لتفعيل دور شراكة وتعاون مع أطراف عربية، في إطار التصدي لعدو مشترك (إيران)، مع التغاضي عن سجل ضخم من الجرائم الإسرائيلية والحقوق الفلسطينية المسلوبة.
تغيير النظام الإيراني
واستطرد قائلا: المؤتمر رغم ما تم الترويج له بشكل مكثف بوصفه مؤتمر شامل لجميع قضايا الشرق الأوسط، والتهديد الإيراني بوجه خاص، لا يحظى بإجماع عربي ويمثل في الغالب مقدمة لتكوين رأي عام أوروبي للضغط على أطراف أوروبية، تسعى لإنقاذ إيران من آثار العقوبات الأمريكية، ولتقديم الدعم إلى المعارضة الإيرانية، والعمل على تغيير النظام الإيراني من الداخل عبر بوابة الاحتجاجات والتظاهرات.