"الخشت": الاستعانة بخريجي جامعة القاهرة في "التعليم الإماراتي"
استقبل الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، بمكتبه، وفداً من وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، برئاسة المهندس عبدالرحمن الحمادي وكيل وزارة التربية والتعليم في الإمارات، وتم خلال اللقاء بحث سبل التعاون بين جامعة القاهرة ووزارة التربية والتعليم الإماراتية، ومناقشة المواضيع ذات الصلة بين الطرفين، ومن أهمها التعاون مع جامعة القاهرة في توفير إحتياجات وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمعلمين من خريجي جامعة القاهرة في تخصصات الهندسة، والعلوم، والرياضيات، واللغة الانجليزية، واللغة العربية، واللغة الفرنسية، والصيدلة، والتربية الخاصة، وذلك في إطار خطة الوزارة لتعزيز التعاون بين الجهتين والإستفادة من الكفاءات المصرية، بما يتوافق مع معايير المناهج الدراسية المطورة ومنظومة تطوير التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
واتفق الطرفان على استقطاب عدد من الخريجين من مختلف التخصصات للالتحاق بالعمل في وظائف التدريس خلال العام الدراسي الحالي 2018-2019 والعام الدراسي القادم 2019-2020، ومن المقرر أن تبدأ وزارة التربية والتعليم مقابلات المتقدمين والمرشحين خلال شهر مارس المقبل من عام 2019.
وقال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إنه فى الفترة الحالية هناك طلب كبير على خريجى جامعة القاهرة فى الدول العربية، مشيرآ إلى أن دولة الإمارات قد استعانت من قبل بعدد من خريجي الهندسة والعلوم بجامعة القاهرة للعمل في وزارة التربية والتعليم الإماراتية بعد قيام لجنة إماراتية العام الماضى بزيارة الجامعة وإختيار معلمين جدد، مؤكدآ حرصه على مواصلة دفع أطر التعاون المشترك والتنمية الشاملة مع وزارة التربية والتعليم في الإمارات.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة تقوم بالربط بين التعليم وبين إحتياجات سوق العمل المحلى والعربى فى مختلف التخصصات، وأن أحد أهم أهدافها تخريج طلاب بمواصفات دولية قادرين على العمل فى مصر أو فى الدول العربية، مشيرآ إلى أن الجامعة جاءت فى الفئة من 251 – 300 على مستوى الجامعات حول العالم وفقا لمعيارالتوظيف فى تصنيف QS الانجليزى، ومن المتوقع التقدم فى هذا التصنيف بعد إدخال 148 برنامجآ جديدآ فى مرحلتى البكالوريوس والليسانس والدراسات العليا بمواصفات دولية.
وأعرب الجانبان عن دعمهما لجهود التواصل والتعاون البنّاء للوصول الى تحقيق أسس واستراتيجية التعاون المشرك في إطار العلاقات الاستراتيجية الثنائية الوطيدة التي تجمع بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتعزيزاً لتوجيهات القيادة االسياسية للبلدين.
يشار إلى أن وزارة التربية التعليم الإماراتية تستقدم الآن المدرسين من ثلاث دول، هي مصر (جامعة القاهرة) وبريطانيا والولايات المتحدة.
في سياق آخر قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، خلال مؤتمر صحفي عقده الأحد 10 فبراير الجاري بحضور عمداء كليات الجامعة، إن الجامعة تهدف من خلال مقرر التفكير النقدى الذى يتم تطبيقه على جميع طلاب الفرقة الأولى خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2018/2019، هو تعليم الطالب طريقة التفكير، وليس المعلومة فقط، موضحاً أن أنواع التفكير مختلفة لدى الناس، مشيراً إلي أن المقرر يستهدف تزويد الطلاب بمهارات التفكير وتطبيقها في جميع المواقف والمجالات والمشكلات التي يواجهونها في حياتهم اليومية، ليكونوا قادرين على تعريف البناء المنطقي للحجج والآراء المطروحة وأنواعها وتحليلها وإكتشاف مدى صدقها وصحتها وجوانب القوة والضعف فيها، ورصد الأخطاء الشائعة في التفكير، وبخاصة الأحكام المسبقة، للتحول إلي التفكير العقلي النقدي، وهو ما نعمل علي تطبيقه في جامعة القاهرة.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أنه لم تحدث نهضة حقيقية فى مصر منذ عهد الفراعنة، وفى كل مرة كانت تسبقها بلاد، موضحاً أن هذا الأمر لا يتعلق بالأيدلوجيات، ولكن يجب تغيير طريقة تفكير المصريين ونمط حياتهم، وأن الفرق بين دول العالم الثالث ودول العالم المتقدم هو طريقة التفكير.
وتابع الخشت، أن المقرر يستهدف تعليم الطالب استجابات متعددة لموقف واحد، على عكس ما يتعلمه الشخص الإرهابى الذى لديه حقيقة واحدة واستجابة واحدة للموقف الواحد، موضحاً أن فكرة تعددية الصواب يقوم عليها مقرر التفكير النقدى، وهو عمل مؤلف اعتمد على مصادر الكتب الفائزة، والخبرات الشخصية للجنة الإعداد، والأفكار الحاكمة لعمل الكتاب نفسه، ويعتمد على مفهوم التطبيقات، ولأول مرة يكون هناك شئ مشترك بين طلاب جامعة القاهرة بجميع الكليات وهو مقرر التفكير النقدي.
ولفت الخشت، إلي أن هناك إشادة برلمانية بمقرر التفكير النقدى العقلانى، والاتحاد الأوروبى أقر بأن التفكير النقدى أهم المقررات لمواجهة الفكر المتطرف.
وأكد أن منهج التفكير النقدى الذى تبدأ الجامعة في تدريسه لجميع طلاب الفرقة الأولى، خلال الفصل الدراسي الثاني سيكون له ترجمة إنجليزية، وهذه الترجمة بسيطة تستهدف مستوى طالب السنة الأولى وبلغة يفهمها الطالب، لأن هناك عديد من الطلاب من الحاصلين على شهادات الثانوية الأجنبية، مضيفاً أن الإمتحانات لهذا المقرر ستكون بنظام "أوبن بوك"، لأنه لن يتم سؤال الطالب فى معلومات، ولكن فى طرق تفكير.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن مقرر التفكير النقدى أدرجته كل الكليات ضمن مناهجها الدراسية، شأنها، شأن، اي مادة دراسية يتم إدراجها ضمن الجدول الدراسي ولها ساعات تدريسية ويتم وضعها ضمن جدول الامتحانات، وفي المرحلة الأولي لن يتم اضافتها الي المجموع، لأنها تجربة جديدة، ولكن النجاح فيها وجوبي لتعليم الطلاب كيفية تكوين مهارات ليكون قادراً في مجال تخصصه.
وتابع الخشت، أن ما تستهدفه الجامعة، هو إكساب الطالب مهارات التفكير النقدى، موضحاً أن الكتاب الإلكترونى يختلف عن الـ PDF، وأن هناك كتاب مرقمن لمقرر التفكير النقدى على الموقع الإلكترونى للجامعة، والكتاب المرقمن يحتوي على فيديو ورسوم متحركة ومشاهد سينمائية وباور بوينت وتعليق صوتى، ومضيفاً أنه تم عمل دورات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس بمركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة من كافة الكليات لتدريس المقرر كمتطلب دراسي لمرة واحدة في أي سنة من سنوات الدراسة إعتبارًا من الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي الحالي 2018/2019، وتم التنسيق مع عمداء الكليات.
ولفت الخشت، إلى أن الجامعة تسعى لتشكيل عقول طلابها، ليكونوا قادرين على التحليل والتقويم وحل المشكلات، مع التسلح بأدوات البحث عن الحقائق النسبية من خلال إعمال المنهج العلمي بعيدًا عن العشوائية والفكر الخرافي الأسطوري أوالفكر الأحادي المتعصب، مضيفاً أنه لايمكن الدخول إلى عصر جديد دون تغيير طرق التفكير والتحول نحو التفكير العلمي النقدي، وأنه لن يتم الإصلاح الاقتصادي ولا التنمية الشاملة أو تأسيس خطاب ديني جديد بدون تطوير طريقة التفكير، مؤكدًا أن المنهج الذي يحكم كل هذه المجالات المتنوعة كامن في العقل البشري وآليات عمله.
