الفورين بوليسي: خطاب أوباما التاريخي عن الربيع العربي لم يتحقق

عربي ودولي

الفورين بوليسي: خطاب
الفورين بوليسي: خطاب أوباما التاريخي عن الربيع العربي لم يت

كتبت آمي هاوثورن وميشيل ديون فى مجلة الفورين بوليسي ، أنه لم يتحقق شئ من رؤى الرئيس الأمريكي أوباما التي جاءت في خطابه التاريخي الذي ألقاه في مايو 2011 بشأن دول الربيع العربي، ومن بينها مصر.

وفي مقالهما على موقع مجلة الفورين بوليسي قالت الكاتبتان إن الرئيس أوباما أعلن حينها عن استراتيجية من ثلاث نقاط لدعم الدول التي تمر بمرحلة انتقالية؛ تبني قيم الديمقراطية بحزم، ومساعدة الاقتصاد المريض، ومد التعاون لما وراء الأنظمة؛ للمواطنين الذين تحرروا مؤخرا.

وأشارتا لجزء من الخطاب قال فيه أوباما لدينا الفرصة لأن نبين أن أمريكا تثمن كرامة بائع متجول في تونس أكثر من السلطة الغاشمة للديكتاتور....على أمريكا أن تستغل كل نفوذنا لتشجيع الإصلاح في المنطقة، وعلينا الحديث بأمانة عن المبادئ التي نؤمن بها مع الصديق والعدو على حد سواء .

وقالت الباحثتان في مركز رفيق الحريري بمؤسسة مجلس الأطلنطي إن السياسة الأمريكية في مصر تتعثر في مواجهة اضطراب سياسي واقتصادي متنام، وفي ظل حملة ضد مساعدات الولايات المتحدة في مجال الديمقراطية.

وأضافتا أن الولايات المتحدة تركز على حماية علاقتها مع الجيش، وبناء تواصل مع القيادة الجديدة المنتمية لجماعة الإخوان، مقصية أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، وأن ما كان معتادا قديما في عهد مبارك، ظهر على السطح ثانية، من تهوين لمواقف الحكومة غير الديمقراطية، وتجاهل أهمية القوى الاجتماعية والسياسية خارج دائرة السلطة .

ويرى المقال أنه رغم دلائل أتت متأخرة على عدم رضاء الولايات المتحدة عن تكتيكات الرئيس مرسي القمعية ، إلا أن الموقف الأمريكي يحتاج إلى مزيد من الوضوح والتماسك.

وانتقد المقال تبني الولايات المتحدة على المستوى الاقتصادي نفس معايير المساعدات الاقتصادية والأمنية التي اتبعتها لعقود، وأنها فشلت في توسيع ارتباطها بالمواطنين العرب، وعلى الأخص في مصر، وفشلت في جهودها لبناء علاقة مع الشباب ومع سائر المواطنين المتبنين للتغيير.

ويرى المقال أنه بعد مرور عامين على خطاب أوباما، لم تتحقق إجمالا أي من رؤاه، وأن ما وصف بسياسة دشنت فصلا جديدا في تاريخ العلاقات العربية الأمريكية أخلت طريقها لسياسة يهيمن عليها التناقض بشأن ما إذا كان التحول الديمقراطي بهذه البلاد يهم كثيرا بالفعل.

ويرى المقال أن أوباما كان محقا في رؤاه بشأن تغيير السياسة الامريكية في المنطقة العربية، إلا أن إدارته فشلت في ترجمتها إلى سياسة جادة قابلة للاستمرار ولتحمل كل العثرات على الطريق.

ويضيف المقال أن الانتقال من الاستبداد قد يستغرق عقودا لا شهورا، وعلى الولايات المتحدة ألا تنفض يديها مبكرا من الأمر، وكذلك ألا تعلن أن الديمقراطية اكتملت لمجرد إجراء انتخابات لمرة أو مرتين.

ويرى المقال أن تدخل الولايات المتحدة لدعم الديمقراطية ليس العامل الوحيد في التغيير لكنه عامل هام، وأن صمت الولايات المتحدة على تقويض قوة الفاعلين الحيويين (مثل القضاء والإعلام والمجتمع المدني) سيزيد من إمكانية الفشل لدول الربيع العربي لبناء الديمقراطية.

ويرى المقال إن عودة النظم الاستبدادية المستقرة نسبيا مستحيل، وأن البديل في حالة الفشل هو نظم إسلامية أو عسكرية مستبدة ستثير المزيد من الاضطراب وغياب الاستقرار، وتتساءل الكاتبتان هل تريد الولايات المتحدة أن ترى مصر وهى تبدو مثل السودان أو باكستان في أحلك فترات تاريخهما؟