بمناسبة "الفلانتين".. ريهام الجريتلي تكتب: الحب والحرب

ركن القراء

ريهام الجريتلي
ريهام الجريتلي


أساطير العشق، حكايات ألف ليلة وليلة، جبروت السلاطين، طاعة الاتباع والرعية، ممالك ولدت وأخرى حُكم عليها بالمنفى.

عندما خيّمت سحائب الغيم والخنوع على سماء سبأ، وأحست بلقيس الفتاة الجميلة بمعاناة شعبها، قررت أن تعيد الحب والشموخ لسبأ.

وقفت أمام المرآه وتحلت بأفخر اللآلئ، ودخلت على الملك الطاغية، فخفق قلبه وانفرجت شفتاه عن ابتسامة فضحت سرّ فؤاده، هام بها حبًا وعزم أن يتزوجها لتشاركه في ملكه و تملأ قصره.

أقيمت في سبأ الأفراح وتأهب القصر لاستقبال الأميرة الاسطورية الجميلة، وداخل القصر دنى الملك من بلقيس، فقدمت إليه كأسًا من الخمر فتجرعه وهمت بإعطائه الكؤوس حتى سكر وزحف إليها ليضمها فاستلت من صدرها خنجرًا وغرزته في صدره حتى سقط غارقًا في دمائه المخمورة.

سارت بلقيس داخل القصر واثقة الخطى وانطلق أعوانها ليزفوا خبر وفاة الطاغية على يد المرأه الفاتنة وهتف حينها الشعب "إنا نختارك ملكة علينا"، وحكمت بلقيس اليمن فوسعت مملكتها وكان لها عرش عظيم كالأساطير.

بالحب استطاعت بلقيس أن تحكم البلاد، وبالحب عاهدتهم أن تصنع مملكة عظيمة يفخرون بها، بالحب عاشت بلا حرب، وبالحب أيضا نّذكرها الآن.

وهكذا تمتلئ صفحات التاريخ بالأساطير تأخذنا في رحلة بين الحب والحرب.

حب يولد وحرب تموت، وإن كان بعضنا يحمل ذاكرة السمكة، فذاكرة التاريخ أبدًا لا تنسى.