عبر بوابة المملكة.. رالي داكار في طريقه إلى الشرق الأوسط عام 2020
يتَّجه منظمو سباق سيارات رالي «داكار»
(الأكثر شهرة في العالم) إلى إقامته في منطقة الشرق الأوسط، بحلول عام 2020، وسط إشارات
إلى أن السعودية قد تكون البوابة الأهم في هذه الخطوة المرتقبة، وذلك بعد إقامته في
إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وكان البطل السعودي، يزيد بن محمد الراجحي،
سفير رياضة السيارات، قد نجح في إنهاء النُسخة الـ41 من رالي داكار 2019 بالحصول على
المركز السابع؛ وهي أفضل نتيجة له في مُشاركاته الخمس في الرالي.
وتعتبر هذه أفضل نتيجة لسائق سعودي في تاريخ
الرالي مُنذ إقامته لأول مرة عام 1979؛ حيث أُقيمت النُسخة الـ41 من رالي داكار في
البيرو، خلال الفترة من في الفترة من 6 إلى
17 يناير الجاري، وكانت بدايته ونهايته في مدينة ليما، عاصمة بيروفيا.
وقالت صحيفة «لو سوار» البلجيكية إن سباق
رالي داكار الشهير الذي تم إطلاقه عام 1979 من قبل، تييري سابين، من باريس إلى السنغال،
شهد العديد من المغامرات على تاريخه الممتد لأكثر من أربعة عقود.
وفيما تمَّ إلغاء السباق عام 2008، لأسباب
أمنية؛ (حيث كانت إفريقيا تعاني من فوضى تطرف كاملة) فقد هاجر الحدث الأسطوري منذ عام
2009 إلى أمريكا الجنوبية، غير أن منظمي السباق حرصوا على الحفاظ على اسم «داكار» كعلامة
تجارية قوية، وفق المروجين.
تحديات
ولم تخلُ النسخة الأخيرة للسباق هذا العام
من الصعاب والتحديات، واعتبرها الكثير من السائقين الأصعب، خُصوصًا مع تكونها بمُعظمها
من مسارات رملية مُتنوعة، وشملت «الكُثبان الرملية مُختلفة الأحجام، والرمال فائقة
النُعومة، والرمال البحرية المُبللة».
وبالإضافة إلى بعض المقاطع الصخرية والحصوية
الوعرة، والوديان الضيقة، فقد بلغت المسافة الإجمالية للسباق خمسة آلاف كيلومتر، منها
ثلاثة آلاف كيلومتر، مُقسمة على عشر مراحل خاصة، خاضعة للتوقيت، غير أن البطل يزيد
الراجحي نجح في إنهاء المراحل العشر للرالي المُتطلِّب والصعب، خلال «39:09:10 ساعة»
في المركز السابع ضمن الترتيب العام.
وتنظم السباق «أموري سبورت» على نفس طراز
السباقات الأخرى للمجموعة الفرنسية، بدءًا من سباق فرنسا للدراجات، وهو سباق مفتوح
للهواة والمحترفين على حد سواء للترحيب بأحسن راكبي الدراجات في العالم، وفي 2008،
تقرَّر نقل سباق رالي داكار إلى أمريكا الجنوبية، وكانت المرة الأولى التي يجري فيها
السباق خارج أوروبا وإفريقيا، وأقيمت النسخة الأخيرة في العاصمة البيروفية، ليما.
وكان البطل يزيد الراجحي قد خاض السباق
الأخير في سيارة ميني «جون كووبر ووركس رالي» رُباعية الدفع، من تحضير فريق «إكس –
رايد» الألماني، وكالعادة عاونه في الرالي الملّاح الألماني، تيمو جوتشالك.
وضم الفريق الرسمي سبعة سائقين آخرين، منهم
الإسبانيان كارلوس ساينز وخوان «ناني» روما، والفرنسيان ستيفان بيترهانسيل وسيريل ديبريه،
وجميهم فائزون سابقون بلقب الرالي، وظهر البطل يزيد الراجحي بأداء مُستقر، رغم ظروف
السباق، ومن ثم تبدت قُدرته على الحد من الخسائر، الأمر الذي لفت انتباه الجميع.
تحركات
وفي ظل هذه الأجواء، يفكر منظمو السباق
في نقل الفعاليات إلى منطقة الشرق الأوسط، وعليه من الممكن مشاهدة «رالي داكار» عام
2020 بالمنطقة، ووفقًا للمعلومات، فإنَّ السعودية ستكون أول دولة ترحب بالمنافسين،
في حين تم الإعلان عن سلطنة عمان عام 2021.
وأوضحت الصحيفة أنَّ تغيير المسار ليس مفاجئًا
عندما تعرف المبلغ الإجمالي الذي تستطيع هذه الدول إنفاقه في إطار سعيها لتنويع مواردها
للسياحة، ففي الآونة الأخيرة (ديسمبر)، استضافت السعودية الجولة الافتتاحية لبطولة
الفورمولا E للسيارات الكهربائية.
يشار إلى أنَّ مدة سباق رالي داكار تصل
إلى أربعة عشر يومًا، وتختلف مسافة كل يوم، وقد تصل إلى 900 كلم في اليوم الواحد، يقطع
فيها المشاركون أراضي شديدة الوعورة تتراوح ما بين الأراضي الطينية والجبال الصخرية
والكثبان الرملية.
يُذكر أن البطل يزيد الراجحي ظل طيلة أيام
الرالي الأخيرة ضمن المراكز العشرة الأولى، على عكس الأداء المُتقلب لكثير من نُظرائه
السائقين (بينهم فائزون سابقون باللقب)؛ حيث ارتكبوا الكثير من الأخطاء، خصوصًا في
المرحلَتَيْن الرابعة والخامسة الماراثونِيَتَيْن.
وأنهى البطل يزيد الراجحي الأيام الأربعة
الأولى للرالي ضمن المراكز الخمسة الأولى، بفضل أدائه الثابت والمُستقر، باحتلاله المركز
الخامس في اليوم الأول، ووصل إلى المركز الثاني في الترتيب العام مع انتهاء اليوم الثالث،
لكنه تراجع للمركز الخامس في اليوم الرابع، نتيجة تعرضه لمشكلات، منها انثقاب الإطارات
والتأخير الكبير الذي تعرض له من قبل أحد الدراجين.
وفي المرحلة الخامسة، فقد وقفت المشكلات
له بالمرصاد؛ حيث خسر خلالها أكثر من ساعتين، خصوصًا مع انتشار الضباب في الأقسام الأخيرة
من المرحلة، وأنهى اليوم السادس في المركز الثامن في الترتيب العام.
واستعاد البطل يزيد الراجحي أداءه المُستقر
في اليَوْمَيْن الأخيرين للرالي، مُستغلًا قُدراته ومهاراته القيادية على مُختلف المسارات
الرملية والصحراوية والتضاريس الوعرة، واعتياده على الحرارة العالية في الصحارى العربية.
تعويض
وبفضل هذا الأداء نجح في تعويض بعض الخسائر
والتقدم للمركز السابع، ومع اتساع الفارق بينه وبين مُنافسيه، قرر الاكتفاء بذلك، والقيادة
بِرَويَّةٍ للحفاظ على مركزه ضمن العشرة الأوائل حتى خط النهاية، رغمًا عن أنف المشاكل
المُتعددة التي عصفت بكثير من السائقين.
وكان البطل يزيد الراجحي، قد قال في وقت
سابق: «سعيد بإنهاء الرالي في المركز السابع في الترتيب العام.. واجهنا مشكلات كثيرة،
لكن تمكنَّا من تجاوزها، والحمد لله سار كل شيء على أفضل وجه، كان بإمكاننا تحقيق نتيجة
أفضل، لكن نأمل تحقيق نتيجة أفضل في العام المُقبل إن شاء الله».
وتابع: «خسرنا الكثير من الوقت في المرحلة
الخامسة، مما أثر على آمالنا في تحقيق نتيجة جيدة، لكن لا بأس، نأمل تحقيق نتائج أفضل
العام المُقبل.. بالنسبة لنا، لم يكن رالي هذا العام صعبًا كثيرًا، أعتقد أننا قدمنا
تأديةً جيدةً مع أنني كنت أتمنى أن تسير الأمور معنا بشكل أفضل».
وشارك في رالي داكار 334 متسابقًا، منهم
140 تقريبًا في فئة السيارات، وصل منها إلى خط النهاية 56 سيارة فقط، ما يُشير إلى
حجم الصعوبات والتحديات خلال الرالي. وإلى جانب السيارات شاركت هنالك فئات الشاحنات
والدراجات النارية ذات العجَلَتَيْن والأربع عجلات (كوادز)، والمركبات المفتوحة الجوانب
(باجي يو تي في).
ومن أبرز العلامات التي شاركت في رالي داكار
بفرق رسمية ومصنعية: «ميني وتويوتا في فئة السيارات، وهينو وكاماز وإيفيكو في فئة الشاحنات،
وياماها وهوندا و«كاي تي إم» وهوسكفارنا في فئة الدراجات النارية. إلى جانب علامات
أخرى مثل بيجو «بي إم دبليو» ونيسان وجيلي و«كان - آم» وبولاريس».