مصطفى محمد يكتب: مزرعة أسباير القطرية.. وهم أم مشروع رياضي وطني جاد؟

ركن القراء

بوابة الفجر


أعجبتني مقولة للروائي الأردني جلال الخوالدة يقول فيها «لا تخيفني الكلمات بل تخيفني النوايا، فالكلمات أرد عليها بالكلمات، والمدافع بالمدافع، أما النوايا فكيف أرد عليها؟»

وأنا أقول بأن الرد على النوايا يكون بـ « فضحها » وكشفها.

قدمت لنا أكاديمية «لاماسيا» وهي الأشهر على مستوى العالم، بفضل التطور الكبير الذي أحدثته في برشلونة ومنتخب إسبانيا وكرة القدم عامة، حيث أنتجت لنا طريقة التيكي تاكا والتي حصد بها الماتادور كأس أمم أوروبا مرتين متتاليتين وكأس العالم، وكان لها الفضل في تمكن البلاوجرانا من كتابة التاريخ بالفوز بدوري أبطال أوروبا 4 مرات خلال 10 أعوام.

وفي 2004 تأسست أكاديمية «أسباير زون» وحينها استبشرنا خيرًا بقدرة دولة عربية على منحنا نموذج يفوق ( لاماسيا ) شكلًا ومضمونًا.

وادعى مؤسسي أسباير وقتها، أنهم يسعون لتقديم هذه الفرصة في بيئة تعليمية ورياضية متميزة لتحضير أبطال الغد القطريين للتألق الرياضي عالميًا.

ولطالما أكدوا على احترام قيم الآخرين وحقوقهم واحتياجاتهم بغض النظرعن الثقافة أو التوجه أو العرق أو الطبقة أو الجنس.

وبعد 15 عامًا من انطلاق هذه التجربة التي يراها البعض رائدة ومثال يجب علينا أن نحتذي به، أتمنى من هؤلاء أن يقدموا لنا إجابات لتلك الأسئلة المنطقية.

أين هي المواهب القطرية؟
وقد ضمت قائمة مونديال اليد الأخير 18 لاعبًا من جنسيات مختلفة من بينهم ( قطرى وحيد)، ورغم ذلك تذيلوا الترتيب.

أين هي المواهب القطرية؟!
وقد شكلت 8 جنسيات منهم أكثر من 14 لاعبا يمثلون 90% من التشكيلة الأساسية لقائمة المنتخب الفائز بأمم آسيا 2019 عن جدارة ( فنية ) وسقوط أخلاقي.

ونتسأل.. كيف تم احترام حقوق الآخرين ممن التحقوا بأسباير من أعراق مختلفة، وقد تم استغلالهم وتجنيسهم مقابل المال لرفع العلم القطري؟

ألا يعد ذلك مسلكًا صارخًا في الاتجار بالبشر!
ولمساعدتك عزيزي القارئ على الإجابة على السؤال الأخير،اسأل أكاديمية لاماسيا الكتالونية،

لماذا لم تقدم إسبانيا على تجنيس ليونيل ميسي أو غيره، حيث جلبوه من الأرجنتين طفلًا فقيرًا مصابًا بالتوحد ونقصًا في النمو، وصنعوا منه أيقونة كرة القدم!

ولا تصح المقارنة بين ما تفعله قطر سواء بالتحايل أو بإغراء المال في ملف تجنيس اللاعبين، وما قامت به فرنسا وبلجيكا وهولندا وانجلترا ودول أخرى متحضرة، لأن وإن كانت أصول لاعبيهم وجذورهم من بلاد أخرى، إلا أنهم ولدوا ويعيشون في تلك الدول وهم مواطنين دائمين بها وجزء من نسيجها الاجتماعي.

أما الفقاعة القطرية فإنها من المؤكد لا تنطلي على أي صاحب فكر وضمير وطني سليم.. لعلمنا أن قطر ارتضت لنفسها أن تستخدم كرافعة لمشروع خبيث، هدفه تفكيك منطقتنا لصالح قوى إقليمية معادية غير عربية طامعة فينا.

يتبع غدًا..