قصة لاجئة سورية مصابة بشلل دماغي ألهمت العالم
هربت كنازحة من بلدها سوريا ووصلت كلاجئة غير عادية بعد أن خاضت رحلة الموت برفقة شقيقتها على قارب مجهول حط بها في اليونان، إنها نوجين مصطفى المصابة بشلل دماغي والمقعدة على كرسي متحرك، كتبت قصتها فألهمت العالم، وجعلت مشاهير الرياضة والسياسة والإعلام، يسلطون الضوء عليها ويهتمون بها، ومن ثم تهافتت دور النشر العالمية لتترجم قصتها إلى 13 لغة.
تحدي الأمية
لا يتعدى عمر الفتاة الكردية السورية نوجين مصطفى التي كانت تقطن مدينة حلب 19 ربيعاً، ولم تتصور يوماً أن تصبح قصة حياتها مصدر إلهام للملايين، لأنها لم تلتحق في حياتها بأي مدرسة لإصابتها بالشلل الدماغي الذي حرمها من السير على قدميها، ولأن أسرتها عجزت على تأمين تعليمها أو تأمين الوسائل المساعدة من أجل إرسالها إلى المدرسة، حيث تسكن في الطابق الخامس في حي الشيخ مقصود الشعبي في مدينة حلب، في بناية تفتقد لمصعد كهربائي، لكن إخوتها علموها بعض أبجديات اللغة الإنجليزية، ومن ثم طورت نفسها وتعلمت بواسطة الإنترنت والتلفاز.
الشهرة والتميز
نشرت نوجين سيرة حياتها في كتاب كتبته باللغة الإنجليزية، مباشرة بعد وصولها إلى ألمانيا في نهاية عام 2016، وشاركتها في ذلك الكاتبة البريطانية كريستينا لامب، ويذكر أن الكتاب يروي الأحداث والآلام والعديد من التفاصيل الحزينة والمرعبة التي عاشتها الفتاة الشجاعة والعصامية، ويشعر القارئ في البداية أنها قصة مستوحاة من الخيال، غير أنها في الحقيقة الحياة المرة التي عاشتها نوجين. وعلى إثر ذلك تلقت طلبات دور النشر في العالم من أجل ترجمته إلى 13 لغة عالمية، علماً أن أكبر وأشهر البرامج العالمية استضافتها، إلى جانب المنظمات العالمية مثل «منظمة هيومن رايتس واتش» و«الاتحاد الأوروبي» لتروي قصتها للعالم، وتمكنت من إلهام نجوم السينما والشاشات العالمية وذوي الاحتياجات الخاصة والمراهقات والمراهقين، وذاع صيت نوجين عندما نشر مصور المفوضية السامية لشؤون اللاجئين صورتها لحظة انتشالها من القارب المطاطي في جزيرة ليسبوس اليونانية، حيث انتشرت أخبارها في العالم. وصرحت: «صار صوتي مسموعاً اليوم وأصبحت قادرة على مساعدة الناس وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة».
قلب دافئ
سافرت نوجين إلى ألمانيا وبعدها بعام واحد، التحقت لأول مرة بمقاعد الدراسة، وصارت تدرس مع زملاء لها من دون أن تشكل إعاقتها عائقاً في وجهها. واللافت أن الممثل والإعلامي البريطاني جون أوليفر، كان قد خصص في برنامجه الشهير Last week Tonight حلقة على شاشة «HBO» الأمريكية لنوجين مصطفى، ولم يتردد في طلب إعادة تمثيل المشهد الأخير من المسلسل الأمريكي المفضل لدى نوجين (Days of our lives )، لتغيير المشهد الأخير الذي أحزنت وفاة البطل فيه نوجين. وقام بإعادة البطل في المشهد الأخير إلى الحياة لتكون نهاية سعيدة من أجل إدخال الفرحة إلى قلب الفتاة .