السعيد حلمي: لو هدمنا كل مبنى أثري غير مسجل فسنفقد القاهرة التراثية
قال السعيد حلمي رئيس قطاع الآثار الاسلامية السابق، تعليقًا على هدم وكالة العنبريين، إن المبنى ليس مسجل في عداد الآثار الإسلامية، ولكن لو أننا هدمنا كل مبنى بحجة أنه ليس مسجل كأثر، فسنهدم كل مباني القاهرة التراثية عدا 572 مبنى وهم المسجلين فقط في عداد الآثار الإسلامية.
وأشار حلمي إلى أنه يجب المحافظة على سمت القاهرة التراثي، وهو الأمر الذي يتطلب تتبع كل البقايا الأثرية الموجودة، والتي تمثل واجهات وكالات، أو بقايا منازل، أو بقايا مساجد، ونعمل على ترميمها، ومباني ذات طراز خاص، والحفاظ عليها وإعادتها لحالتها الأصلية قدر الإمكان، ولو أننا هدمنا كل مبنى أثري غير مسجل فسنفقد القاهرة التراثية.
وأضاف حلمي إلى أن عدد المباني الأثرية المسجلة في القاهرة 572 مبنى أثري ما بين مسجد وخانقاه ومنزل ووكالة وأبواب حربية وأسوار، وتساءل فهل يعني ذلك عدم النظر لبقية المباني التراثية، والتي لا زال بعذها غير مسجلة كأثر، على الرغم من أنها ذات طراز معماري، وزخرفي.
يذكر أن إجراءات هدم وكالة العنبريين وهي العقار رقم 88 سابقًا وحاليًا 84، والغير مسجلة على قائمة الآثار الإسلامية قد بدأت منذ أول أمس.
وقد أفادت وزارة الآثار في بيان لها أن المبنى عبارة عن أنقاض، وليس به أي معالم أو زخارف أو طراز أثري باق، وقد جرت منازعات كثيرة ما بين المحليات، وشاغلي بعض المحلات الباقية.
ووكالة العنبريين، ترجع للقرن التاسع عشر، حيث بنى المبنى السلطان قلاوون كي يكون سجنًا، ثم حوله العثمانيين لوكالة لصانعي العطور، ومن هنا جاء اسمها "وكالة العنبريين".
وشارع المعز لدين الله الفاطمي أو الشارع الأعظم أو قصبة القاهرة أو قصبة القاهرة الكبرى، هو شارع يمثل قلب مدينة القاهرة القديمة والذي تم تطويره لكي يكون متحفًا مفتوحًا للعمارة والآثار الإسلامية.
مع نشأة مدينة القاهرة خلال عهد الدولة الفاطمية في مصر نشأ شارع المعز فكان تخطيط المدينة يخترقه شارع رئيس يمتد من باب زويلة جنوبًا وحتى باب الفتوح شمالًا في موازاة الخليج، وأطلق عليه الشارع الأعظم وفي مرحلة لاحقة قصبة القاهرة.
قسم الشارع المدينة إلى قسمين شبه متساويين وكان المركز السياسي والروحي للمدينة، مع التحول الذي عرفته القاهرة أوائل القرن السابع الهجري - الثالث عشر الميلادي خلال عهد الدولة المملوكية مع بدء هجوم التتر على المشرق والعراق نزح كثير من المشارقة إلى مصر، فعمرت الأماكن خارج أسوار القاهرة، وأحاطت الأحياء الناشئة بسور القاهرة الفاطمي.
وزخر الشارع الأعظم بسلسلة من المنشآت الدينية والتعليمية والطبية والتجارية والسكنية، بحيث أصبح القسم الأكبر من الآثار الإسلامية لمصر مركزًا داخل حدود القاهرة المملوكية، وتجمعت الأنشطة الاقتصادية في هذا العصر حول الشارع الأعظم وعلى امتداده خارج باب زويلة تجاه الصليبة والقلعة، وامتدت قصبة القاهرة خارج أسوارها الفاطمية من أول الحسينية شمالًا خارج باب الفتوح وحتى المشهد النفيسي جنوبًا خارج باب زويلة.