"الإرهاب سرطان خبيث".. رسائل "السيسي" عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقي
فور تسلم الرئيس الرواندي بول كاجامى، رئاسة الاتحاد الأفريقي، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد السيسي، أن مصر ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق من أجل الإصلاح الهيكلي والمالي للاتحاد واستكمال ما تحقق من إنجازات، فضلًا عن سعيه للقضاء على الإرهاب الذي ينهش في جسد الدول الإفريقية.
شكر على تسلم رئاسة الاتحاد
بعد تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئاسة الاتحاد الأفريقي، قال أتوجه بالشكر
أصحاب الجلالة والفخامة على الشرف الرفيع والثقة الغالية التي أوليتموها إلى مصر لقيادة
دفة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، الذي يمثل قمة العمل الإفريقي المشترك والذي تجلى
في أبهى صوره في ثورات التحرر الوطني في إفريقيا منذ خمسينيات القرن الماضي حين عكفت
مصر على تصدير الكفاح السياسي ضد الاستعمار كمحور مهم في سياستها الخارجية آنذاك.
تهنئة رئيس دولة جنوب أفريقيا
وأعرب "السيسي"،
عن خالص التهاني لرئيس دولة جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، لاختياره لتولي رئاسة الاتحاد
الأفريقي عام 2020، مرحبًا بالقادة الأفارقة الذين يترأسون وفود بلادهم للمرة الأولى
باجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي، مهنئا إياهم بثقة شعوبهم ومتمنيا لهم خالص التوفيق
والسداد فى مهامهم، ومتطلعا للتعاون معهم لتعزيز العمل الإفريقي المشترك.
مواصلة طريق الإصلاح
وأكد الرئيس، أن مصر ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق من أجل الإصلاح الهيكلى
والمالى للاتحاد واستكمال ما تحقق من إنجازات ترسيخا لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم
القارية وسعيا نحو تطوير أدوات وقدرات الاتحاد ومفوضياته لتلبية وتطلعات الشعوب الإفريقية.
العمل المشترك
وقال رئيس الاتحاد الإفريقي، إن الفهم المشترك والاحترام المتبادل أعظم قوة
دافعة للاتحاد، وبتعميق إرادتنا المتحدة نستطيع العمل المشترك، وأن ينطلق إلى كل الآفاق
التي نستهدفها ونتطلع إليها.
التحديات التي تواجه القارة
وفي إطار حديثه، أشار "السيسي"، إلى أن ترسيخ مبدأ الحلول الإفريقية
للمشاكل الإفريقية هو السبيل الوحيد للتحديات التي تواجه القارة، مشددًا على أن إفريقيا
أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصيات أوضاعها وأقدر على إيجاد حلول ومعالجات
جادة وواقعية تحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجى والسقوط في براثن الاستغلال.
أنشطة مركز الاتحاد الأفريقي
وتطلع الرئيس، لإطلاق أنشطة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية
في مرحلة ما بعد النزاعات والتي تستضيفه القاهرة في أقرب وقت ممكن، ليكون بمثابة منصة
تنسيق جامعة وعقل مفكر، يعكف على إعداد برامج مخصصة للدول الخارجة من النزاعات، ويراعى
خصوصية الدولة وتحمى حقها في مسار إعادة الإعمار والتنمية.
سرطان الإرهاب
وحول الإرهاب، يقول "السيسي"، إن الإرهاب سرطانا خبيثا يسعى للتغلغل
في أجساد الأوطان الأفريقية، ويهاجم مفاصل الدولة الوطنية، ويختطف أحلام الشعوب وأبناءها،
مضيفًا أن مكافحة الإرهاب بشكل شامل تتطلب تحديد داعميه ومموليه ومواجهتهم، في إطار
جامع وكاشف.
القاهرة وجهة لكل الحركات الأفريقية
وتابع الرئيس، أن القاهرة كانت وجهة أساسية لكل الحركات الإفريقية الساعية للاستقرار
والتحرر الوطني من الاستعمار، مضيفًا أنه يقف في موقعه بالاتحاد واعيا بحجم المسئولية
الكبيرة التي عهدت بها دول القارة إلى مصر، لتوثيق العمل الإفريقي المشترك في ظرف دولي
وقارى دقيق، تعصف به نزاعات التطرف وموجات الإرهاب، وتتزايد فيه التحديات التي تواجه
مفهوم الدولة الوطنية في وقت تتعاظم فيه تطلعات الشعوب.
بناء الإنسان الإفريقي
وأوضح الرئيس السيسى، أنه قد مضى أكثر من نصف قرن على اجتماع الآباء المؤسسين
الذين أرسوا سويا لبنة الوحدة الإفريقية بأديس أبابا في مايو 1963، ويومها قال الزعيم
الراحل جمال عبد الناصر، ليكن ميثاقا لكل إفريقيا ولتعقد اجتماعات على كل المستويات
الرسمية والشعبية ولنبدأ طريقنا في التعاون الاقتصادى نحو سوق إفريقي مشتركة، كلمات
مضى عليها أكثر من نصف قرن ولكن ما يزال صداها ماثلا أمامنا، ومنذ تلك اللحظة التاريخية
وحتى الآن استطاعت إفريقيا أن تقطع شوطا طويلا وتحقيق الكثير من الأحلام والتغلب على
الكثير من العقبات، ومواجهة ما يستجد من تحديات، وتخلصنا من الاستعمار وإن بقيت آثاره
ورواسبه، وما زلنا نعمل جاهدين على ترسيخ مقومات السلام والأمن والاستقرار وعلى تحقيق
التكامل الاقتصادي والاندماج القارى لدولنا وشعوبنا، سعيا نحو بناء الإنسان الإفريقي.