وزير الأوقاف: يجب أن يفكر كل إنسان في الغاية من الإنجاب
عقدت وزارة الأوقاف مساء يوم السبت، بمسجد سيدنا الإمام الحسين ندوة للرأي تحت عنوان: "حقوق الطفل قبل مولده"، حاضر فيها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا الأسبق، بحضور الدكتور محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري سابقا، ولفيف من قيادات وزارة الأوقاف، وعدد من أئمة الوزارة، وجمع كبير من المصلين.
وفي بداية كلمته دعا وزير الأوقاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، بكل التوفيق في رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، موضحا أنه استطاع إعادة اللحمة الحقيقية لقارة أفريقيا، ومن واجب جميع مؤسسات الدولة أن تكون خلفه بكل قوتها، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف المصرية في إطار دورها التنويري ونشر الفكر الوسطي المستنير، ومواجهة الفكر المتطرف، قررت تخصيص مائة منحة تدريب مجانية بأكاديمية الأوقاف الدولية للأئمة والدارسين الأفارقة.
وفي سياق آخر أكد أن موضوع الندوة في غاية الأهمية؛ لأن الاهتمام بالطفل هو اهتمام بالأسرة والمجتمع ، وهذا ينبثق من القاعدة التي طالما نؤكد عليها وهي أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مصالح الأديان ، وأن الأديان جاءت لسعادة الإنسان ، مشيرًا إلى أن كثيرا من الناس ينظر إلى الولد على أنه سند للمصلحة الشخصية دون النظر إلى المجتمع ، وهذا يؤكد ضرورة أن كل إنسان عليه التفكير في الغاية من الإنجاب ، وأن يكون حق الطفل نفسه في حياة كريمة من أولى الأولويات ، ومن ثم يجب علينا جميعا أن نعمل على إعداد ما يحتاجه الطفل من مسكن ومطعم وملبس وسائر جوانب الحياة الكريمة .
كما أشار إلى أن بعض المفسرين قالوا : إن الولد نعمة وكذلك العقم نعمة ، وهذا واقع مشاهد ، فالله تعالى يقول: يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانا وَإِنَاثا وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيما.. ، فالأولاد هبة من الله الخالق سبحانه وتعالى وليست حقا لكل مَنْ ملَك أسبابها ، فقد تتوافر الحياة الزوجية ولا يأتي لها ثمرة إنجاب ، ويُبتلَى الزوجان بالعقم وهو أيضا نعمة من الله ، مشيرًا إلى ما ذكره الشيخ الشعراوي رحمه الله ، حيث قال : إن الذي يرضى بهذه الهبة ويؤمن أنها من الله يُعوِّضه الله ويرى من أولاد الآخرين من البر ما لا يراه الآباء، ويتمتع بهذا البر دون تعب ودون مشقة في تربية هؤلاء الأولاد ، وفي واقع حياتنا قد يأتي الابن ويكون عاقا لوالديه.
كما أكد أن دعاء ابراهيم (عليه السلام) دليل على أن الولد ليس للمصلحة الخاصة النفعية وإنما لمصلحة الدين والوطن ، قال تعالي: "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"، موضحا أن هذا يؤكد على العلاقة الوطيدة بين الفرد والمجتمع ، وأن الفرد لا غنى له عن المجتمع ، وأنه لابد من الاهتمام بالفرد لبناء مجتمع قوي ، لأن الكثرة الضعيفة لا فائدة منها وأنها غثاء كغثاء السيل ، أما قوة الأمم فتكون بقوة أفرادها ، فتربية الأولاد لابد أن يقصد بها وجه الله وخدمة الدين والوطن .
وفي مداخلة للأستاذ الدكتور محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري سابقا أشار إلى ضرورة التفرقة بين تحديد النسل وتنظيمه ، وإلى ضرورة الاستمرار في هذه الندوات والمحاضرات لزيادة الوعي المجتمعي بقضاياه.
وفي ختام الندوة أكد وزير الأوقاف على ضرورة الوقوف على عدة قواعد مهمة منها ، أن التزاحم على المباحات يؤدي إلى معارضات ؛ فالتكاثر المتزايد فوق الإمكانات المتاحة مضرة ومفسدة قد تؤدي إلى عدم إمكانية إتاحة الخدمة ، والقاعدة الأخرى التي تقول من جهد البلاء كثرة العيال وقلة المال ، فإنجاب الأبناء إضافة إلى المجتمع لا خصمًا منه ، مؤكدا أن التكاثر ليس معناه الكثرة وإنما معناه الزيادة المنضبطة ، وأن الوضع الاقتصادي هو أحد أهم القواعد الضابطة للحياة والمجتمع ، وأن التوكل هو الأخذ بالأسباب لإخراج جيل صالح وقادر ونافع لنفسه ولغير