إصابة أحد متظاهري "السترات الصفراء" خلال مواجهات مع قوات الأمن
ورغم تعبئة ضعيفة بعد نحو ثلاثة أشهر من الاحتجاجات الرافضة لسياسة الرئيس إيمانويل ماكرون الاجتماعية، وتنازلات عدة قدمتها الحكومة، فإن غضب «السترات الصفراء» لم يتراجع في فرنسا مع تظاهرات في مختلف أنحاء البلاد.
وأفادت وزارة الداخلية أن نحو 12 ألفًا ومئة من «السترات الصفراء» تظاهروا السبت، في الساعة 14,00 «13,00 ت غ» في فرنسا، بينهم أربعة آلاف في باريس، في تراجع مقارنة بالأسبوع الفائت «17 ألفًا و400 متظاهر بينهم ثمانية آلاف في العاصمة في الساعة نفسها». لكن «السترات الصفراء» يشككون في إحصاءات الداخلية.
وفي باريس، حاول المتظاهرون الذين انطلقوا من جادة شانزيليزيه اقتحام العوائق التي وضعت لحماية مبنى الجمعية الوطنية.
وأصيب أحد المتظاهرين في باريس إصابة خطرة في يده خلال مواجهات، وفق ما أفاد مسعفون في المكان فرانس برس. وتولى عناصر الإطفاء نقله بعد تضميد يده بحسب مراسل لفرانس برس.
وسبق أن احتج المتظاهرون مرارًا على خطورة الأسلحة التي تستخدمها قوات الأمن، وخصوصًا الكرات الوامضة التي نسبت إليها العديد من الإصابات الخطرة.
ولم يتم حتى الآن تحديد سبب الإصابة. لكن الشاهد سيبريان رواييه الذي صور نهاية ما جرى، عزا الإصابة إلى «كرة وامضة» أطلقتها قوات الأمن فيما كان المتظاهرون يحاولون اقتحام عوائق.
وقال الشاهد «21 عامًا» الذي اطلعت فرانس برس على المشاهد التي صورها إن الضحية «مصور من السترات الصفراء».
وأضاف «حين أراد عناصر الشرطة تفريق الناس، تلقى كرة وامضة وحاول القبض عليها لئلا تنفجر في اتجاه ساقه».
وتابع «تولى المسعفون نقله وكان يصرخ من شدة الألم بعدما فقد كل أصابعه«.
وأكد مركز الشرطة لفرانس برس أن «متظاهرًا أصيب في يده»، وتولت عناصر الإطفاء الاهتمام به من دون معلومات إضافية.
»لسنا متعبين»
وواصل المتظاهرون سيرهم حتى بولفار سان ميشال في وسط العاصمة، وتخللت ذلك حوادث متفرقة.
فردًّا على رشقهم بمقذوفات والتعرض لمتاجر ومصارف، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والكرات الوامضة واعتقلت بعض المحتجين. وأفادت الشرطة أن عشرة أشخاص على الأقل اعتقلوا ظهرًا.
وقال سيرج ميريس، وهو متقاعد من المنطقة الباريسية لفرانس برس «يجب عدم التراجع، يجب أن نفوز من أجل مزيد من العدالة الاجتماعية والضريبية في هذا البلد». وكان يرفع لافتة تطالب بإعادة فرض الضريبة على الثروات، والتي خفف الرئيس ماكرون من وطأتها إلى حد كبير.
وأضاف سيرج (63 عامًا) الذي يشارك للمرة الحادية عشرة في التظاهرات منذ بدء هذا التحرك الذي يؤيده نحو 64 في المئة من الفرنسيين، وفق استطلاع نشر الخميس، «هذه الحركة تعبر عن الغضب الاجتماعي الفعلي في هذا البلد، من جانب أناس لم يتم أبدًا الإصغاء إليهم».
وشهدت مدينتا بوردو وتولوز في جنوب غرب فرنسا تحركات مماثلة.
وهتف آلاف المتظاهرين في تولوز سالكين الجادة التي تزنر الوسط التاريخي للمدينة «لم نتعب» من التظاهر.
وثمة تظاهرات أخرى مقررة في عدد من المدن مثل ليل (شمال) ونانت ورين وبريست (غرب).