سوريا: إيران تستعد لنقل أسلحتها بعيداً عن مطار دمشق

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



كشف المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل، أن إيران ستنقل على الأرجح مستودع أسلحتها من مطار دمشق الدولي إلى القاعدة الجوية السورية "تيفور" التي ضربتها إسرائيل مرتين العام الماضي.

ويشير إلى أن قوات الحرس الثوري الإيراني ستدير هذه العملية لنقل القاعدة الإيرانية من العاصمة السورية دمشق إلى قاعدة "التيفور" الواقعة بين حمص وتدمر، إذ يرتبط هذا القرار بأحدث موجة من الهجمات الإسرائيلية على مطار دمشق.

توترات بين إيران والأسد
ويوضح المقال أن تلك الهجمات أسفرت عن توترات بين إيران من جهة ونظام الأسد، وموسكو من جهة أخرى، وبخاصة لأنها قوضت محاولة سوريا وروسيا لخلق انطباع بأن نظام الأسد أعاد الاستقرار إلى البلاد بعد تحقيق سلسلة من الانتصارات في الحرب الأهلية السورية.
  
ويلفت هارئيل إلى أن إيران، بموافقة نظام الأسد، عمدت إلى تعزيز وجودها العسكري في مطار دمشق منذ ثماني سنوات مع بداية الحرب الأهلية السورية بصورة تدريجية. وخلال سنوات الحرب تحول مطار دمشق الدولي إلى مركز لاستقبال الأسلحة القادمة من إيران وتصنيفها وتخزينها وإمدادها.

ويضيف مراسل "هآرتس" أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني لديه مركز مستقل داخل المطار، على بعد عشرات الأمتار فقط من المحطة الدولية التي يدخل منها المسافرون والسائحون إ
إلى سوريا. 

وتزعم إسرائيل أن العمليات العسكرية الإيرانية في المطار (التي تتجاهلها روسيا) قد تعرض المسافرين للخطر فضلاً عن تهديد أمن النظام أيضاً.

"بيت الزجاج" ... مقر فيلق القدس
ويُعد مطار دمشق الدولي المطار المدني الرئيسي لسوريا، وقد تضاءلت حركة السفر بالمطار خلال الحرب الأهلية بسبب قطع النظام للعلاقات الدبلوماسية مع العديد من البلدان، فضلاً عن وجود ما يُطلق عليه "بيت الزجاج" بجانب محطة دخول المدنيين إلى المطار، الذي تتخذه إيران مقراً لها لإدارة عملياتها العسكرية في سوريا ويضم مستودعات لتخزين الأسلحة بما في ذلك اثنين من المخابئ تحت الأرض.

ويكشف المقال عن عملية تهريب أسلحة الحرب (الذخيرة وصواريخ أرض جو والمعدات العسكرية اللازمة لتحسين دقة صواريخ حزب الله في لبنان) إلى مطار دمشق الدولي على متن طائرات لشركات إيرانية خاصة مستأجرة من قوات الحرس الثوري الإيراني، ويتم تخزين تلك الأسلحة لفترات تتراوح ما بين ساعات إلى أسابيع قبل نقلها بالشاحنات إلى حزب الله في لبنان أو إلى القواعد العسكرية للجيش الإيراني في سوريا أو إلى الجيش السوري ذاته.

ويلفت المراسل إلى اعتراف إسرائيل أخيراً بشن هجومين على مطار دمشق الدولي أولهما في الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وثانيهما في الساعات الأولى من التاسع والعشرين من الشهر نفسه، رداً على إطلاق صاروخ إيراني تم اعتراضه من قبل نظام القبة الحديدية الإسرائيلية في محيط منطقة جبل الشيخ، وكان إطلاق هذا الصاروخ الإيراني رداً على هجوم لم تؤكده إسرائيل في اليوم ذاته. كما أفادت وسائل الإعلام العربية عن غارات جوية إسرائيلية أخرى خلال الأشهر الأخيرة كانت تستهدف إحباط شحنات أسلحة محددة.

تهريب الأسلحة
وتتمتع منطقة مطار دمشق بحماية بطاريات الصواريخ السورية من طراز "SAM" وكذلك صواريخ "SA-22". 
وجرى تفعيل نظام الدفاع الجوي السوري على نطاق واسع خلال معظم الهجمات الإسرائيلية في المنطقة. وخلال الجولة الأخيرة من الهجمات في أواخر شهر يناير الماضي، دمر سلاح الجو الإسرائيلي عدداً كبيراً من قاذفات الصواريخ السورية التي كانت تطلق النار على الطائرات الإسرائيلية.

ويشير مراسل "هآرتس" إلى تحذيرات إسرائيل من أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لإحباط تهريب الأسلحة ومحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا. 

كما تعتبر إسرائيل أن النشاط الإيراني في مطار دمشق الدولي ينطوي على عملية تهريب للأسلحة على نحو واسع، الأمر الذي يهدد الركاب المدنيين وحركة الطيران فضلاً عن استقرار نظام الأسد.

وعلاوة على ذلك، فإن وجود إيران في مطار دمشق ينتهك الوعد الروسي بإبعاد إيران لمسافة 80 كيلومتراً على الأقل من حدود إسرائيل. والواقع أن مطار دمشق يقع على بعد حوالي 50 كيلومتراً من الحدود.

ويخلص المراسل إلى أن سلسلة الهجمات الأخيرة على مطار دمشق (كان بعضها في وضح النهار، ووثقته الصحافة الدولية) قد تسببت بإحراج نظام الأسد وروسيا. ومن الواضح أن إيران في الأيام الأخيرة تستعد لنقل مستودع أسلحتها إلى قاعدة "التيفور" العسكرية التي هاجمتها القوات الجوية الإسرائيلية مرتين على الأقل من قبل خلال شهري فبراير (شباط) ومايو (أيار) الماضيين لضرب منشآت عسكرية إيرانية أثناء تصعيد العمليات العسكرية ضد إيران في سوريا.