"ديرسم داغ".. أصغر نائبة برلمانية في تاريخ تركيا
تمكنت الشابة التركية الكردية ديرسم داغ من دخول البرلمان التركي مرشحة عن "حزب الشعوب الديمقراطي" عن مدينة "ديار بكر" ذات الغالبية الكردية، لتمثل جيل الشباب والفتيات على وجه الخصوص، لتصبح أصغر نائبة برلمانية في تاريخ تركيا
وما يميز النائبة الجديدة الصغيرة ديرسم داغ أنها ليست قادمة من بيت سياسي عريق أو بيت غني، وإنما من بيت فقير أقل من عادي؛ حيث ولدت ديرسم داغ في إحدى بلدات ولاية "ديار بكر" جنوب شرق تركيا من أبوين كرديين عام 1996، وهي واحدة من بين 12 أخًا وأختًا، نشأت وسط أسرتها الكبيرة الفقيرة في ظروف معيشية صعبة، لاعتمادها على دخل الأب المزارع فقط، أما والدتها فكانت ربة منزل وأمًا ليس لها أي عمل آخر غير عائلتها ومنزلها.
ومثل أي إنسان لم تخطط ديرسم يومًا أو تفكر بأن تتجه إلى عالم السياسة إطلاقًا بل كانت تحلم بأن تصبح طبيبة نفسية أو صحفية، لكنها بعد انخراطها في الحركة السياسية الكردية في سن مبكر في مرحلة الثانوية، قررت أن تدرس أدب اللغة الكردية التي حرمت من تعلمها في الصغر، رغم أنها من أبسط حقوق الإنسان تعلم لغة قومه، في المجتمعات كافة.
وتخرجت ديرسم داغ في جامعة ماردين، قسم اللغة الكردية في يونيو- حزيران 2018 لتفوز بعدها بأسابيع قليلة بمقعد في البرلمان التركي عن مدينتها "ديار بكر"، التي هجرت عائلتها منها عندما كانت طفلة رضيعة.
وتعتبر ديرسم داغ نفسها صوتًا حرًا لكل الفئات المضطهدة والمظلومة في عموم تركيا وليس الأكراد فقط.
وأقرت ديرسم داغ بأن أحد أهم أسباب ترشحها في الانتخابات البرلمانية وانخراطها المبكر في السياسة هو: عدم وجود ممثلين عن الجيل الشاب في البرلمان، وقلة عدد النساء القادرات على تمثيل المرأة التركية، وكان هذان الأمران من ضمن أسباب سيرها في طريق السياسة الصعب.
وتؤمن النائبة العشرينية الصغيرة بقدرتها على إحداث تغيير إيجابي في حياة قومها الأكراد والشعب التركي فقالت، في لقاء لـ"بي بي سي": طبعًا أستطيع أن أفعل شيئًا، وسنغير دورة الحياة بناءً على الحلول التي نراها مناسبة نحن الشباب، وسنحول البرلمان إلى قصر للعلم أمام الشباب والشابات.
وتهتم ديرسم داغ بقضايا حقوق المرأة والشباب والأكراد في تركيا، وتدعم حقوق المرأة في كل مكان فقالت: يقولون إن المرأة نصف المجتمع. إذن يجب أن يكون نصف البرلمانيين من النساء، أين أصحاب وصناع القرار من هذه الحقيقة.