أشياء لا تعرفها من قبل عن الروائية الأمريكية جويس كارول أوتيس
جويس كارول أوتيس أديبة أميركيّة شهيرة، لها قدرة عجيبة على التأليف، فهي ورغم أنّها بلغت الثّمانين من العمر إلّا أنّها غزيرة الإنتاج بشكل لافت، فقد ألّفت أكثر من مائة كتاب، واحداً بعد الآخر، فهي روائيّة وشاعرة وقاصّة، وكاتبة مسرحيّة؛ إذ ألفت أكثر من ثلاثين مسرحيّة، وتدرّس بالجامعة وتكتب المقالات المطوّلة.
إنّ هذه المرأة تمثّل ظاهرة في أميركا، بل إنّها الروائيّة الأكثر إثارة للجدل بشخصيّتها، وخاصّة بإنتاجها الكثير المتنوّع والمثير.
وهي تؤلّف روايات اجتماعيّة وأخرى بوليسيّة، ومسرحيّات وكتباً للأطفال وقصص، إلى جانب دواوين شعريّة وسيناريوهات أفلام، وكتباً نقديّة وألفت أيضاً كتاب مذكّرات.
وإنّ شخصيّات رواياتها وقصصها شخصياّت غامضة وشرّيرة غالباً، وتعاني من ضغوط، بل وأحياناً وحشية وآباء مجرمون ومراهقون تائهون حائرون، وعموماً هي صوّرت الأسرة الأميركية ووضعتها تحت المجهر وقد بدأت مسيرتها الأدبية بروايات عن الجرائم في المدن، وما يجدّ فيها من عنف واغتصاب وقتل، وهي تؤكد قائلة: "أميركا هي موضوعي المفضّل".
كما أنها اهتمت بـ"الحلم الأميركي" والخيانة الزوجية وقضايا المرأة، التي تعد الكاتبة من المناصرات لها وعموماً فإن العالم الذي تصوره هو عالم دموي بشع، حافل بالدمار والموت، إلا أنها في حالات نادرة تقدم عالماً أكثر لطفاً. وقال مرافق لها أثناء زيارة لها لـ"باريس" إنّها كانت تكتب في سيارة "التاكسي" وكذلك في الطّائرة. هي تنتج كتباً لا تقلّ عن 500 صفحة للكتاب الواحد، ولها إنتاج روائي وشعري غزير ومتنوّع وإنّ روايتها Mud Women التي صدرت في نسختها المترجمة إلى اللغة الفرنسيّة تقع في 576 صفحة، ولها رواية أخرى في 900 صفحة.
يقول الناشر الفرنسي "فيليب راي" Rey الذّي ينشر لها كتبها المترجمة إلى اللّغة الفرنسيّة: إنه لم يقدر على استيعاب كلّ هذا الإنتاج مضيفاً: "إن المسألة عندها بيولوجيّة، وهي تنشر بمعدل روايتين كل عام إلى جانب أكثر من ثلاثين قصّة، وتنشر مقالات فيNew York Review of books، وهي لطولها تكاد تكون قصصاً، كما أنها تدرّس الأدب بالجامعة".
جوائز
ويتساءل النقّاد الذّين يتابعون إنتاجها عن سرّ غزارة إنتاجها، حتى عندما تقدّمت في العمر، وهي امرأة نحيفة حتّى يكاد جلدها يكسو عظامها، وتتحدّث بصوت لا يكاد يسمع، ولكنها لا تكفّ عن التأليف والكتابة، وتجد الوقت لتعزف البيانو وتمارس رياضة المشي والبستنة، ولها زوج تهتم به وترعاه، تزوّجت مرّتين وقد توفي زوجها الأول عام 2008 وحزنت لفراقه حزناً شديداً، وكتبت مذكرات عن فترة زواجهما التي استمرت أكثر من أربعين عاماً. وبعد عام تزوجت Chaie Gross أستاذ علم النفس بجامعة Princeton.
فازت بعديد الجوائز الأدبيّة وتمّ ترشيحها عديد المرّات لجائزة "نوبل" للآداب وقد قلدها الرئيس الأميركي السابق أوباما الميدالية الوطنيّة للإنسانيات.