"واشنطن بوست" ترصد 4 أسباب تعجل بالضربة الأمريكية لإيران
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب يقترب من الحرب مع إيران، لافتة إلى وجود العديد من العوامل التي تشير إلى ذلك.
ومضت الصحيفة في تقرير ترجمته "عاجل"، لتؤكد أن ترامب وجَّه طوال فترة ولايته، انتقادات للنظام الإيراني، بما في ذلك ما جاء في خطاب حالة الاتحاد يوم الثلاثاء الماضي، والذي قال فيه: إنَّ حكومته "تصرَّفت بشكل حاسم لمواجهة أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم".
وأوضحت الصحيفة أنه برغم أنَّ ما قاله ترامب لا يمثل خروجًا تامًا عن كلمات السياسيين الآخرين، إلا أنّه كان أكثر تماشيًا مع موقفه العدواني تجاه إيران، مما كان عليه في العديد من القضايا الأخرى.
وتابعت الصحيفة الأمريكية: "في أول سنتين من توليه السلطة، كانت التغييرات التي أدخلها على إدارته، وتجاهله للدبلوماسية، وخياراته في الشرق الأوسط، تتضافر جميعها لجعل الحرب مع إيران خطرًا متزايدا".
وأردفت الصحيفة أولًا: ثمة عدد أقل من الأصوات المعتدلة حيال إيران داخل البيت الأبيض، موضحة أن الرئيس استبدل إتش آر ماكماستر، مستشار الأمن القومي السابق، الذي حاول إقناع ترامب بالبقاء طرفًا في خطة العمل المشتركة، المعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني.
ونوَّهت الصحيفة بأنّ بديله كان جون بولتون، وهو شخصية تدافع عن العمل العسكري في إيران.
وأضافت الصحيفة: "مع رحيل وزير الدفاع جيم ماتيس مؤخرًا، فإنَّ باتريك شاناهان هو وزير الدفاع بالإنابة. بينما كان ماتيس قادرًا، في بعض الحالات، على كبح جماح غرائز الرئيس، قال شاناهان: إن وزارة الدفاع (البنتاجون) ليست وزارة تابعة للبيت الأبيض".
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول: "ثانيًا، عندما تخلى الرئيس عن الصفقة النووية الإيرانية، تخلى أيضًا عن البنية التحتية الدبلوماسية التي جعلت ذلك ممكنًا، ومع وجود أربعة أعضاء دائمين آخرين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وألمانيا ما زالوا ملتزمين بالصفقة، إلى جانب إيران، تعمل الولايات المتحدة الآن على مسار منفصل عن العديد من الشركاء الأقوياء. بدونهم، فليس لدى الولايات المتحدة سوى قدرة محدودة على بناء ضغط حقيقي ضد إيران".
ورأت الصحيفة أن تصعيد الولايات المتحدة ضد إيران يأخذ في اعتباره التقلبات الموجودة بالشرق الأوسط، وما تُمثله طهران كعنصر عدم استقرار في مواجهة دول المنطقة.
وأضافت "رابعًا، لدى حكومة إسرائيل مخاوف طويلة الأمد وحقيقية بشأن إيران، وليس أقلها أن القوات الخاصة الإيرانية وجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية، وهي وكيل إيراني، تقاتلان في سوريا باسم الرئيس بشار الأسد. وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت هجماتها ضد القوات التي تدعمها إيران والقوات الإيرانية أكثر عدوانية".
وتساءلت الصحيفة الأمريكية عما سيحدث إذا تصاعد العنف في سوريا وهبّت إيران ردًا على إجراء إسرائيلي ضد وكلائها في سوريا أو في لبنان، وكيف سيرد ترامب إذا طلب (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الدعم العسكري الأمريكي.
وتابعت الصحيفة: "هناك سيناريوهات أخرى يمكن أن تؤدّي إلى تصعيد خطير. ماذا لو خرجت إيران من خطة العمل المشتركة، ودخلت في سباق صاخب لبناء أسلحة نووية؟ ماذا لو أنَّ القوات الأمريكية التي تغادر سوريا، أو القوات الأمريكية المتبقية في العراق، جرى استفزازها من القوات الإيرانية أو الإيرانية المدعومة من إيران؟ ماذا سيحدث إذا قرر ترامب ببساطة أنه سَئِم من سلوك إيران الخبيث في المنطقة؟ أدنى استفزاز يمكن أن يوفّر ذريعة".
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الحوادث تؤكد أن أجزاءً من سوريا والعراق لا تزال ساحة معركة مزدحمة، وتفسح المجال بشكل واسع لسوء التقدير".