الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي: العالم الإسلامي يواجه تحديات كبيرة
عُقدت اليوم الخميس ندوة فكرية بعنوان «التحديات الراهنة التي تواجه الأمة الإسلامية»، بمركز الأزهر للمؤتمرات، بحضور عدد من المفكرين بالعالم العربي والإسلامي، وعدد من قيادات وعلماء الأزهر الشريف، أدارها الإعلامي سعد المطعني.
وفي بداية الندوة، قال الدكتور عبدالسلام العبادي، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، إن موضوع ندوة اليوم في غاية الأهمية نظرًا لما يواجهه العالم الإسلامي من تحديات كبيرة، تحتاج إلى مواجهة علمية مدروسة لتقديم الاقتراحات والحلول السليمة، من قِبل المنظمات والجهات المعنية، مشيرًا إلى أنّه أحد خريجي الأزهر ويقدر الدور الكبير الذي يقوم به في خدمة قضايا العالم العربي والإسلامي.
وأضاف العبادي أن هناك ممارسات خاطئة باسم الدين تسيئ إلى فهم هذا الدين الحنيف، وينبغي التصدي لها بقوة لأنها تسيء إلى صورة الإسلام والمسلمين، كما تواجه الأمة الإسلامية تحديات أخرى متنوعة ما بين الفكر والاقتصاد والاجتماع والسياسة، ولن نتخطى هذه التحديات إلا بالفكر السليم والعمل الجاد، لافتًا إلى أن هذه الندوة تعقد في بلد له ثقل تاريخي وثقافي كبير.
من ناحية أخرى، قال الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة الأسبق، إن المهرجان الأول لمنظمة التعاون الإسلامي يعقد تحت سقف إسلامي ليؤكد على أننا أمة واحدة بثقافات متعددة، وأن التحديات التي تواجهها أمتنا العربية والإسلامية جاءت بسبب قوة وأهمية العالم الإسلامي من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب النظرة الخاطئة من الغرب تجاه الإسلام والمسلمين مع أن الإسلام دين تعايش وسلام.
وأوضح النبوي أن العالم الإسلامي ضم حضارات متعددة، ولم يصطدم بها، وبه أكثر من ٢٠ لغة، ويطل على 250 نهرًا وألف نهير، ويطل على 18 بحرًا، وهذا يدل على التنوع والثراء، لكننا أمام تحديات أبرزها التعليم الذي يحرم منه نحو 36٪ في العالم الإسلامي، وهناك مشكلات أخرى سياسية واجتماعية وثقافية، مؤكدًا أن الإمكانات التي نتميز بها تحتاج إلى استغلال صحيح وتحديد مواطن القوة والضعف.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، إن التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية موضوع ممتد وليس هينًا، ولكن التنوع والتعدد الكبير الذي يميز المسلمين ينبغي استغلاله بشكل سليم، ومحاربة الأفكار الخاطئة التي تشاع عن الإسلام.
ودعا الهدهد العالم الغربي إلى النظر بإنصاف تجاه الإسلام والمسلمين بنفس القدر الذي ينظر به المسلمون تجاه أتباع الديانات الأخرى، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يقوم بجهود كبيرة في تقريب المسافات بين الشرق والغرب ومد جسور التواصل، وتقوم كل هيئاته بدورها في هذا الشأن، وقد أنشأ كيانات متخصصة لنشر الفكر الصحيح ومحاربة الفكر المغلوط، مثل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
وفي ختام الندوة، أكد الشيخ على خليل، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن الدولة المصرية تفتح ذراعيها دائمًا لاستضافة مثل هذه الندوات والنقاشات الجادة لخدمة قضايا الأمة، ويحتضن الأزهر هذه الندوات في إطار دوره التنويري والتثقيفي، فالتعليم هو أكبر التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، وقد استطاع الأزهر خلال السنوات الأخيرة تجديد مناهجه، إيمانًا بأهمية التعليم في بناء الأوطان وتحصين المجتمعات من أي أفكار دخيلة.