قطر تدعو دول الرباعي العربي للحوار غير المشروط.. فهل تخلت عن أدوارها التخريبية؟
جددت دويلة قطر دعوتها للحوار لإنهاء الأزمة الخليجية مع دول الرباعي العربي، مشيرة إلى أن الحوار يجب ألا تسبقه شروط، وجاء ذلك على لسان السفير القطري لدى المكسيك، محمد بن جاسم الكواري، في تصريحات تلفزيونية، ولكن يرى الخبراء أنه لا يمكن أن يتم ذلك إلا بعد التزام الدوحة بالمطالب الـ13 التي أعلنها الرباعي العربي وأبرزها التوقف عن دعم الإرهاب.
وتأتي دعوة قطر، في ظل استمرار أزمتها التي دخلت عامها الثاني،
بعد أن أعلنت دول الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب: "السعودية، الإمارات، البحرين،
ومصر" في الخامس من يونيو 2017، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بسبب تعاونها
مع إيران ودعمها للإرهاب، وهو ما تتنصل منه الدوحة حتى الآن فيما آثرت الكويت ممارسة
دور الوسيط العربي لإنها الخلاف.
ومنذ بداية المقاطعة، حددت دول الرباعي العربي، 13 شرطًا
لإنهاء الأزمة وبحث عودة العلاقات مع قطر، وفي مقدمتهم تخفيض مستوى التعاون بين الدوحة
وطهران، إغلاق قناة "الجزيرة"، والتوقف عند دعم الإرهاب وتمويل الجماعات
المتطرفة، فيما أعربت قطر عن استعدادها للحوار غير المشروط.
قطر.. المعنى الحقيقي للتناقض
ولكن ومع هذا، عادت دويلة قطر اليوم لتصعد من تصريحاتها بشأن الأزمة
الخليجية، التي اقتربت من الدخول في عامها الثاني، وهاجمت "دول المقاطعة"،
بطريقة "غير مسبوقة".
ورد مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية، أحمد
بن سعيد الرميحي، على التقارير التي تحدثت حول نية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)،
إلى مشاركة دولة خليجية أخرى مع قطر في تنظيم كأس العالم في 2022، وهاجم رئيس مجلس
تحرير قناة "العربية"، عبد الرحمن الراشد، عقب تطرق الأخير إلى مسألة التنظيم
المشترك للمونديال.
وقال الراشد، إن الدوحة "لا ترغب في مشاركة جيرانها
بتنظيم مونديال 2022"، ليرد عليه الرميحي بلهجة صارمة: "أي جيران؟ جيران
الغدر والخسة"، قبل أن يكمل كلامه قائلا: "بالنسبة للتنظيم المشترك هذا،
عشم إبليس بالجنة".
الرباعي العربي لم يحاصر قطر وإنما اتخذ ضدها
مواقف مبدئية
وقال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق،
إن قطر تدرب الإرهابيين في المنطقة وتوفر لهم مأوى على أراضيها بجانب المنصات الإعلامية.
وأضاف "القويسني"، في تصريحات سابقة لـ"الفجر"، أن الرئيس
عبد الفتاح السيسي، قال في مؤتمر الرياض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن هناك
دولًا تورطت في دعم وتمويل المنظمات الإرهابية.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر والسعودية والإمارات
والبحرين لا يحاصرون قطر وإنما اتخذوا ضدها إجراءات ومواقف مبدئية لتتراجع عن دورها
في المنطقة.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه لو تم حل الأزمة بين
الدول الخليجية وقطر فسيظل الموقف المصري كما هو نظرًا لعدم زوال الأسباب التي دعت
إلى مقاطعة الدوحة.
مصلحة الدول الخليجية في البدء من جديد
أما السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فيرى أن
حل مشكلات اليمن وسوريا وليبيا يساهم في القضاء على الإرهاب، وأنه من مصلحة الدول الخليجية
البدء من جديد.
وتابع، في تصريحات سابقة لـ"الفجر"، أن الأمير
محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد السعودي، قال في منتدى الصحراء الاقتصادي في السعودية
إنه من المتوقع أن يحقق اقتصاد قطر تقدمًا ملحوظًا في السنوات الخمس سنوات المقبلة،
وهذه مغازلة لقطر، مضيفا أن عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، أكد خلال مؤتمر بالبحرين،
أنه جرت بالمملكة جلسة بشأن التحالف العسكري بالشرق الأوسط حضرها ممثل عن قطر، وأن
التعاون الأمني مستمر معها مع وجود الخلاف الدبلوماسي.
وأوضح السفير، أن السعودية لديها مفتاح الموقف في حل أزمة
المقاطعة العربية، لأنها قادرة على حل الأزمة بحنكة وذكاء.