"نقل قوات" و"مشروع استراتيجي".. إيران تشق طريقا إلى سوريا عبر العراق
سارعت إيران للانتشار في سوريا والعراق، مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في عام 2014، وتصاعد الحديث عن مشروع إيراني لمد طريق بري من طهران مرورا بالأراضي العراقية يصل إلى سوريا، لربط الدول الثلاث في يد إيرانية واحدة، لتأمين عبور القوات والميليشيات ودعم الرئيس السوري بشار الأسد ولتنفيذ مشروع طهران في المنطقة.
إيران تعلن رسميا عن شق الطريق
وبدأت إيران، الثلاثاء، مدّ طريق سريع بين مدن كرمانشاه وبيستون
وحميل، وذلك في إطار مشروع لربط سوريا بإيران عبر العراق وتسهيل حركة الترانزيت بين
البلدان الثلاثة.
وقال وزير الطرق الإيراني، محمد إسلامي، خلال مراسم تدشين
المشروع، إن طول الطريق سيبلغ 141 كيلومترًا وستضخ فيه استثمارات بنحو 1.5 تريليون
تومان إيراني، مضيفا أن القطاع الخاص سيساهم في تنفيذ المشروع، وستبلغ نسبة مشاركته
70%، ما يعني أن القطاع الخاص سينفذ معظم أعمال المشروع.
وأعرب "إسلامي"، عن أمله بإنجاز هذا الجزء بشكل
أسرع بمساعدة القطاع الخاص وموافقة البنوك على منح المزيد من التسهيلات المالية.
وأعلن مساعد وزير الطرق وبناء المدن الإيراني خير الله خادمي،
أنه يتم إنجاز 1200 كيلومتر سنويا من الطرق والسكك في إيران، مضيفا: "هناك
3295 كيلومترا من مشاريع السكك الحديد قيد الإنجاز حاليا، منها 970 كيلومترا أصبحت
جاهزة والباقي سيتم تدشينها حتى أوائل العام القادم".
ومشروع الربط بين كرمانشاه وبيستون وحميل عبر الخط السريع
يشكل جزءا من استراتيجية تهدف إلى زيادة التعاون في مختلف المجالات، وخاصة التجارية
بين سوريا والعراق وإيران.
طريق لعبور القوات الإيرانية والميليشيات
وتسعى طهران، لتوفير طريق آمن تحت سيطرتها لنقل القوات والعتاد
العسكري والمليشيات التابعة لها بين لبنان وسوريا والعراق، بعيدًا عن الرقابة الدولية
التي تزخر بها الموانئ والطرق التقليدية.
وفي يونيو 2017 صرّح الجنرال السوري المتقاعد يحيي سليمان
لصحيفة "ازفستيا" الروسية، بأن هذا الطريق يزيل صعوبات نقل المنتجات العسكرية
والأسلحة والذخيرة والأدوية من إيران إلى سوريا عبر العراق.
وتعتبر إيران مصدراً أساسياً لإمدادات الأسلحة إلى سوريا،
وكانت إمدادات الأسلحة تصل إلى سوريا حتى الآن عن طريق الجو أو بطريق البحر عبر لبنان،
وهما طريقان باهظا التكاليف ومحفوفان بالعوائق.
وجاءت تلك التصريحات بعد إعلان مليشيا الحشد الشعبي الموالية
لإيران في العراق، ومليشيا "فاطميون" الموالية لها في سوريا بزعامة قاسم
سليماني قائد فيلق القدس في مليشيا الحرس الثوري الإيراني سيطرتهما على الحدود بين
سوريا والعراق تحت لافتة محاربة تنظيم داعش.
وكان هذا تتويجا لعمليات مسلحة قامت بها مليشيا الحشد الشعبي
للسيطرة على مدن تلعفر والقائم والحضر والبعاج والقيروان قرب الحدود مع سوريا، وقبله
السيطرة على مناطق في ديالي وصلاح الدين القريبة من الحدود مع إيران، وكانت كل عملياتها
كذلك تحت لافتة "محاربة داعش".
عبور للبضائع المهربة وغير المشروعة
وتعتبر إيران الطريق الذي سيربطها بسوريا عبر العراق، في
غاية الأهمية لنقل كل تريد ومن بين تلك الأشياء، البضائع المهربة وغير المشروعة،
التي قد يجرمها المجتمع الدولي إذا ظهرت في العلن، ولذلك ترى طهران هذا الطريق
بمثابة فرصة هامة تنفذ من خلاله لتنفيذ مشروعها في المنطقة.
وسيساعد هذا الطريق على ليس فقط على نقل الأسلحة
والبضائع بصورة آمنة وإنما بتكلفة أقل أيضًا، وسوف يعزز من تواجد إيران الاقتصادي
والبشري بالدول التي يمر من خلالها، بجانب تقوية علاقات طهران بتلك الدول، لدرجة
أن بعض المحللين يقولون أن ذلك سيساعد إيران على السيطرة على حكومات تلك الدول.
أهداف الطريق الإيراني
أولا: نقل الأسلحة والقوات الإيرانية والميليشيات، ثانيًا: دعم الرئيس السوري بشار الأسد ضد المعارضة، ثالثًا: نقل البضائع المهربة وغير المشروعة، رابعًا: التوسع الاقتصادي والسيطرة على الحكومات التي يمر عليها الطريق، خامسًا: تنفيذ المشروع الإيراني الفارسي في المنطقة الذي يتمثل في السيطرة عليها وفرض الهيمنة على الدول.
ويرى خبراء، أن طهران تظن أنها تستطيع السيطرة على المنطقة من خلال فرض نفوذها على بعض الدول فيها مثل لبنان والعراق وسوريا واليمن، وفي سبيل ذلك تمد سوريا بالأسلحة، وتدعم "الحوثي" بالعتاد، وتتدخل في شؤون لبنان عن طريق "حزب الله"، لمواجهة غريمتها القديمة السعودية، ومن هنا تكمن خطورة الطريق الإيراني الجديد، الذي سيتيح لإيران حرية الحركة في المنطقة دون رقيب.