فرنسا تصفع أردوغان بإحياء ذكرى إبادة الأرمن
وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضربة قاسمة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أوفى بوعده الانتخابي بوضع ذكرى إبادة الأرمن على الأجندة الرسمية للبلاد.
وحدد ماكرون يومًا وطنيًا لاحياء ذكرى جريمة تركيا بحق الأرمن، في حين أن تركيا التي تتشدق بحقوق الإنسان ترفض الاعتراف بإبادة القوات العثمانية للآرمن وتنكر قتل 1.5 مليون أرمني.
يذكر أن الغالبية العظمى من الأرمن الفرنسيين وصلوا إلى البلاد بعد المذابح التي تعرضوا لها خلال الحكم العثماني بين الأعوام 1915 و1923، ووفقا لمواقع أرمنية ثمة 400 ألف أرمني يعيشون في فرنسا، وهم يتمركزون في مدن مثل باريس (100.000)، ومارسيليا (80.000)، وليون (60.000)، وفالنس (أكثر من 10.000)
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب "مداد نيوز"، إن بلاده "ستجعل من الــ 24 نيسانأبريل المقبل يوما وطنيا لذكرى الإبادة الأرمنية".
وخلال حفل عشاء سنوي جمعه بأعضاء المجلس التنسيقي للمنظمات الأرمنية، ذكر ماكرون بوفائه للوعد الذي قطعه على نفسه أمام المجلس ذاته خلال حملته الانتخابية التي أوصلته لقصر الإيليزيه.
للتذكير فإن البرلمان الفرنسي اعترف سنة 2001، بقضية المذابح التي تعرض لها الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى، ووالتي طالب الأرمن تصنيفها إبادة جماعية، ثم اقتفت أثره دول أوربية مثل ألمانيا وبعض المنظمات العلمية غير الحكومية.
واعترفت منظمات معروفة بالمذابح التي تعرض لها الأرمن مثل الأمم المتحدة، والبرلمان الأوروبي، ومجلس أوروبا، ومجلس الجمعية البرلمانية الأوروبية، وهو ما ترفضه أنقرة جملة وتفصيلا.
وفى 24 أبريل 2015، التاريخ الذي يصادف الذكرى المئوية للمذابح، أشار البابا فرنسيس إلى "أول إبادة جماعية في القرن العشرين"، متحدثا عن مذبحة الأرمن في كنيسة القديس بطرس للمرة الأولى في حاضرة الفاتيكان.
قالت تركيا اليوم الأربعاء إنها تدين بشدة قرار الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إعلان يوم 24 أبريل يوما لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن، وهى مسألة أثارت خلافات بين تركيا ودول بالاتحاد الأوروبى.
وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية فى بيان "ندين ونرفض محاولات السيد ماكرون، الذى يواجه مشكلات سياسية فى بلده، لإنقاذ الموقف بتحويل أحداث تاريخية إلى مادة سياسية".
وتقر تركيا بمقتل كثيرين من الأرمن فى عهد الإمبراطورية العثمانية خلال اشتباكات مع القوات العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى لكنها تشكك فى تقديرات أعداد القتلى وتنفى أن تكون أعمال القتل ممنهجة وتشكل إبادة جماعية.