برلماني: وثيقة الإخوة الإنسانية من أهم الوثائق بين الإسلام والمسيحية
قال النائب تادرس قلدس عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، إن زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس لدولة الإمارات وإقامته لأول قداس بهذا الحجم بها تمثل خطوة مهمة نحو التقارب مع الآخر، مشيرًا إلى أنها حملت رسائل عدة للعالم، أهمها تعزيز السلام والحب بين مختلف الأفراد والفئات ومواجهة دعاة الكراهية والتعصب في كل مكان.
وأضاف "قلدس"، أن زيارة البابا بما له من مكانة في العالم جاءت في وقتها المناسب نظرا لما تعج به المنطقة من حروب وصراعات ناتجة عن الاختلاف أيا كان نوعه، وبالتالي فهي بمثابة رسالة سلام لدعاة الكراهية والتعصب الذي أصبح يسيطر على أماكن كثيرة في الشرق والغرب على حد سواء، ويؤكد ضرورة بذل المزيد من الجهود والتعاون بين القيادات الدينية على مستوى العالم لوقف نزيف الكراهية.
كما أشار إلى أهمية وثيقة "الأخوة الإنسانية" والتي وقعها البابا مع شيخ الأزهر الشريف، الإمام أحمد الطيب، مؤكدا أنها تشكل الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف، وحاضرة الفاتيكان، كما تعد من أهم الوثائق في تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية، وتحمل رؤيتهما لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين اتباع الأديان، وللمكانة والدور الذي ينبغى للأديان أن تقوم به عالمنا المعاصر.
يذكر أن دولة الإمارات طابعًا أصدرت بريديًا تذكاريًا، يحمل صورة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، بمناسبة زيارتهما التاريخية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي حملت عنوان "لقاء الأخوة الإنسانية العالمي".
وشهدت زيارة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان إلي العاصمة الإماراتية أبوظبي، والتي استمرت نحو 36 ساعة، العديد من المحطات التاريخية، بداية من وصول فضيلته إلى أبو ظبي، حيث كان في استقباله ولي عهد أبو ظبي وكبار المسئولين الإماراتيين.
وأجريت مراسم استقبال رسمية لفضيلته، وعقب ذلك بدقائق وصل قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى مطار أبو ظبي، حيث شاركا في مراسم استقباله، ثم استقلا معًا سيارة مشتركة، إلى مقر إقامتهما المشترك، وذلك في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل.
وشهدت الزيارة تفقد أكبر رمزين دينيين بالعالم، جامع الشيخ زايد الكبير، حيث أبديا إعجابهما بما يزخر به الجامع من فنون معمارية فريدة، تعكس الروح الأصيلة للعمارة الإسلامية، وتجعل منه محطة أساسية للتعبير عن روح التسامح والتعايش التي تجسدها دولة الإمارات العربية وشعبها الطيب.
ثم ترأس الإمام الأكبر اجتماعًا لمجلس حكماء المسلمين، بحضور قداسة البابا فرنسيس، وذلك في إحدى القاعات الملحقة بجامع الشيخ زايد، حيث أعرب شيخ الأزهر عن ترحيبه باللفتة الكريمة التي تمثلها مشاركة قداسة البابا فرنسيس في الاجتماع، مشيرًا إلى أن القيم والأهداف التي قام المجلس من أجلها، تجسد فهمًا عميقًا للمشتركات الإنسانية التي تحملها الأديان، وتتضمن العديد من القواسم المشتركة بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان.