السلطة الفلسطينية تنتقد مؤتمراً يبحث "صفقة القرن" بدعوة أمريكية
وجهت السلطة الفلسطينية اليوم الأربعاء، انتقادات مسبقة لمؤتمر وزاري من المقرر أن يعقد بدعوة أمريكية في العاصمة البولندية وارسو الأسبوع المقبل لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط، وخاصة الخطة الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن".
وسبق أن أعلن البيت الأبيض أن المؤتمر الوزاري المقرر في 13 و14 من الشهر الحالي يرمي إلى "الترويج لمستقبل يعُمُّه السلام والأمن في الشرق الأوسط".
وتوقعت وسائل إعلام إسرائيلية أن تطرح واشنطن تفاصيل خطتها للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل والمعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن" خلال المؤتمر المذكور.
ورداً على ذلك، صرح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، بأن أية خطة سلام لن يكتب لها النجاح في ظل غياب الجانب الفلسطيني، "سواء عرضت في وارسو أو أي مكان آخر".
وقال أبو ردينة في بيان إن "استمرار الجولات السياحية والعبثية والتواصل مع أطراف متعددةـ سواء أوروبية أو عربية، لن يغير من حقيقة أنه لا سلام دون دولة فلسطين على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف أن "رسالة القمة العربية الأخيرة في السعودية، وقرارات الشرعية الدولية، وترؤس دولة فلسطين لمجموعة 77 والصين، هو الرد على كل المحاولات الفاشلة لتجاوز الشعب الفلسطيني وقيادته، وقرارات المجتمع الدولي بأسره".
وشدد أبو ردينة على أن "السياسات الفاشلة التي تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال لن تؤدي سوى الى نتائج فاشلة".
وقال: "على الإدارة الأمريكية أن تدرك جيداً أن الطريق الوحيد للسلام هو طريق العدالة والشرعية الدولية، ومن خلال التوازنات، وبعيداً عن بدائل زائفة تحاول قوى إقليمية ودولية البحث عنها، لذلك فإن المعركة الأساسية ستبقى دائماً قائمة في مضمون ومغزى الهوية الفلسطينية، وحتمية انتصارها والحفاظ عليها".
من جهته، أعلن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية رياض المالكي، أن القيادة الفلسطينية لن تتعامل مع مخرجات مؤتمر وارسو، وتعتبر أن المؤتمر "لا يستحق الاهتمام".
وأكد المالكي في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية، الموقف الفلسطيني برفض المشاركة في أي مؤتمر "لا يرتكز على الشرعية الدولية ولن نقبل أن يمثلنا أحدا أو يتحدث باسمنا".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال أمس في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، عقب اجتماعهما في رام الله، إن "الفلسطينيين لم يكلفوا أحداً بالتفاوض نيابة عنهم".
وأضاف عباس: "لن نشارك في أي مؤتمر دولي لم يتخذ الشرعية الدولية أساساً له، ونحن لم نكلف أحداً بالتفاوض نيابة عنا، ونحن أصحاب الموقف الأول والأخير في القضية الفلسطينية ولا أحد ينوب عنا ولا أحد يتكلم باسمنا".
وجدد عباس الموقف الفلسطيني بأن واشنطن "لم تعد مؤهلة وحدها للقيام بدور الوساطة لانحيازها لإسرائيل، وما اتخذته من قرارات مخالفة للقانون الدولي حول القدس واللاجئين وغيرها".
ودعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام وإنشاء آلية متعددة الأطراف للمضي قدماً في طريق السلام، مؤكداً بهذا الصدد على الدور "الهام" للاتحاد الأوروبي.
وأوقفت السلطة الفلسطينية اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية رداً على اعتراف واشنطن في ديسمبر (كانون الأول) 2017 بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل.