بعد اعترافه بالرئيس الفنزويلي.. "أردوغان" يشعل الصراع التركي الأمريكي مجددا
لم يتأخر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الاتصال بالرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، والإعراب له عن وقوف أنقرة إلى جانبه ضد زعيم المعارضة، خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتاً لفنزويلا، وانضمت إليه قلة من الدول والزعماء الأجانب الذين أعربوا عن دعمهم لمادورو وعلى رأسهم فلاديمير بوتين، لينذر ذلك ببدء أزمة جديدة بين أنقرة وواشنطن، التي بادرت بالاعتراف بزعيم المعارضة
أردوغان يطالب الرئيس الفنزويلي بالمقاومة
ولم يكتف أردوغان بذلك بل طالب مادورو بالصمود والمقاومة
واصفاً ما يجري في فنزويلا بأنها محاولة انقلاب ضد رئيس شرعي، وانتقد بشدة موقف إدارة
الرئيس الأمريكي، قائلا: "إن تصريح ترامب صدمني، كيف يمكن أن يصدر عنه موقف كهذا،
وهو شخص يؤمن بالديمقراطية ويحترم نتائج الانتخابات؟".
واعتبر
الرئيس التركي أن الدول الغربية باعترافها بزعيم المعارضة الفنزويلي خوان غوايدو رئيسا
مؤقتا للبلاد، إنما تنتهك المبادئ الديمقراطية والقانون الدولي.
وقال
أردوغان: "كيف من الممكن الاعتراف بشخص كرئيس للبلاد، ولم يشارك حتى في الانتخابات
الرئاسية؟ ماذا عن الديمقراطية؟ أين المبادئ التي تحترمونها؟ هذا النهج غير مقبول على
الإطلاق"، مضيفا: "فنزويلا ليست ولاية ليطلب من رئيسها مغادرة منصبه".
وعزز
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقات بلاده الاقتصادية والسياسية مع كراكاس واتصل
بمادورو الشهر الماضي لحثه على الصمود في وجه ما وصفها بـ"التطورات المناهضة للديمقراطية".
أما المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، فقد
قال: "رئيسنا اتصل بنظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، وقال له: "قف منتصبًا
أخي مادورو فنحن نقف إلى جانبك".
واتهمت وسائل الإعلام التركية الولايات المتحدة بتدبير محاولة
إنقلاب ضد مادورو، وقالت صحيفة يني شفق الناطقة باسم حزب أردوغان إن المخابرات المركزية
الأمريكية هي التي تقف وراء الحملة المناهضة لمادورو عبر وسائل التواصل الإجتماعي لإثارة
الاحتجاجات ضده، وأضافت "المخابرات المركزية الأمريكية نشرت ملايين البوستات"
لهذا الغرض.
وترى تركيا في فنزويلا أرضا خصبة للاستثمار في مختلف المجالات
حيث تملك البلاد احتياطات ضخمة من الذهب والنفط.
"ترامب" يعلن دعم أمريكا لحرية الفنزويليين
وفي موقف حاسم، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء،
على دعم الولايات المتحدة للفنزويليين في "سعيهم الى الحرية".
وقال ترامب خلال خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس الأميركي:
"إننا ندعم شعب فنزويلا في سعيه النبيل إلى الحرية".
واعترفت الولايات المتحدة ونحو 40 دولة بزعيم المعارضة الفنزويلية
خوان غوايدو رئيسا بالوكالة.
وجدد ترامب سابقا التأكيد أن اللجوء إلى الجيش الأميركي هو
"خيار" مطروح في مواجهة الأزمة في فنزويلا.
وأعلنت واشنطن بوضوح أن "كل الخيارات" بما فيها
الخيار العسكري، مطروحة.
وشملت العقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا قطاع الذهب.
وأعربت واشنطن عن قلقها بشان صادرات الذهب من فنزويلا إلى
تركيا، إذ قال مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون تمويل الإرهاب: " إن هذا الأمر
مصدر قلق كبير لنا".
وتقول فنزويلا إن تركيا تقوم بتنقية الذهب وإعادته إلى فنزويلا،
لكن وسائل إعلام غربية تحدثت عن احتفاظ تركيا بالذهب لديها لصالح حكومة مادورو أو قد
يباع قسم منه إلى إيران حسبما أعلن مسؤولون أمريكيون لوكالة بلومبيرغ في أكتوبر الماضي،
وهو ما يمثل انتهاكاً للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
"مادورو" يدعو لوقف الجنون الأمريكي
وطالب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في لقاء خاص مع RT المجتمع الدولي بالدفاع عن السلام في فنزويلا ووقف
ما سماه جنون الرئيس الأمريكي الذي يضع نصب عينيه الموارد الطبيعية الفنزويلية.
وأكدت
وزارة الخارجية الفنزويلية أن "الحكومة ستقوم بمراجعة علاقاتها الثنائية مع هذه
البلدان -التي دعمت زعيم المعارضة- بصورة شاملة واعتبارا من اللحظة الحالية حتى ترفض
هذه الدول خطط المتآمرين، وعودة الأوضاع إلى نصابها على حلبة القانون الدولي".
فنزويلا
قد تكون نقطة خلال خطيرة بين أنقرة وواشنطن
قال
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن الدول التي اعترفت بخوان جوايدو الذي أعلن
نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا تؤجج مشكلات البلد وتعاقب الملايين من سكانه.
وتابع
أوغلو، أنه كان لزاما على البلدان التي تساند جوايدو أن تدفع، بدلا من ذلك، في سبيل
إجراء مفاوضات لحل أزمة فنزويلا، موضحا أنه عندما تقع "مشكلة في بلد ما، تكون
هناك شرارة يمكن أن تتحول إلى حريق في أي وقت، وفي هذه الحالة، كان لزاما عليها -البلدان
المؤيدة لجوايدو- المساهمة في حل المشكلة من خلال الحوار".
وأضاف:
"لكن هل هكذا تعاملت مع الأمور؟ لا، على النقيض، جرى تأجيج الوضع من الخارج، هذا
المنهج يعرض شعب فنزويلا للعقاب".
وبين
وزير الخارجية، أن تركيا حاولت العام الماضي تدشين محادثات بشأن فنزويلا بين واشنطن
ودول أمريكا اللاتينية، مضيفا: "لكن اليوم لم تسع للحوار أي من تلك الدول التي
اتخذت هذه الخطوات ضد فنزويلا".
وربما
يمثل الخلاف بشأن فنزويلا نقطة خلاف خطيرة أخرى بين واشنطن وأنقرة اللتين تختلف مواقفهما
أيضا إزاء السياسة في سوريا والعقوبات على إيران وخطط تركيا لشراء نظام دفاعي صاروخي
روسي.