ننشر رسائل شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان بمؤتمر الأخوة الإنسانية في الإمارات
خلال الحفل الختامي للمؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، ألقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، كلمتين بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي.
ووصل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى صرح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لحضور الحفل الختامي للمؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تشكل أهم وثيقة في تاريخ العلاقات بين الأزهر الشريف والفاتيكان.
وتعد الوثيقة نتاج عمل مشترك وحوار متواصل استمر لأكثر من عام ونصف بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، وهي تحمل رؤيتهما لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين اتباع الأديان، وللمكانة والدور الذي ينبغى للأديان أن تقوم به عالمنا المعاصر.
وثيقة الأخوة نداء لضمير الإنسان
وخلال الحفل الختامي، قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي، تشجيع لجهود دولة الإمارات في نشر ثقافة التسامح والسلام، مؤكدا أن الوثيقة نداء لضمير الإنسان الحي لنبذ العنف البغيض واحتقار التطرف الأعمى.
الدين بريء من التنظيمات الإرهابية
وأضاف فضيلة شيخ الأزهر فى كلمته بمؤتمر الأخوة الإنسانية في أبوظبي، أن أزمة العالم هذه الأيام تتمثل في غياب الضمير الإنساني، والدين بريء من التنظيمات الإرهابية.
المسلمون دفعوا ثمنا باهظا في اعتداءات سبتمبر
وأكد شيخ الأزهر أن المسلمون دفعوا ثمنا باهظا في اعتداءات سبتمبر وأخذوا بجريرة حفنة منحرفة، مردفاً: نواجه منذ التسعينات حربا جديدة عنوانها الإرهاب قائلاً: "همومي وهموم البابا متطابقة وتألمنا سويا لمعاناة الناس جميعًا".
وقف استخدام الدين ستارا لأعمال العنف
وأشار بلقاء الأخوة الإنسانية فى أبو ظبى إلى ضرورة وقف استخدام الدين ستارا لأعمال العنف والتخريب.
وحدتنا الصخرة الوحيدة التي تتحطم عليها المؤامرات
وأضاف شيخ الأزهر: "أقول لإخوتي المسيحيين في الشرق: اعلموا أن وحدتنا هي الصخرة الوحيدة التي تتحطم عليها المؤامرات التى لاتفرق بين مسيحي ومسلم حين يجد الجد ويحين قطف الثمار".
افتتاح مسجد وكنيسة العاصمة الإدارية مبادرة رائدة من السيسي
وتطرق الإمام الأكبر فى كلمته إلى افتتاح أكبر مسجد وكنيسة بالعاصمة الإدارية، قائلاً، إنها مبادرة رائدة من الرئيس السيسى للتقريب بين الأديان دون تمييز.
الأديان تنادى بالمحبة والسلام
ومن جانبه أعرب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان عن تقديره لالتزام الإمارات بمنح حرية العبادة على أرضها ومناداتها بالسلام ونبذ العنف والتعصب، كما فتحت أرضها لجنسيات مختلفة بكل حب.
وأضاف البابا فى كلمته بلقاء الأخوة الإنسانية، أنه سعيد بلقاء شيخ الأزهر هنا فى الإمارات، ولطالما بحثا كيف يمكن أن ينشروا رسالة المحبة والسلام والتغلب على العنف بالحب.
وأكد أن جميع الأديان تنادى بالمحبة والسلام، والسلام لا ينفصل عن العدالة.
تحية سلام
وألقى قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، التحية على الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، كما حيا الحاضرين في لقاء الأخوة الإنسانية بتحية الإسلام "السلام عليكم".
استعمال اسم الله لتبرير الكراهية: تدنيس خطير
أكد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أن التدين الحقيقي يقوم على محبة الله، معتبرا استعمال اسم الله لتبرير الكراهية "تدنيسا خطيرا".
وأضاف البابا فرنسيس، أن الأخوة تعبر عن التنوع والاختلاف بين البشر، لافتا :"إما أن نبني الأديان المستقبل معا وإلا فلن يكون هناك مستقبل للبشرية".
وأشار إلى أنه يجب الحفاظ على الوحدة بين البشر من خلال الحوار.
الحرب لا تولد سوى البؤس
وقال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إن الحرب لا تولّد سوى البؤس والأسلحة لا تولّد سوى الموت، موضحا أن سباق التسلح وتمديد مناطق النفوذ والسياسات العدائية على حساب الآخرين لن تؤدي أبدا إلى الاستقرار.
وأضاف البابا فرنسيس: "لنلتزم معا كأخوة في البشرية ضد منطق القوة المسلحة وضد التسلح وضد الفقر"، مشددا علي أنه لا معرفة حقيقية للذات بدون معرفة الآخرين.
وكان شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان قد وصلا مساء أمس الأحد إلى أبو ظبي، حيث كان في استقبالهما سمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ثم استقلا سيارة مشتركة إلى مقر إقامتهما، فيما من المنتظر أن يشاركا اليوم في العديد من الفعاليات المهمة.
وتحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة من 3 إلى 5 فبراير الجاري، زيارة مشتركة لفضيلة الإمام الأكبر وقداسة بابا الفاتيكان، تحت عنوان "الأخوة الإنسانية"، وهو ما يحظى باهتمام غير مسبوق، إماراتيا وعربيا ودوليا، وبمواكبة حاشدة من أكثر من 700 صحفي وإعلامي، حيث تعد الزيارة هي الأولى لأحد باباوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية، كما أنها تعكس مكانة الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، كأكبر مرجعية دينية في العالم الإسلامي، وكونها المؤسسة الأكثر تعبيرا عن سماحة الإسلام وتعاليمه الوسطية المعتدلة.