شيخ الأزهر: الأديان لاتُسأل عن الحروب التى انطلقت باسمها (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه ليس صحيح مايقال من أن الأديان هي بريد الحروب وسببها الرئيسي، وأن التاريخ شاهدًا على ذلك، مما برر ثورة الحضارة المعاصرة على الدين وأخلاقه، وإبعاده عن التدخل في شئون المجتمعات، بعدما سرت هذه السيرية سريان النار في الهشيم في وعي الشباب وخاصة في الغرب، وكانت من وراء إنتشار دعوات الإلحاد، والفلسفات المادية ومذاهب الفوضي والعديمة والحرية بلا سقف، وإحلال العلم التجريبي محل الدين.

وأضاف "الطيب"، خلال كلمته على هامش مؤتمر الأخوة الإنسانية بالإمارات، اليوم الإثنين، أن أول أسباب أزمة الإنسان المعاصر اليوم يعود إلى غياب الضمير الإنساني والأخلاق الدينية، وتحكم النزعات والشهوات المادية والإلحادية والفلسفات البائسة التى ألهت الإنسان وسخرت من الله والمؤمنين به، واستهزأت بالقيم العليا المتسامية التى هي الضابط الأوحد لكبح جماح الإنسان، أما الحروب التى انطلقت باسم الأديان، وقتلت الناس تحت لافتاتها فأن الاديان لاتُسأل عنها، وإنما يُسأل عنها هذا النوع من السياسات الطائشة على إستغلال بعض رجال الدين وتوريطهم في اغراض لايعرفها الدين ولايحترمها.

وتابع، أننا لاننكر أن هناك من رجال الدين من تناول النصوص الدينية تأويلًأ خاطئًا، وهذا الإنحراف الموظف في فهم النصوص الدينية ليس قاصر على الأديان وإستغلالها في العدوان على الناس، بل كثيرًا مايحدث في أسواق السياسة، حين تقرأ نصوص المواثيق الدولية المتكفلة بحفظ السلام العالمي، قراءة خاصة تبرر شن الحروب على دول آمنه، وتدمرها على رؤوس أصحابها، مشددًا على أن وثيقة الاخوة الإنسانية تنادي بوقف استغلال الأديان في تأجيج الكراهية والعنف والتعصب الأعمى، والكف عن استخدام اسم الله لتبرير القتل والتشريد والإرهاب والعنف، فالله عزوجل في غني عن من يدعو إليه بالقتل، معربًأ عن يقينه بان هذه التحركات نحو تحقيق الاخوة الإنسانية في المنطقة العربية ستؤدي ثمارها، وبدأت في مصر بافتتاح أكبر مسجد وكنيسة متجاورين بالعاصمة الإدارية الجديدة، في خطوة نحو تعزيز التسامح، وترسيخ الاخوة بين الأديان، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وكان شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان قد وصلا مساء أمس الأحد إلى أبو ظبي، حيث كان في استقبالهما سمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ثم استقلا سيارة مشتركة إلى مقر إقامتهما، فيما من المنتظر أن يشاركا اليوم في العديد من الفعاليات المهمة.

وتحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة من 3 إلى 5 فبراير الجاري، زيارة مشتركة لفضيلة الإمام الأكبر وقداسة بابا الفاتيكان، تحت عنوان "الأخوة الإنسانية"، وهو ما يحظى باهتمام غير مسبوق، إماراتيا وعربيا ودوليا، وبمواكبة حاشدة من أكثر من 700 صحفي وإعلامي، حيث تعدت الزيارة هي الأولى لأحد باباوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية، كما أنها تعكس مكانة الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، كأكبر مرجعية دينية في العالم الإسلامي، وكونها المؤسسة الأكثر تعبيرا عن سماحة الإسلام وتعاليمه الوسطية المعتدلة.