مغامرة "الفجر" في أعماق مقابر تونا الجبل الأثرية (صور)
عبر ممر رأسي هابط وآخر صاعد تستطيع الوصول إلى الكشف الأثري الجديد في تونا الجبل والذي أعلنت عنه وزارة الآثار صباح اليوم.
الممر الهابط يبلغ عمقه من 9 إلى 10 أمتار، تهبط إليه بسلم مربوط ببعض الحبال، ثم تصل إلى الأسفل لتجد عدة دفنات تضم ما يزيد عن 40 مومياء، لرجال ونساء وأطفال وحيوانات.
بئر الدفن هذا استخدم في عدة عصور متتالية، حيث استخدم في العصر المصري القديم ثم أعيد استخدامه عبر العصور المتتالية، وقد استطاعت البعثة العلمية المشتركة حتى العصور القبطية.
المومياوات الموجودة في حالة جيدة من الحفظ، ويوجد عليها كتابات بالخط الديموطيقي، مما يوحي بقرب الفترة التي دفنت فيها هذه المومياوات، والتي ترجع للعصر البطلمي، والعصر اليوناني روماني.
الكشف يعتبر فريد من نوعه بكل هذا الكم من المومياوات ذات الحالة الجيدة، وكذلك يوجد عدد من المومياوات تحت الترميم، لذا قد يزيد عدد المومياوات عن الرقم المعلن وهو 40 مومياء.
وأعلن صباح اليوم السبت الدكتور خالد العناني وزير الآثار عن أول كشف أثري لعام 2019 بمنطقة آثار تونا الجبل بمحافظة المنيا.
وتمكنت البعثة الأثرية المشتركة بين وزارة الآثار ومركز البحوث والدارسات الأثرية بجامعة المنيا في الكشف عن ثلاثة آبار دفن تؤدي كل منها إلى مقابر محفورة في الصخر بها العديد من المومياوات.
وأشار الدكتور خالد العناني وزير الآثار، أن تلك المقابر هى مقابر عائلية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة من المجتمع أو يمكن القول إنها تتنمي إلى الفئة الراقية من الطبقة الوسطى بالمجتمع.
وتتكون المقابر من عدد من حجرات للدفن بداخلها عدد كبير من المومياوات لأشخاص في مراحل عمرية مختلفة في حالة جيدة من الحفظ، من بينها مومياوات لأطفال بعضها ملفوف بلفائف كتانية، والبعض الآخر يحمل كتابات بالخط الديموطيقي.
إضافة إلى عدد آخر من المومياوات لرجال ونساء لاتزال يحتفظ بعضها ببقايا كرتوناج ملون، والبعض الآخر عليه كتابات ديموطيقية أسفل القدمين.
وأضاف وزيري أن طرق الدفن تنوعت داخل تلك المقابر ما بين الدفن داخل توابيت حجرية، أو خشبية، أو دفنات على أرضية المقبرة، كما تم العثور أيضا على دفنات داخل نيشات، مُشيرًا إلى أنه تم الكشف أيضا عن بعض الأوستراكات واجزاء من برديات و التي من خلال دراسة الكتابات الموجودة عليها تمكن الأثريين من تأريخهما في الفترة مايين بداية العصر البطلمي وحتى العصر الروماني المبكر والعصر البيزنطي.
وأوضح وجدي رمضان رئيس البعثة الأثرية أن البعثة قد بدأت أعمالها لهذا الموسم فى نهاية شهر نوفمبر، لإستكمالا أعمال الحفر للموسم الأول لها، والذى بدأ فى شهر فبراير 2018 واستمر و حتى نهاية شهر ابريل من نفس العام ، حيث تمكنت خلالها البعثة إلى الكشف عن مقبرة محفورة فى الصخر تتكون من مدخل يؤدي إلى سلم منحدر محفور في الأرض يؤدي إلى صالة مستطلية بها عدد من الدفنات.
ويوجد في تلك الصالة في اتجاه الغرب حجرة مستطيلة بها عدد من المومياوات وتابوت حجرى كبير، وفي اتجاه الشمال تم العثور علي حجرة أخري تحتوى على عدد من التوابيت الحجرية وضعت داخل نيشات، ويعتبر هذا الأسلوب فى الدفن فريد فى منطقة آثار تونا الجبل.
ومن جانبه قال فتحي عوض مدير منطقة تونة الجبل إن منطقة آثار تونا الجبل قد استخدمت كجبانة للإقليم الخامس عشر منذ نهاية الدولة الحديثة وبداية العصر المتأخر وعاصمتها الأشمونين.
وهي تشتهر بأنها تحتوى على العديد من المزارات الأثرية المهمة، منها مقبرة بيتوزيرس التي تم اكتشافها عام 1919 بواسطة جوستاف لوفيفر، والساقية الرومانية، والجبانة المقدسة لدفن الحيوانات والطيور الخاصة برموز الإله تحوت وهما طائر الايبس وقرد البابون، ومقبرة ايزادورا، والجبانة الرومانية، كما احتوت المنطقة على لوحتين من لوحات الحدود للملك اخناتون كجزء من حدود مدينة آخت آتون.