"هرب من الجوع للموت".. قصة منياوي توفي متجمدا لبرودة الجو في ليبيا (صور)
قبل نحو أربع أيام أعلنت السلطات الليبية العثور على جثة فلاح مصري يدعى صلاح محمود عبدالرحيم، متجمدًا من البرد في مدينة أجدابيا، وتم نقل جثمانه إلى مستشفى الشهيد أمحمد المقريب، وبحسب صور جواز السفر الذي وجد بحوزة المتوفى، تبين أنه يدعى صلاح محمود عبد الرحيم، من مواليد عام 1947 بمحافظة المنيا.
من هنا قررت "الفجر" أن تزور مسقط رأسه الواقع بعزبة الشوكى التابعة لقرية كوم والي التي تبعد عن مركز مطاي بـ 15 كيلو متر.
في البداية تقابلت "الفجر" مع سيده مسنة تدعى " أم اشرف "، تلك السيدة التي كانت متزوجة من " صلاح محمود "، أكدت أن المتوقي لديه من 4 أبناء ثلاثة منهم رجال وفتاه وحيده، وأكبر أبنائه يدعى "أشرف"، يبلغ من العمر 50 عام، متزوج، لم يكرمه الله بأطفال، يعمل قهوجي بالقاهرة، والابن الثاني يدعى"حمادة"، الذى توفى منذ عام إثر تعرضه لازمه قلبيه، بالإضافة إلى "احمد"، أصغر أبناءه، والذي يعمل "عامل باليومية"، لافتا أن "المتوفي" لم تكون الحالة المادية لدية ميسورة ولذلك قرر السفر إلى دولة ليبيا منذ السبعينيات من القرن الماضي.
وتضيف "أم اشرف"، لـ "الفجر" أنه منذ التسعينيات من القرن الماضي، سافر إلى لبيبا وانقطع الاتصال بنا ولم يرسل ليه أموال للعيش فقررت الطلاق فى عام 2001 حتى احصل على معاش، فليس لنا اى مصدر رزق ومنذ ذلك الحين لم اسمع عنه شئ إلا خبر وفاته يوم الثلاثاء متجمد من البرد بمدينة أجدابيا بدوله ليبيا.
وأنهت "طليقه" المتوقي حديثها للفجر قائله: علمنا بـ نبأ وفاه زوجي من احد الأشخاص الذين يقيمون بـ كوم الولي التابعة لمجلس قرى أبوان بمطاى بمحافظة المنيا أول أمس الثلاثاء حيث ذكر انه وجد اسمه وصورة الجواز الخاص به على النت واتضح انه متوفى منذ أربعة أيام متجمد من البرد لذلك قمنا بالبحث ووجدناه مطابق لذلك وتوقد تواصل معنا احد الأشخاص من قبيلة فرجانى بليبيا من اجل عمل توكيل من اجل دفنه هناك واستخراج شهادة وفاه له ولكن الحكومة لم تتواصل معنا إلى الآن.
وفى سياق متصل، يقول "حمادة أبو بكر"، جار "صلاح محمود" المتوفي في ليبيا، انقطعت أخباره منذ عشرات السنين عن القرية، فأخر لقاء بنا معه كان فى عام 2003 عندما كنت فى ليبيا ووجده يعانى اشد المعاناة من البطالة حيث كان لا يجد عمل ومنذ ذلك الحين انقطع الاتصال الأسرة.
وعلى جانب أخر، تقول أحد أقاربه انه منذ عام 2003 لما يستطيع العودة بسبب انه كان يسكن فى جبال ليبيا وجواز السفر الخاص به كان منتهى بالإضافة أنه كان أمي "لا يجيد القراءة والكتابة، انقطع الاتصال منذ ذلك الحين ولم يرسل لنا أموال.
وتقابلت "الفجر"، مع أبو بكر احمد، صديق "صلاح "، الذى أكد أن عزبة الشركي أحد العزب التابعة لقرية كوم والى التابع لمجلس قروي " أبوان "، بمركز مطاي بمحافظة المنيا تفتقر للخدمات الصحية حيث لا يوجد بها وحده صحية أو مدرسه واقرب وحده صحية لنا تبعد ثلاثة كيلو مترات وكما أن الأهالي يعانون اشد المعاناة من البطالة وانخفاض الدخل حيث أجرة العامل لا يتعدى 40 جنيه فى الوقت الحالي فما بالك فى السبعينات من القرن الماضي كما أن المرحوم كان يعمل "مزارع " باليومية فلم يكن يملك من حطام الدنيا شيء وكان لديه أربع أبناء لذلك تضيق به الحال وعجز عن الصرف عليهم لذلك منذ عام 1970 قرر السفر متجه إلى العراق ثم الأردن ليحط به الرحال إلى لبيبا ولما نسمع عنه شئ منذ عام 2003 إلى حد أول أمس الثلاثاء عندما ابلغنا انه مات متجمد فى شوارع أجدابيا من شدة البرد والجوع.