من البداية للنهاية.. ليلة سقوط قاتلي مهندس المصاعد في أسيوط
ينشر "الفجر" اعترافات شحاتة.ع.ا"، 37 سنة، فني أول مصاعد، وصديقه "محمود.ح.م"، 37 سنة فني بكلية العلوم جامعة الأزهر فرع أسيوط، المتهمين بقتل المهندس عمرو عاطف بدر، 31 سنة، مدير إحدى شركات تركيب المصاعد بأسيوط، وكيف استدرجا المتهمان المجني عليه إلى شقة أحدهما، وكيفية ارتكاب الجريمة والتخلص من جثة المجني عليه والحيلة التي صنعاها؛ لإخفاء سيارته وتغيير لوحة الأرقام الخاصة بها بقلم عريض.
سبب قتل المهندس:
كشف "شحاتة.ع" و"محمود.ح"، أمام المستشار أحمد الحداد، وكيل نيابة ثان أسيوط، أنهما قتلا المهندس عمرو، بسبب خلافات بينه وبين شحاتة ترجع لعام ونصف تقريبا؛ لأنه قد تسبب فى طرده من شركة تركيب المصاعد التي كانا يعملان بها بعد اكتشافه سرقات وعدم الالتزام في العمل وعندما أخبر صاحب الشركة أنهى عمله، مما تسبب في غضب شحاتة، خاصة أنه من أتى بالمهندس للشركة - بحسب شحاتة- فاتفق الجانيان أن يستدرجاه ثم يجبرها على توقيع إيصالات أمانة.
كيف استدرجا المجني عليه:
اتفقا الجانيان أن يستدرجا المهندس المجني عليه، إلى منزل محمود صديق شحاتة بدعوى تركيب مصعد في العمارة الذي يقطن فيه، حيث قال على غير الحقيقة أنه يملك العمارة، وهو فقط صاحب أو مالك الشقة فيها، وبعد وصول المجني عليه اتصل بمحمود هاتفيا وأخبره أنه أمام العمارة، ثم نزل محمد شقيق محمود لاستقباله، وصعد به إلى شقة محمود، وكانت زوجة محمود وأولاده في بيت والدها، لوجود مناسبة عائلية، "زواج شقيقتها".
كيف نفذ الجانيان الجريمة:
وأضاف الجانيان أنه أثناء تواجد المجني عليه مع محمود وشقيقه محمد في صالون الشقة فجأة خرج عليهم شحاتة من المطبخ، فهب المجني عليه واقفًا وسأل محمود شحاتة: "بيعمل إيه هنا" وصرخ انتم بتضحكوا عليا، فأجابه محمود بينكم حسابات صفوها، فينما قال شحاتة أنا لي حق وهاخدوا ثم اشتبكوا وبدأ الجانيان شحاتة ومحمود يقيدان حركته بأيديهم، وضربه شحاتة بظهر المسدس على رأسه فانفجرت الدماء على ملابس شحاتة وعلى السجادة التي يقفون عليها، وكمم محمود أنفاسه من الأنف والفم حتى لا يصرخ ويسمع الجيران، حتى تأكدا أنه فارق الحياة، وكانا قد جهزا حبال وأجولة طويلة على مقاس المهندس، ثم قاما بتوثيق يديه وقدميه، ثم ألبسا رأسه بشنطتين بلاستيك "أكياس بلاستيك" ووضعاه في الجوال، ووثقا الجوال، واستوليا على الفيزا كارد والرقم السري من محفظته، ثم نقلاه هو والسجادة إلى صندوق سيارة المجني عليه، ثم اتجها إلى أعلى كوبري الواسطى، دائرة مركز الفتح وألقيا الجثة في نهر النيل.
خطة للتخلص من سيارة المجني عليه:
بعد أن ألقيا الجثة في نهر النيل ذهبا بالسيارة إلى منطقة نائلة ناتون بمدينة أسيوط في شارع هادى الحركة وقاما بتغيير أرقامها بقلم عريض لتضليل الشرطة أثناء البحث عنها وغطاها وتركاها.
السجادة:
وذهبا بالسجادة وبنطلون شحاتة إلى مغسلة سجاد وأبلغا صاحبها أنهما ذبحا عليها خروفًاً وطلبا منه أن يغسلهما، لكنه بسبب قلق ارتاب قلبه تركها عده أيام دون غسل، وتحفظت عليها النيابة بعد اكتشاف واقعة القتل.
الفيزا كارد:
وبعد أن تخلصا الجانيان من الضحية اتجها إلى ماكينة بنك بالقرب من شركة مطاحن مصر الوسطى وسحبا مبلغ 10 آلاف جنيه التي كانت البداية في التعرف على الجانيين.
وقال حسام مصطفى نجل خالة المجني عليه أنهم خلال فترة اختفاء عمرو تواصلوا مع احد موظفي البنك الموجود به حساب نجل خالته ذكر انه تم سحب مبلغ 10700 جنيه في نفس تاريخ اختفاء عمر وتم سحبهم خلال نصف ساعة وأول سحب كان ألف جنيه وآخر سحب 100 جنيه والفيزا كانت لأحد البنوك الخاصة، وذكر لنا رقم الماكينة وهي تابعة للبنك الأهلي، واستطعنا عن طريق المعارف تحديد ماكينة الصرف التي هي بجوار بوابه مطاحن مصر الوسطى بمنطقة نزلة عبداللاه، فزادت شكوكنا تجاه شحاتة المتهم الأول، وأبلغنا هذه المعلومات إلى رئيس المباحث، وبتفريغ الكاميرات رأينا شحاته فى تمام الساعة العاشرة بنزلة عبداللاه وبتتبع الكاميرات بجوار ماكينة الصرف وجدنا كاميرا في البنزينه التى بجوار المطاحن وشاهدنا سيارة شحاته فى نفس موعد السحب وقدمنا الفيديو لرئيس المباحث أيضا الذى قام باستدعاء شحاتة يوم الأربعاء الموافق 23 يناير وبعد مواجهته بالفيديو والضغط عليه وتضييق الخناق بدأ في الاعتراف.
فيما فضت نيابة ثان أسيوط الأحراز في القضية مقتل وبلغت نحو 13 حرز، من بينها السيارة، سلاح الصوت الذي قتل به المجني عليه، سلاح ناري، ذخيرة، السجادة، بنطلون أحد الجناة، الفيزا كارد.
مناظرة الجثة:
وكانت النيابة قد ناظرت جثة المجني عليه بعد 7 أيام، من إلقائها في النيل، حيث تخلص الجانيان منها في نفس يوم قتل المجني عليه، وأشارت إلى وجود جرح غائر في الرأس، فضلا عن انتفاخ الجثة لتشبعها من الماء، فضلا عن تغيير الملامح لكن أسرته تعرفت عليه، وخاصة بسبب نفس الملابس التي كان يرتديها يوم اختفائه، وهي جاكيت بني، سويت شيرت نبيتي، وبنطلون جينز ازرق.
وأوضحت النيابة أن الطب الشرعي هو المسؤول عن تحديد أسباب الوفاة إن كان بضربة المسدس أم كتم أنفاسه لكن وجه نظر النيابة أن تكون ضربة المسدس غير قاضية وربما يكون سبب الوفاة هو عند فقدانه الوعي تم كتم أنفاسه واختناقه.
وكان اللواء جمال شكر، مساعد وزير الداخلية لأمن أسيوط، قد تلقى إخطارًا من المقدم أحمد أبو بكر، رئيس مباحث قسم ثان أسيوط، يفيد ورود بلاغ من الدكتور عاطف بدر، 63 سنة، طبيب بيطري بالمعاش، باختفاء نجله المهندس عمرو، مدير بإحدى شركات تركيب المصاعد بأسيوط، عقب خروجه بسيارته الخاصة في 16 يناير المنقضي.
تم تشكيل لفريق بحث برئاسة اللواء منتصر عويضة، مدير المباحث الجنائية، ضم ضباط مباحث قسم شرطة ثان أسيوط برئاسة المقدم أحمد أبوبكر رئيس المباحث، بالاشتراك مع فرع الأمن العام، وبتقنين الإجراءات تم ضبط المتهمين واعترفا بارتكاب الجريمة، وارشدا عن مكان الجثة والسلاح المستخدم في القتل والأحراز التي فضتها النيابة.