انطلاق فعاليات الملتقى الاقتصادي السعودي-الإماراتي الثاني في الرياض
أكد وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد
بن عبدالله القصبي، أن العلاقات الثنائية المميزة في كافة المجالات بين المملكة العربية
السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ تستمد قوتها من روابط الأخوة والجوار التي
تربط البلدين الشقيقين وقيادتهما الرشيدة.
جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات الملتقى الاقتصادي
السعودي الإماراتي الثاني، في الرياض اليوم الخميس، بحضور مسؤولين وممثلي الجهات الحكومية
والمستثمرين لكلا الجانبين السعودي والإماراتي.
وقال وزير التجارة والاستثمار، في كلمته
خلال حفل الافتتاح: «إن رؤية البلدين الشقيقين تهدف إلى النمو المستدام والاقتصاد المتنوع
لنكون من كبرى اقتصاديات العالم، وساهمت في فتح مجالات أرحب للقطاع الخاص؛ لكونه شريكًا
هامًّا للاقتصاد، ومحركًا رئيسيًّا للتوظيف، ومصدرًا لتحقيق الازدهار والرفاه للوطن».
وأضاف القصبي أن «التحديات التي يمر بها
العالم اليوم على مختلف الأصعدة، تتطلب منا مضاعفة الجهود لمواصلة الانفتاح وتهيئة
البيئة التجارية والاستثمارية المواتية للاستفادة من متطلبات التوسع الذي تشهده الأسواق
العالمية».
وقال القصبي: «إنني على ثقة بمساهمة أعمال
هذا الملتقى للخروج بمبادرات تساعد على تعميق التعاون بين بلدينا الشقيقين في كافة
المجالات، مبنية على أسس من التكافؤ والتوازن في تبادل المنافع وخدمة المصالح المشتركة».
من جانبه، أكد وزير الاقتصاد بدولة الإمارات
العربية المتحدة المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، مدى قوة العلاقات الثنائية بين دولة
الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، في المجال الاقتصادي على وجه
الخصوص؛ حيث قطع خلال السنوات الماضية خطوات كبيرة في توحيد الطاقات وتعزيز التكامل،
بدعم لا محدود من القيادتين الحكيمتين، ووفق رؤية واضحة عبرت عنها محددات استراتيجية
العزم ومخرجات مجلس التنسيق السعودي الإماراتي.
واستعرض الوزير المنصوري بعض المؤشرات التي
تؤكد وجود أرضية خصبة لتنمية الشراكة المستدامة بين البلدين؛ حيث قال: «وفقًا للنتائج
الصادرة عن الجهات الرسمية في دولة الإمارات لعام 2017، تمثل المملكة العربية السعودية
الشريك التجاري الأول عربيًّا والرابع عالميًّا لدولة الإمارات؛ حيث تستحوذ على نحو
5% من تجارة الإمارات غير النفطية مع العالم".
وأضاف وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية
المتحدة: «حقق إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين في عام 2017 قفزة جديدة
عن العام السابق له بنسبة 11%، مسجلًا أكثر من 79 مليار درهم (21.5 مليار دولار)»،
مبينًا أنه خلال النصف الأول من عام 2018، بلغ إجمالي التبادل التجاري بين البلدين
قرابة 40 مليار درهم.
وذكر المنصوري أن الجانب الاستثماري بين
البلدان يتمتع بشراكة حيوية أثمرت العديد من المشاريع والاستثمارات المتبادلة والناجحة
في عدد من القطاعات الاقتصادية؛ من أبرزها الصناعات التحويلية، والطاقة، والخدمات اللوجستية،
والنقل الجوي، والأنشطة المالية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والسياحة والضيافة،
وتجارة الجملة والتجزئة، والعقارات.
وأشار الوزير المنصوري إلى أن «هذا الملتقى
يمكنه أن يوفر لنا منصة متميزة لنبحث آفاق وآليات التعاون الثنائي خلال المرحلة المقبلة،
مع التركيز على المساهمة الفعالة للقطاع الخاص في تنمية شراكتنا الاقتصادية؛ وذلك انطلاقًا
من ثقتنا بدوره باعتباره شريكًا رئيسيًّا لحكومتي البلدين في تحقيق رؤيتهما المستقبلية».
بدوره، ذكر رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور
سامي بن عبدالله العبيدي أن العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة
والمملكة العربية السعودية قديمة وأزلية وهي في تطور مستمر؛ ففي دولة الإمارات العربية
المتحدة ما يقارب 3100 شركة تعمل بالعديد من الأنشطة، لا سيما أنشطة التعدين واستغلال
المحاجر والأنشطة العقارية وأنشطة البيع بالجملة والتجزئة وإصلاح المركبات، فضلًا عن
الأنشطة المالية والتأمين والخدمات الإدارية والدعم والتعليم والأنشطة المهنية والعلمية
والتقنية والنقل والتخزين وأنشطة الإقامة والطعام والمعلومات والاتصالات.
وأفاد العبيدي بأن «المنتدى الاقتصادي الإماراتي
السعودي، هو بمنزلة إضافة جديدة في صرح العلاقات الثنائية المتميزة بين بلدينا الشقيقين
التي تشهد تطورًا متسارعًا، في كافة المجالات، خاصةً أن دولة الإمارات تعد واحدة من
أهم شركاء المملكة التجاريين على صعيد المنطقة العربية عامةً، وعلى صعيد دول مجلس التعاون
الخليجي خاصةً.
وأشار العبيدي إلى أن أهمية هذا المنتدى
تكمن فيما سيوفره من فرص واعدة ومباشرة للشركات والمؤسسات الاقتصادية الاستثمارية في
ظل مشاركة العديد من أصحاب القرار من الجانبين، في ضوء الدعم الكامل الذي يحظى فيه
المنتدى من وزارة الاقتصاد، واتحاد غرف التجارة والصناعة بدولة الإمارات والغرف الأعضاء
ومن بقية الدوائر الحكومية والهيئات المعنية في كل من دولة الإمارات والمملكة العربية
السعودية، خاصةً أن دولة الإمارات اليوم، تمتلك خبرات واسعة ومميزات وفرصًا استثمارية
عديدة تتيح -ولا شك- المزيد من فرص التعاون والاستثمار بين البلدين.
من جانبه، أوضح نائب رئيس الاتحاد العام
لغرف التجارة والصناعة بدولة الإمارات عبدالله العويس، أن الشراكة بين القطاعين العام
والخاص من أهم التوجهات الاقتصادية وركيزة أساسية لأي تنمية مستدامة.
وأشار العويس إلى أن أرقام التبادلات الاستثمارية
المشتركة بين البلدين تعكس أهمية هذا الملتقى وتبشر بالخير تجاه تعزيز وتقوية علاقات
الشراكة والتعاون المشترك.
وشهد الملتقى انعقاد جلستين، ترأس أولاهما
نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الإمارتية، وتناولت محاورها المشروعات والفرص
الاستثمارية في المدن الإماراتية.
أما الجلسة الثانية فترأسها نائب رئيس مجلس
الغرف السعودية رئيس مجلس إدارة غرفة المدينة المنورة؛ حيث ناقشت مستقبل الشراكة السعودية
الإماراتية، ودور هيئة تنمية الصادرات السعودية في تنمية الصادرات، ومشروعات الرؤية
السعودية 2030، ومشروعي القدية ونيوم ومشروع البحر الأحمر، ومشاريع هيئة المدن الاقتصادية
والمركز الوطني للتخصيص، وعرضًا قدمته الهيئة العامة للاستثمار بعنوان «استثمر في السعودية».
واختتم الملتقى باجتماعات ثنائية سعودية
إماراتية ناقشت فرص الاستثمار في مختلف القطاعات؛ منها التجارة والصناعة، والتكنولوجيا
والاستشارات والإعلام، والصرافة والخدمات المالية، والأمن الغذائي، وقطاع الطاقة.