الجيش السوداني: لن نفرط في أمن البلد ولا في قيادتها
أكدت القوات المسلحة السودانية، وقوفها ضد ما اعتبرتها مخططات لإسقاط دولة السودان عبر استغلال الأزمة الاقتصادية من خلال استمرار الاحتجاجات المطالبة بتنحي رئيس البلاد، عمر البشير.
وقال وزير الدفاع السوداني، الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، في كلمة ألقاها أمام ضباط أكاديمية نميري العسكرية العليا، إن "القوات المسلحة تعي تماما كل المخططات والسناريوهات، التي تم إعدادها لاستغلال الظروف الاقتصادية الراهنة ضد أمن البلاد عبر ما يسمى بالانتفاضة المحمية، وتدرك سعي البعض لاستفزاز القوات المسلحة وسوقها نحو سلوك غير منطقي ولا يليق بمكانتها وتاريخها".
واعتبر عوف، حسب بيان صادر عن وزارة الدفاع السودانية، أن “هذه الأزمة العارضة ميزت الخبيث من الطيب، وأظهرت معدن رجال القوات المسلحة”، مشددا على أنهم "لن يفرطوا في أمن البلد ولا في قيادتها".
من جانبه، أكد رئيس الأركان المشتركة السوداني، الفريق أول كمال عبد المعروف الماحي، أن القوات المصلحة لبلاده “لن تسمح بسقوط الدولة السودانية أو انزلاقها نحو المجهول”، مشيرا إلى التضحيات الكبيرة التي قدمها الجيش لتحقيق الأمن والاستقرار.
واعتبر الماحي أن "الذين يتصدرون المشهد في المظاهرات هي ذات الوجوه التي ظلت تعادي السودان وتشوه صورته أمام العالم وتؤلب عليه المنظمات وتوفر الدعم للحركات المتمردة التي ظلت تقاتل القوات المسلحة على مدى السنوات الماضية، ثم تأتي اليوم لتشكك في مواقفها الوطنية والإساءة إليها".
وتعهد رئيس الأركان المشتركة بأن تتصدى القوات المسلحة “بالقانون والملاحقة القضائية لكل الألسن والأصوات المشروخة والأقلام المأجورة التي أساءت إليها”، وجزم “بأن القوات المسلحة لن تسلم البلاد إلى شذاذ الآفاق من قيادات التمرد المندحرة ووكلاء المنظمات المشبوهة بالخارج ولن تتوانى في التصدي لهم مهما كلفها من تضحيات حفاظا على أمن الوطن وسلامة المواطنين”.
ويشهد السودان منذ 19 كانون الأول/ديسمبر احتجاجات واسعة في عدد من مدنه بينها العاصمة الخرطوم في ظل تدهور مستوى المعيشة، حيث طالب المتظاهرون باستقالة الرئيس الذي ألقى من جانبه بمسؤولية التظاهرات على “متآمرين” دون أن يسميهم.
وأسفرت الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، حسب الإحصائية الرسمية، عن مقتل نحو 30 متظاهرا خلال الاحتجاجات.