طبق فاكهة بـ 5 جنيهات.. هكذا تسترزق عائلة إسكندرانية بكورنيش الثغر (فيديو وصور)
"ليست سعة الرزق والعمل بكثرته ولا طول العمر بكثرة الشهور والأعوام ولكن سعة الرزق والعمر بالبركة فيه"، لعلها من بين أكثر المقولات التي نستطيع تأكيدها إذا ما تمعنا في هذه الحياة. فعمر الإنسان لا يقاس طوله بمدة العيش وإنما يقدر بدرجة البركة به، وهكذا هو حال العمل والرزق حتى وإن كان قليلا زهيدا فكثرته تكمن في البركة التي ستنزل عليه، ولئن قلت أرزاق بعض خلق الله، فإن الذي خلقهم سينزل البركة على ما يقومون بجنيه من قوتهم خاصة ما إذا أخلصوا في عملهم ذلك، والإخلاص بالأعمال لا يقتصر على فئة بعينها، إذ من الوارد أن تجد أكثر الأشخاص مدخولا يعمل دون ضمير، وتلحظ في الوقت ذاته آخر لا يكاد يحصل على ما يكفيه ليوم واحد ورغم ذلك فهو شديد الإخلاص بعمله.
هذا هو حال إحدى الأسر السكندرية التي لجأت إلى طريقة جديدة من أجل كسب قوت يومها بالحلال، بعدما ضاقت عليهم الحياة، فقامت بابتداع فكرة بسيطة تمثلت في بيع طبق صغير من الفاكهة مقابل 5 جنيهات فقط.
وأنت تسير على كورنيش الإسكندرية وتحديدًا في منطقة محطة الرمل، ستلاحظ نور محروس، رب هذه الأسرة الكادحة، وهو فكهاني في الأصل، برفقة زوجته وأبنائه، يجلسون وأمامهم كميات من الفواكه النظيفة المعبأة داخل أكياس بلاستيكية، وعليهم لوحة صغيرة دُون بها بالعامية "طبق الفاكهة بـ 5 جنية"، حيث رأت الأسرة في فكرتهم الغير تقليدية مصدر لقوت يومهم ومعيشتهم.
وقال نور محروس لـ"الفجر"، إنه فكر في بيع منتوجه على البحر خاصة لأن هذا المكان يتواجد فيه الكثير من الطلاب، حيث كان أمله أن يوفر للطلبة أشياء مفيدة يأكلونها عوضا عن السناكس.
وأضاف أنه أب لثلاثة أطفال، ولم يكن له مكان يقف به بل كان لديه "تروسيكل" ينقل فيه الفاكهة، ليأتي إثر ذلك على البحر بسبب الظروف والوضع المادي السيئ، على حد قوله.
نور محروس يشتري الفاكهة من الأسواق العادية، ويؤكد أن المواطنين يشجعونه وعائلته كثيرا، خاصة وأنهم يقومون بتقديم وجبة صحية ومغسولة وجاهزة "على الأكل على طول"، كما ورد على لسانه.
أما عن الصعبات التي يواجهها محروس وعائلته البسيطة، فإنها تتمثل في التحذيرات الدائمة من الحي الذي يمنعهم من الوقوف ببضاعتهم على الكورنيش، ويقومون بتهديده في كل مرة بأن يأخذوا منه بضاعته إذا ما ظل ماكثا بذات المكان لبيع بضاعته.
نور محروس الذي رضي بنصيبه وبرزقه القليل، لم يطلب الكثير سوى أن يتركه الحي هو وعائلته في شأنهم ليوفروا قوت أطفالهم اليومي، من خلال بيع أطباق الفاكهة التي لا يتجاوز ثمن الواحد منهم الـ5 جنيه.
وحقيقة لم يخطئ المثل القائل: "يضع سره في أضعف خلقه"، فنور محروس بائع أطباق الفاكهة بالإسكندرية وإن كان إنسانا بسيطا فقد تحدى الفقر ليكسب قوته بالحلال وبعرق جبينه، وبكل ثقة قام محروس بتوجيه رسالته للشباب، قائلا: "عارف ان الظروف صعبة، ولكن مينفعش نقعد نحط ايدينا على خدودنا، اعملوا اي حاجه لان وضع البلد صعب".