دلالات ظهور الزبيدي في حشود تدعو لـ"الانفصال" في عدن

عربي ودولي

بوابة الفجر


استدار اللواء عيدروس الزبيدي من على منصة ساحة العروض في عدن وهو يُحلق بيده على حشود تطالب بإنفصال شمال اليمن عن جنوبه في أول مرة بعد أن تم تعيينه محافظا لهذه المدينة من قبل الرئيس هادي.

ورغم أن الزبيدي قبل أن يكون محافظا لمحافظة عدن تحت سلطات الرئيس هادي بوضعها الراهن، إلا أنه عاد من ساحة العروض ليكتب على صفحته في "فيس بوك" أنه شارك "في مليونية التحرير والاستقلال"، وكأنه قبل بالمنصب لكن فكرة إرجاع الوضع الى ما قبل الوحدة لا زالت عالقة في ذهنه.

وليس هذا حدثاً، وموقف جديد من المحافظ المعين وفق نظام وحدوي، ولكن سلسلة نشأة الرجل العسكرية ما قبل الوحدة وبعد حرب 94م تفسير كثير من تصلبه في موقفه في "الانفصال"، فهو الذي ينحدر من مدينة الضالع أكثر المحافظات التي كانت تمثل جيش دولة "جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية"، مما يجعلها أكثر المحافظات التي كانت تشهد صراع أمني بينها وبين الجيش منذ ما بعد حرب 94 وحتى 2011م.

بعد أن تخرج الزبيدي من كلية الطيران بعدن، كما تقول سيرته الذاتية، عمل في الجيش الجنوبي حتى تحقيق الوحدة بين الشطرين، لكن بعد أن حدثت حرب الانفصال كان هو أحد المقاتلين ضد جيش الشرعية التي كان يمثلها نظام صالح، وبعد أن انتهت الحرب لصالح الشمال، فر هو ورفاقه إلى دولة جيبوتي ليستقر فيها حتى عاد مرة أخرى عام 1996م.

أسس الزبيدي "حركة تقرير المصير" والتي تدعوا لاستعادة دولة الجنوب، لكن تم احباط هذ الحركة ثم عاد الزبيدي مرة أخرى عام 2012م عقب اندلاع ثورة الشباب السلمية ليستعيد نشاط الحركة، ثم خاض حركة مسلحة ضد المعسكرات في مدينة الضالع التي كان قائدها في تلك الفترة ضبعان أحد أنصار صالح.


وحين اقتحمت مليشيات الحوثي وصالح المدن الجنوبية، كما تقول سيرته، أنه شارك مع المقاومة الجنوبية في حرب تحرير قاعدة العند.


تم تعيين الزبيدي محافظ لمحافظة عدن بقرار رئاسي عقب اغتيال اللواء جعفر محمد سعد، ورغم أن الزبيدي أصبح رجل في إطار دولة الوحدة إلا أنه عاد مرة أخرى ولكن من ساحة العروض والتي اكتضت شعاراتها بالعلم الشطري، وهو ما يبدو غريبا ليس لأنه ظهر في الساحة وفقا لقناعاته وتأريخيه ولكن لأنه يمثل سلطة في إطار الوحدة وهو ما يعبر عن خروجه من مسار الدولة وشرعيتها الحالية.


ويتسائل الكثير فيما إذا كان ظهور الزبيدي في ساحة العروض يُعبر عن السلطات الرسمية إلا أن الرئيس هادي يقف ضد أي تشطير للبلد والذي عرف في موقفه المتصلب في بقاء اليمن موحدة، إضافة إلى التوجه العام للتحالف العربي الذي يدعو إلى تحرير اليمن من قبضة الانقلاب وبقاء البلد موحدا تحت إطار الوحدة، الأمر الذي يجعل موقف الزبيدي في "ساحة العروض" معبرا عن قناعة شخصية ولا تمثل سلطات الدولة وقرارها.