باحث أثري يكشف عن العطور عند قدماء المصريين: صناعة وزينة

أخبار مصر

أحمد عامر - باحث
أحمد عامر - باحث أثري


قال الباحث الأثري إن المصريين القدماء قاموا باستخلاص العطور الرائعة من مختلف الأزهار، كما قاموا بتصويرها على جدران معابدهم.

وأكمل عامر أن عملية عصر النباتات التي يستخلص منها العطور تتم في قماش، وكانت عطور عامة الشعب من الطبقة الدنيا أساسها زيت الخروع، أما عطور كبار رجال الدولة في البلاط الملكي والطبقة العليا كالأمراء والأشراف والكهنة فكان أساس عطورهم زيت الزيتون وزيت اللوز وزيت الهجليج.

وتابع عامر قائلًا: إن المصريين القدماء كانوا يضيفون هذه الزيوت للمواد المعطرة من الأزهار، وكانت الزهور أو الجذور أو الصمغ أو أوراق النبات العطرة تنقع في الزيت ثم تصفي ومن المنقوع يحصلون علي الزيت العطرى. 

وأشار عامر أن أوراق البردي التي يعود تاريخها إلى حوالي ألفي عام ق.م، توجد بها كتابات ثبت أن الحضارة المصرية القديمة كانت تستخدم الدهون العطرية على شكل أقماع صغيرة تنبعث منها رائحة عطرة تفوح في القصور والبيوت والشوارع.

وأضاف عامر أن العطور كانت توضع مع القدماء في القبر لتصاحبهم في الحياة الأخرى، حيث وجد علماء الآثار أثناء عمليات التنقيب الأثري في المقابر القديمة وبالتحديد في مقبرة الملكة "حتب حرس" أم الملك خوفو، العديد من القوارير والآواني التي تحوي علي آثار لزيوت عطريه، وكانت الملكة "كليوباترا" أكثر ملكات مصر عشقا للعطور.

وتابع عامر أنه كانت توجد طريقتان لصناعته، الأولى وهي وضع الأزهار في لوحة كبيرة من ورق البردي له طرفان تمسك به سيدتين وتوضع الورود مع قليل من الماء في داخل اللوح ثم تدور كل سيدة الطرف الذي تمسك به عكس اتجاه السيدة الأخرى فيتم عصر الورود، وكان يوضع تحتهما إناء كبيرة ليسع الكمية المعصورة ثم بعد ذلك تحفظ في أواني خزفية وفخارية.

وأشار عامر أن تلك الطريقة في صناعة العطور كانت للملكات وزوجات الأمراء والكهنة للتزين بها عند الاحتفالات وكان للطبقات الغنية لا لباقي الشعب.

أما عن الطريقة الثانية -والكلام لعامر- وهى وضع الورود في إناء فخاري صغير وحرقه لإعطاء رائحة عطرة للجو فهذا النوع من العطور جزء من القرابين المقدمة للآلهة أو لتوديع المتوفي ولم يكن لأغراض الزينة، ونستطيع أن نتأكد نحن أحفاد المصريون القدماء من ميراثنا الأصيل للعطر والعطور.